الخواطر والقصص والروايات يهتم بالخواطر والقصص والنثر التي من نزف الأعضاء |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() ![]() من أختيار الكاتب/ عبدالله علي السياري الشمراني وقفة مهمة لكل أُسرة .. ![]() يحكي أ. محمد صابر مقدم برامج قناة صفا ( رحمه الله ) ، قصته فيقول : أبي و أمي شبه منفصلين رغم انهما يعيشان في بيت واحد ، فالشجار شديد بينهما : يدخل أبي الى البيت بعد عمله مجهدًا ، فيجد امي مشغولة بإخوتي أو بإعداد الطعام أو بنظافة البيت ، اي انه لا يجد الوضع مهيأ لراحته كما يريد ، فينزعج جدًا ، فيرفع الصوت بالمساءلة والعتاب ، فتغضب أمي ، ثم يبدآن بالصخب والسباب ! نحن في البيت عددنا كبير : أنا في الجامعة ، أختي في الثانوية ، لي إخوة في المتوسط والابتدائي . وجميعنا نشاهد ذلك الصخب ، فينقلب ألماً في نفوسنا وبكاءً في عيوننا . تطور الأمر حتى طلق أبي أمي مرتين ، ولم يبق لهما سوى الطلقةالأخيرة ، وبعدها تضيع حياتهما وحياتنا . تطور الشقاق بينهما ، وأصبح أبي يتناول حبوب الاكتئاب ، ولا يحب الجلوس في البيت ، واصبحت امي معظم الوقت متضايقة ومتوترة . يقول محمد : لـمّـا درست مهارات التفكير وأهميتها ، و بدأت أمارس التفكير الناقد ، والتفكير الإبداعي ، أحسست بأني كنت مهملاً لنفسي وحياتي ، وان السلبية التي اعيشها ادت إلى عدم وجود أي أثر أو مشاركة لي في البيت ، فقط كنت أدرس ، آكل ، أشرب ، أنام ، وقد ألعب مع إخوتي ، ولي طلعات مع أصدقائي ! أختي مثلي كذلك ، وكلانا نعزف نغم السلبية في بيتنا ! يقول محمد : لمّا مررنا على إستراتيجيات حل المشكلات ، وطبقت ومارست مهاراتها ، عرفت كم أنا مقصر مع نفسي وأبي و أمي واسرتي كلها . كنت أتصور أن المهمات والمسؤوليات تقع على أبي و أمي فقط ، أما نحن فلا مسؤولية علينا ابدا !!. ولكن ما غير قناعتي وحركني لتغيير سلوكي في البيت أمران درستهما : اذا احسست بمشكلة حولك فلن تحلها حتى تحس بأنك جزءٌ من المشكلة و الحل ، والأمر الآخر أنه لا شيء مستحيل . هنا فكرت : لماذا أنتقد والدي ووالدتي ولا أنتقد نفسي ! أين دوري ؟ ثم فكرت بأسباب المشكلة ، فوجدت من أبرزها أن هناك ضغطاً جسدياً ونفسياً على ابي وامي ، فأبي يعمل منذ الصباح وحتى العصر ؛ ثم يأتي مجهدًا فيتابع البيت و متطلباته ، ويتابعنا تعليمياً و تربوياً ، إضافة إلى مهامه نحو الأسرة و الأقارب ..الخ. لاحظت أن أبي لديه ١٤ مهمة ، وأمي لديها مثله في البيت ، وأنا وأختي لا نشارك إطلاقًا في اية مهمة ، فوضعت خطة لتحمل أربع مهام من مهام والدي : المشتريات - متابعة دروس أخي الصغير - القيام بمشاوير الوالدة - إضافة الى إحداث جلسة تفاعلية للأسرة في بعض الأمسيات ، أديرها أنا وفيها قصص وفوائد وطرائف . أيضا أختي ناقشتها فاقتنعت بإعانة أمي ، وقررت ان تقوم بأربع مسؤوليات : بالإشراف على سفرة الطعام تقديمًا وتنظيفًا - إعانة امي في تنظيف البيت - الاشراف على نظافة أختي الصغيرة - تنظيف أختي الصغيرة الأخرى . بقينا ننفذ ذلك لمدة شهر ، فلاحظت تغيرًا واضحًا في نفسية الوالد ، وأمي هدأت أكثر ، ونحن بدأنا نحس بدورنا في البيت ، وغاب ٦٠ ٪ من المشكلة .. بعد ذلك طلب محمد واخته من أبيه وامه طلبا غريبا : طلبا منهما ان يأخذا اجازة ويذهبا بمفردهما إلى مكان ما في بلدهما أو خارجها لمدة ثلاثة أيام ، وينسيا هموم البيت والأسرة والأولاد ليستجمّا ويرتاحا ، ثم ليعودا أكثر نشاطاً . في أول الأمر رفض الوالدان الفكرة واستغرباها ، ولكنهما اقتنعا بها وقررا تجربتها. وفي الأسبوع الذي يليه حزما حقائبهما وسافرا ظهر الأربعاء ، ولم يرجعا إلا العاشرة ليلة السبت ، وكان بينهما وبين اولادهما تواصل على الهاتف ، وعندما رجعا كانا كعروسين ، ووجه الأم ينضح بالبُشرى والارتواء وكأنها عروسة اللحظة ، أما الأب فكان سعيدًا مطمئناً : غاب حزنه وترك الحبوب النفسية ، وعند دخوله الى البيت ضمّ ابنه محمدا وقبله ثم بكى وقال : يا حبيبي يا محمد ، كان حقاً عليّ أن أزوجك ، فإذا بك أنت من يزوجني . كان لزامًا عليّ أن أبني سعادة بيتنا ، فإذا بك أنت وأختك من يمد قلبي وقلب أمك بالحب والحنان بعدما كاد ينكسر الزجاج ، و ينثلم الفؤاد . يا بني علمتني أنت أن الحياة نحن من يصنعها في دواخلنا ، علمتني بذكائك ولباقتك أن المشاركة للكل راحة للكل ، وأن المركزية تقتل سعادة المرء ، فهو متعب دائمًا والناس معه متعبون ، لكنكم الان شاركتم وبادرتم وريّحتم واسترحتم . يختم محمد قصته بقوله : لقد غابت المشكلة كلها تقريبًا ، وهذه هي المرة الاولى التي أدرس العلم فيها دراسة تطبيقية في حياتي .. اﻷبناء عندما يتحرّرون من اﻷنانية ، يُصبحون نعمة ..!! كم من أولاد في بيوت أبائهم كضيوف..!! م/ن ![]()
|
||
![]() |
![]() |
|
|