ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

ظننته عوناً !



عجبتُ والله مِمّنْ كنتُ أحسبهُ


‏عوناً فأمسى مع الأيام فرعونا!!
‏مغردٌ لم يزلْ يهوى مشاكستي


‏ ولم أزلْ فيه دون الناس مفتونا!!
‏ربّاهُ إن ظلَّ في عُجبٍ وعجرفةٍ


‏ أرسل لأعدائهِ سلّاً وطاعونا

عبد العزيز الزنيدي

ليهنك الشعر !



ليَهْنك الشعرُ في أسمى معانيهِ


‏ينسابُ كالتبر في أزهى مبانيهِ!
‏سهلٌ لحافظهِ عذبٌ لسامعهِ


‏محرمٌ أبداً عمّن يُحَاكيهِ!
‏لا يستوي من يقول الشعرَ من ترفٍ


‏ومن يبوحُ بهِ مما يعانيهِ!
‏ولا الذي ينفثُ الآهات من عبثٍ


‏كجاذبِ الآهِ من أقصى أقاصيهِ

عبد العزيز الزنيدي

يا فؤادي !



‏يا فؤادي دعكَ من هذا الَملَقْ


‏واتركِ الخلقَ وراقبْ من خَلَقْ!
‏واجعلِ الأشعارَ وقفاً جارياً


‏في جبينِ الصُّبحِ أو خدِّ الشَّفقْ!
‏لا تمجّدْ بالقوافي الغرِّ إلا


‏مَن إذا مجّدتهُ قِيلَ: صَدَقْ!
‏في الورى رأسٌ وفيهمْ ....


‏فارفعِ المدحَ لمن كانَ أَحَقْ!

عبد العزيز الزنيدي

ناعس الطرف !



‏عيناك إن سلبتْ نومي بلا سببٍ


‏فما على الحسنِ من لومٍ ولا عَتَبِ!
‏يا ناعسَ الطرفِ هل عيناك آثرتا


‏ما كان بينهما والنوم من نسبِ؟!
‏عشاقُ عينيك في بحريهما غرقوا


‏و من نجا فبعقلٍ منكَ مستلبِ!
‏من لم يجدْ وعدَ صدقٍ منكَ يحضنه


‏قضى الحياةَ على وعدٍ من الكذبِ!

عبد العزيز الزنيدي

النرجسية !



النرجسية لا ترنو إلى أحدٍ


‏إلا إلى وجهها في صفحةِ الماءِ!
‏الكل يسألُ عنها وهي مطرقةٌ


‏ما ضرّها لو أجابتهم بإيماءِ؟
‏ظلّي كما أنتِ في تيهٍ وغطرسةٍ


‏ولا تقيمي اعتباراً للأحبّاءِ!
‏فالتيهُ طبعٌ بغيضٌ في حقيقتهِ


‏لكنه فاتنٌ في كل حسناءِ!

عبد العزيز الزنيدي

يا رب



‏يامن إذا جئتهُ حيرانَ ظمآنا


‏أعادني مترعاً بالنورِ ريّانا
‏يامن إذا ضقتُ بالدنيا ووحشتها


‏ألفيتُ في قربهِ أُنساً وسلوانا
‏ما أفسحَ الكون في عيني وأجملهُ


‏ما دامَ ما بيننا بالوصلِ مزدانا
‏ربّاهُ هبني بقربٍ منك تبصرةً


‏واملأ فؤاديْ عن الأشعارِ قرآنا

عبد العزيز الزنيدي

ابتسمْ !



ابتسمْ يا أنتَ أعني يا أنا!


‏زادكَ الله انشراحاً وهنا
‏ابتسمْ بالله حرّر فرحتي


‏ياشبيه البدر حسناً وسنا
‏ابتسمْ واغفر ذنوبي كلها


‏يكفي من دمع الأسى ما هتنا
‏ربما أصبحتُ فيكم مذنباً


‏ثم أمسيتُ منيباً مذعنا
‏فارحموا صباً أتاكم تائباً


‏لم يزلْ في حبكمْ مُرتهنا

عبد العزيز الزنيدي

أيا سائلا



أيا سائلاً عن طولِ صمتي وغيبتي


‏ومازلتَ مشتاقا عن الحال تسألُ
‏أفيدكَ أنَّ الشِّعرَ ما انفكَّ صاحباً


‏يلازمني أنّى أحلُّ وأرحلُ
‏تعوّدتُ آن آوي إلى الصمتِ برهةً


‏ولكنَّ خيلَ الشِّعر في الصدر تصهلُ
‏ومن لم يجد قولاً جميلا يقوله


‏فإنَّ دثارَ الصَّمتِ للمرءِ أجملُ

عبد العزيز الزنيدي

احب حبيبك هوناً !



‏يا ساهراً لا ينامُ


حتى برتهُ السقامُ!!
‏أحْبِبْ حبيبكَ هَوْناً


‏إذا دعاكَ الغرامُ
‏واكرَهْ عدوَّكَ هَوْناً


‏إذا حَدَاكَ الخِصَامُ
‏قدْ يُنجبُ البغضُ ودّاً


‏يطول فيهِ الوئامُ!!
‏أو يُنجبُ العشقُ صدّاً


‏يعزُّ فيهِ السّلامُ!!
فاجنح إلى الصفح دوما


إذا استشاطَ انتقامُ
واستبدل السُّهدَ نوماً


إذا غشاكَ الهيامُ

عبد العزيز الزنيدي

حجزٌ مؤكد ..!



تُهَدِّدُنا المنيِّةُ منذُ نوجدْ


ولمّا نكتملْ خَلْقاً ونولدْ!!
‏فإنْ كتبَ الإلهُ لنا حياةً


‏ فقد قعدتْ لنا في كلِّ مرصدْ
‏تجرّعنا افتقاداً بافتقادٍ


‏ لنسأمَِ من هوى الدنيا ونزهدْ
‏ولكنَّا نزيدُ بها هياما


‏وليس لغيرها نبكي ونسعدْ!!
‏ونوْسِعُ أرضها طولاً وعرضاً


لتكرمنا إذا مِتْنَا بمرقدْ!!
وكلُّ حقيقةٍ فيها تنادي:


‏بأنْ لا شيءَ في الدنيا مخلّدْ
‏وأنّ الفقدَ إرثٌ ليس يفنى


‏ وما من فاقدٍ إلا سَيُفْقَدْ!!
‏ومهما الرّحلةُ الأولى استطالتْ


‏ فللأخرى لنا حجزٌ مؤكَّدْ!!

عبد العزيز الزنيدي