ممنوع دخول الورعان !!

كثيراً ماينتابني حزن شديد ويقتحمني في نفس الوقت غضب أكثر شدة عندما أريد التسوق في أحد المجمعات التجارية أو داهمتني رغبة في التنزه في بعض المتنزهات الجميلة فتقع عيني على لوحة باهتة ترمق العابرين في استهزاء وكأنها تبحث عن فئة بعينها لتلقنهم درساً عن طريق تلك العبارة المنقوشة بل المحفورة على سطحها والتي طالما أرّقت الكثيرين وساهمت في ازدياد حنق أناس آخرين إنها عبارة ( ممنوع دخول العزاب )
إنها عبارة فجة ولاشك ولاتزال ومنذ أمد بعيد تجرح مشاعر فئة غالية على قلوبنا الا وهي فئة أخواننا العزاب لقد أدمت قلوبهم وساهمت بشكل أو بأخر في ضياع الكثيرين منهم .
لم يكن العزوبي في يوم الأيام مزعجاً لدرجة أن يحرم من التسوق أو التنزه حاله كحال بقية فئات المجتمع وإن وجد من يستحق ذلك من هؤلاء العزاب فماذنب الأخرين عندما يؤاخذوا بجريرة غيرهم ؟!
إتني أقترح وبما أن هذه اللوحة على مايبدو ستظل صامدة أمد الدهر لتصافح الأجيال جيلاً بعد جيل في تحد سافر لكل عوامل التعرية وتغيرات المكان والزمان بأن تستبدل تلك العبارة التي تجثم على صدرتلك اللوحة بعبارة أخرى لعلها أن تكون أقرب للصواب وأخف وطأة على قلوب إخواننا العزاب الا وهي عبارة ( ممنوع دخول الورعان ) فالورعان ياسادة أكثر ضرراً وأكثر استهتاراً بكل ماحولهم وخصوصاً أولئك الورعان الذين أنعم الله عليهم بأجسام البغال وأحلام العصافير والذين يمضون أكثر أوقاتهم على أرصفة الشوارع لا ليرفهوا عن أنفسهم ولكن من أجل أن يصوبوا نبيطاتهم ( جمع نبيطه ) على جماجم الهنود والبنغال ومؤخراتهم ثم يتبعون ذلك بقهقهات مجلجلة تكاد أن تزلزل أرجاء الحي .
هناك من الورعان من لايزال يعيش حياته كلما لو كان لايزال في الحضانة أو الروضة فتراه قليل الأدب سيء الأخلاق لايوقر كبيراً ولايرحم صغيراً ، يعيش كالخرفان الضالة إن وجد عشباً أو شعيراً أكل وإن لم يجد أزعج من حوله بضباحه وصياحه .
وعليك أن لايأخذك العجب عندما تدلف الى أحد الأسواق لتجد ذلك الورع الذي يخرج لسانه لكل من يقابله في وقاحة لايماثلها وقاحة ، وقد تلتفت يميناً أو يساراً لتجد ورعاً آخر وقد خطف شنطة إحدى المتسوقات وهرب بها .
لقد أصبح عالم الورعان عالماً عجيباً وغريباً ولم تجد معه نفعاً كل تلك الجهود التي تقوم بها مؤسسات المجتمع التربوية من مدارس وجامعات وبالتالي فإني أرى ينهض لمجابهة هذا التسيب وهذا التردي الأليم مجموعة خيار المجتمع من تربويين واختصاصين لدراسة مثل هذه السلوكيات المقيتة وإيجاد الحلول المناسبة وقبل هذا وذاك فإني أرى أن تستبدل عبارة ( ممنوع دخول العزاب ) الى عبارة ( ممنوع دخول الورعان )

دمتم على الحب