هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

فَضَائِلُ الْمَرءِ لَا تَبدُو بِمَظْهَرِهِ
فَكَمْ بَسِيطٍ سَقَانِي عَذْبَ كَوْثَرِهِ

فَتِّشْ عَنِ الرُّوحِ فَالأَجْسَادُ فَانِيَةٌ
قَدْ يُدرِكُ النُّورَ مَن يُؤذِي بِمَنظَرِهِ.

وَمَصْرُوفَةٌ عَيْنَاهُ عَنْ عَيْبِ نَفْسِهِ
وَلَوْ بَانَ عَيْبٌ مِنْ أَخِيهِ لَأَبْصَرَا

وَلَوْ كَانَ ذَا الْإِنْسَانُ يُنْصِفُ نَفْسَهُ
لَأَمْسَكَ عَنْ عَيْبِ الصَّدِيقِ وَقَصَّرَا

أورثتني وجعَ الغيابِ، فكُلُّ ما
بِي من محطَّاتِ انتظارٍ مُتعَبةْ

للشَّوقِ في روحي صَهيلٌ لاهبٌ
كصهيلِ خيلِ الفاتحينَ بقُرطُبَةْ

ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا
فكم تحتها قومٌ هم منك أرفعُ

فإن كنت في خيرٍ وعزٍ ومنعةٍ
فكم مات من قوم هم منك أمنعُ

وما دمت أرضى باليسير فأنني
غني لغير الله ماكنت أخضع

وربي قد آتاني الصبر والغنى
عن الناس في هذا لي العز أجمع

ووجهي من ذل التبذل مقفر
مقل ومن عز القناعة موسع

إن القراءة للنفوس حياتها
كالجدب يخصب من فرات الماء

فاقرأ كتابك إن أردت مكانة
فالمجد يحني الرأس للقراء

لعمرك ما الرزية فقد مال
ولا شاة تموت ولا بعيـر

ولكن الرزية فقـد شهـم
يموت بموته خلق كثيـر

فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب.

‏سيبعثُ الله مِن آفاق رحمتهِ
لطفاً يرممُ في جنبيك ما هُدما

طمئن فؤادك فالأقدار حانيةٌ
وفي الحياةِ سرورٌ يعقُبُ الألَما

وفي السماءِ هدايا الغيب دانيةٌ
يوماً ستأتيك بالبشرىظ° لِتبتسما

‏يا راحلاً وجميل الصبر يتبعهُ
هل من سبيلٍ إلى لقياك يتفقُ !

ما أنصفتكَ جفوني وهي دامعةُ
ولا وفَى لك قلبي وهو يحترقُ