ريحانة شمران
12-14-2021, 09:34 PM
https://upload.3dlat.com/uploads/135895850819.gif
من أختيار الكاتب/ عبدالله علي السياري الشمراني
وقفة مهمة لكل أُسرة ..
https://www.shmran.net/inf/wp-content/uploads/2021/12/0-50.jpg
يحكي أ. محمد صابر
مقدم برامج قناة صفا ( رحمه الله ) ، قصته فيقول :
أبي و أمي شبه منفصلين رغم انهما يعيشان في بيت واحد ، فالشجار شديد بينهما : يدخل أبي الى البيت بعد عمله مجهدًا ، فيجد امي مشغولة بإخوتي أو بإعداد الطعام أو بنظافة البيت ، اي انه لا يجد الوضع مهيأ لراحته كما يريد ، فينزعج جدًا ، فيرفع الصوت بالمساءلة والعتاب ، فتغضب أمي ، ثم يبدآن بالصخب والسباب !
نحن في البيت عددنا كبير : أنا في الجامعة ، أختي في الثانوية ، لي إخوة في المتوسط والابتدائي .
وجميعنا نشاهد ذلك الصخب ، فينقلب ألماً في نفوسنا وبكاءً في عيوننا .
تطور الأمر حتى طلق أبي أمي مرتين ، ولم يبق لهما سوى الطلقةالأخيرة ، وبعدها تضيع حياتهما وحياتنا .
تطور الشقاق بينهما ، وأصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب ، ولا يحب الجلوس في البيت ، واصبحت امي معظم الوقت متضايقة ومتوترة .
يقول محمد :
لـمّـا درست مهارات التفكير وأهميتها ،
و بدأت أمارس التفكير الناقد ، والتفكير الإبداعي ، أحسست بأني كنت مهملاً لنفسي وحياتي ، وان السلبية التي اعيشها ادت إلى عدم وجود أي أثر أو مشاركة لي في البيت ، فقط كنت أدرس ، آكل ، أشرب ، أنام ، وقد ألعب مع إخوتي ، ولي طلعات مع أصدقائي !
أختي مثلي كذلك ، وكلانا نعزف نغم السلبية في بيتنا !
يقول محمد :
لمّا مررنا على إستراتيجيات حل المشكلات ، وطبقت ومارست مهاراتها ، عرفت كم أنا مقصر مع نفسي وأبي و أمي واسرتي كلها .
كنت أتصور أن المهمات والمسؤوليات تقع على أبي و أمي فقط ، أما نحن فلا مسؤولية علينا ابدا !!.
ولكن ما غير قناعتي وحركني لتغيير سلوكي في البيت أمران درستهما : اذا احسست بمشكلة حولك فلن تحلها حتى تحس بأنك جزءٌ من المشكلة و الحل ، والأمر الآخر أنه لا شيء مستحيل .
هنا فكرت :
لماذا أنتقد والدي ووالدتي ولا أنتقد نفسي ! أين دوري ؟
ثم فكرت بأسباب المشكلة ، فوجدت من أبرزها أن هناك ضغطاً جسدياً ونفسياً على ابي وامي ، فأبي يعمل منذ الصباح وحتى العصر ؛ ثم يأتي مجهدًا فيتابع البيت و متطلباته ، ويتابعنا تعليمياً و تربوياً ، إضافة إلى مهامه نحو الأسرة و الأقارب ..الخ.
لاحظت أن أبي لديه ١٤ مهمة ، وأمي لديها مثله في البيت ، وأنا وأختي لا نشارك إطلاقًا في اية مهمة ، فوضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي : المشتريات - متابعة دروس أخي الصغير - القيام بمشاوير الوالدة - إضافة الى إحداث جلسة تفاعلية للأسرة في بعض الأمسيات ، أديرها أنا وفيها قصص وفوائد وطرائف .
أيضا أختي ناقشتها فاقتنعت بإعانة أمي ، وقررت ان تقوم بأربع مسؤوليات : بالإشراف على سفرة الطعام تقديمًا وتنظيفًا - إعانة امي في تنظيف البيت - الاشراف على نظافة أختي الصغيرة - تنظيف أختي الصغيرة الأخرى .
بقينا ننفذ ذلك لمدة شهر ، فلاحظت تغيرًا واضحًا في نفسية الوالد ، وأمي هدأت أكثر ، ونحن بدأنا نحس بدورنا في البيت ، وغاب ٦٠ ٪ من المشكلة ..
بعد ذلك طلب محمد واخته من أبيه وامه طلبا غريبا :
طلبا منهما ان يأخذا اجازة ويذهبا بمفردهما إلى مكان ما في بلدهما أو خارجها لمدة ثلاثة أيام ، وينسيا هموم البيت والأسرة والأولاد ليستجمّا ويرتاحا ، ثم ليعودا أكثر نشاطاً .
في أول الأمر رفض الوالدان الفكرة واستغرباها ، ولكنهما اقتنعا بها وقررا تجربتها.
وفي الأسبوع الذي يليه حزما حقائبهما وسافرا ظهر الأربعاء ، ولم يرجعا إلا العاشرة ليلة السبت ،
وكان بينهما وبين اولادهما تواصل على الهاتف ، وعندما رجعا كانا كعروسين ، ووجه الأم ينضح بالبُشرى والارتواء وكأنها عروسة اللحظة ، أما الأب فكان سعيدًا مطمئناً : غاب حزنه وترك الحبوب النفسية ، وعند دخوله الى البيت ضمّ ابنه محمدا وقبله ثم بكى وقال : يا حبيبي يا محمد ، كان حقاً عليّ أن أزوجك ، فإذا بك أنت من يزوجني .
كان لزامًا عليّ أن أبني سعادة بيتنا ، فإذا بك أنت وأختك من يمد قلبي وقلب أمك بالحب والحنان بعدما كاد ينكسر الزجاج ، و ينثلم الفؤاد .
يا بني علمتني أنت أن الحياة نحن من يصنعها في دواخلنا ، علمتني بذكائك ولباقتك أن المشاركة للكل راحة للكل ، وأن المركزية تقتل سعادة المرء ، فهو متعب دائمًا والناس معه متعبون ، لكنكم الان شاركتم وبادرتم وريّحتم واسترحتم .
يختم محمد قصته بقوله :
لقد غابت المشكلة كلها تقريبًا ، وهذه هي المرة الاولى التي أدرس العلم فيها دراسة تطبيقية في حياتي ..
اﻷبناء عندما يتحرّرون من اﻷنانية ، يُصبحون نعمة ..!!
كم من أولاد في بيوت أبائهم كضيوف..!!
م/ن
https://upload.3dlat.com/uploads/135895850819.gif
من أختيار الكاتب/ عبدالله علي السياري الشمراني
وقفة مهمة لكل أُسرة ..
https://www.shmran.net/inf/wp-content/uploads/2021/12/0-50.jpg
يحكي أ. محمد صابر
مقدم برامج قناة صفا ( رحمه الله ) ، قصته فيقول :
أبي و أمي شبه منفصلين رغم انهما يعيشان في بيت واحد ، فالشجار شديد بينهما : يدخل أبي الى البيت بعد عمله مجهدًا ، فيجد امي مشغولة بإخوتي أو بإعداد الطعام أو بنظافة البيت ، اي انه لا يجد الوضع مهيأ لراحته كما يريد ، فينزعج جدًا ، فيرفع الصوت بالمساءلة والعتاب ، فتغضب أمي ، ثم يبدآن بالصخب والسباب !
نحن في البيت عددنا كبير : أنا في الجامعة ، أختي في الثانوية ، لي إخوة في المتوسط والابتدائي .
وجميعنا نشاهد ذلك الصخب ، فينقلب ألماً في نفوسنا وبكاءً في عيوننا .
تطور الأمر حتى طلق أبي أمي مرتين ، ولم يبق لهما سوى الطلقةالأخيرة ، وبعدها تضيع حياتهما وحياتنا .
تطور الشقاق بينهما ، وأصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب ، ولا يحب الجلوس في البيت ، واصبحت امي معظم الوقت متضايقة ومتوترة .
يقول محمد :
لـمّـا درست مهارات التفكير وأهميتها ،
و بدأت أمارس التفكير الناقد ، والتفكير الإبداعي ، أحسست بأني كنت مهملاً لنفسي وحياتي ، وان السلبية التي اعيشها ادت إلى عدم وجود أي أثر أو مشاركة لي في البيت ، فقط كنت أدرس ، آكل ، أشرب ، أنام ، وقد ألعب مع إخوتي ، ولي طلعات مع أصدقائي !
أختي مثلي كذلك ، وكلانا نعزف نغم السلبية في بيتنا !
يقول محمد :
لمّا مررنا على إستراتيجيات حل المشكلات ، وطبقت ومارست مهاراتها ، عرفت كم أنا مقصر مع نفسي وأبي و أمي واسرتي كلها .
كنت أتصور أن المهمات والمسؤوليات تقع على أبي و أمي فقط ، أما نحن فلا مسؤولية علينا ابدا !!.
ولكن ما غير قناعتي وحركني لتغيير سلوكي في البيت أمران درستهما : اذا احسست بمشكلة حولك فلن تحلها حتى تحس بأنك جزءٌ من المشكلة و الحل ، والأمر الآخر أنه لا شيء مستحيل .
هنا فكرت :
لماذا أنتقد والدي ووالدتي ولا أنتقد نفسي ! أين دوري ؟
ثم فكرت بأسباب المشكلة ، فوجدت من أبرزها أن هناك ضغطاً جسدياً ونفسياً على ابي وامي ، فأبي يعمل منذ الصباح وحتى العصر ؛ ثم يأتي مجهدًا فيتابع البيت و متطلباته ، ويتابعنا تعليمياً و تربوياً ، إضافة إلى مهامه نحو الأسرة و الأقارب ..الخ.
لاحظت أن أبي لديه ١٤ مهمة ، وأمي لديها مثله في البيت ، وأنا وأختي لا نشارك إطلاقًا في اية مهمة ، فوضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي : المشتريات - متابعة دروس أخي الصغير - القيام بمشاوير الوالدة - إضافة الى إحداث جلسة تفاعلية للأسرة في بعض الأمسيات ، أديرها أنا وفيها قصص وفوائد وطرائف .
أيضا أختي ناقشتها فاقتنعت بإعانة أمي ، وقررت ان تقوم بأربع مسؤوليات : بالإشراف على سفرة الطعام تقديمًا وتنظيفًا - إعانة امي في تنظيف البيت - الاشراف على نظافة أختي الصغيرة - تنظيف أختي الصغيرة الأخرى .
بقينا ننفذ ذلك لمدة شهر ، فلاحظت تغيرًا واضحًا في نفسية الوالد ، وأمي هدأت أكثر ، ونحن بدأنا نحس بدورنا في البيت ، وغاب ٦٠ ٪ من المشكلة ..
بعد ذلك طلب محمد واخته من أبيه وامه طلبا غريبا :
طلبا منهما ان يأخذا اجازة ويذهبا بمفردهما إلى مكان ما في بلدهما أو خارجها لمدة ثلاثة أيام ، وينسيا هموم البيت والأسرة والأولاد ليستجمّا ويرتاحا ، ثم ليعودا أكثر نشاطاً .
في أول الأمر رفض الوالدان الفكرة واستغرباها ، ولكنهما اقتنعا بها وقررا تجربتها.
وفي الأسبوع الذي يليه حزما حقائبهما وسافرا ظهر الأربعاء ، ولم يرجعا إلا العاشرة ليلة السبت ،
وكان بينهما وبين اولادهما تواصل على الهاتف ، وعندما رجعا كانا كعروسين ، ووجه الأم ينضح بالبُشرى والارتواء وكأنها عروسة اللحظة ، أما الأب فكان سعيدًا مطمئناً : غاب حزنه وترك الحبوب النفسية ، وعند دخوله الى البيت ضمّ ابنه محمدا وقبله ثم بكى وقال : يا حبيبي يا محمد ، كان حقاً عليّ أن أزوجك ، فإذا بك أنت من يزوجني .
كان لزامًا عليّ أن أبني سعادة بيتنا ، فإذا بك أنت وأختك من يمد قلبي وقلب أمك بالحب والحنان بعدما كاد ينكسر الزجاج ، و ينثلم الفؤاد .
يا بني علمتني أنت أن الحياة نحن من يصنعها في دواخلنا ، علمتني بذكائك ولباقتك أن المشاركة للكل راحة للكل ، وأن المركزية تقتل سعادة المرء ، فهو متعب دائمًا والناس معه متعبون ، لكنكم الان شاركتم وبادرتم وريّحتم واسترحتم .
يختم محمد قصته بقوله :
لقد غابت المشكلة كلها تقريبًا ، وهذه هي المرة الاولى التي أدرس العلم فيها دراسة تطبيقية في حياتي ..
اﻷبناء عندما يتحرّرون من اﻷنانية ، يُصبحون نعمة ..!!
كم من أولاد في بيوت أبائهم كضيوف..!!
م/ن
https://upload.3dlat.com/uploads/135895850819.gif