هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قال..
لا تكتبي الشعر كي لا توجعي الورقا

فقلت ..
إن يوجعِ الشعرُ هذا السطرَ والورقا
فمن لحرفٍ غفا في الآه مذ نطقــَـا

ومن لمن قد ذوى في كل مخمصةٍ
ومن لقلبٍ رماهُ الشوقُ فاحترقـَـا

هذا المرارُ الذي في الشعر مسكنهُ
كمْ سهّدَ العينَ حتى أنهـلَ الودقَـا

وصيّرَ الــــــرُّوحَ ملهــاةً وعذَّبَـهَــا
وأجهدَ الرأسَ والأعضاءَ والحدقَـا

ترونَ في الشعر بضعاً من تألمنـا
شيئاً من الآهِ ملَّ الكبتَ فانطلقَا

برقٌ من الحزنِ يبدو في تكَلُّـمنَا
وفي الفؤادِ سَديمٌ يُشعلُ الأُفُقَـا

إليكِ عني فهذا الوعظُ يُجهدني
ويرجعُ الجرحَ في قلبي الذي فُتِقا

إن القيودَ التي أدمتْ معاصمنا
عنيدةُ الطبعِ مدّت للوفَا عنقا

ولا يغنّي شعورَ الحزنِ أي فتىً
ولا يواسى حزينُ الشعرِ إنْ عبقا

لا تكتبي الشعر هذا اللحن أوجعني
وأدمع العين لو تدرينَ كم أسقى

أخوضُ في الحزنِ لا حُباً ولا ترفاً
ولا يشدّ جمالُ الموجِ من غــرقــا

ماضيّ ماضٍ معي مازال يملؤني
وقد عجبتُ لهذا الجفن كم رمقا

سأكتبُ الشعرَ حتى أُدفء الورقا

....

وَتنْتشِي الرُّوح إن مرّوا بخاطِرنَا
فذِكرُهُم في الأسَى والهَم يُسلينا

وإنْ ركبنا سفين الشَّوقِ في لُججٍ
فنَحْنُ في اليَم لاترسٌو مَرَاسِينَا

حَارَ الأطبَّاء فِي أدْوَائنا زمنًا
ونَسْمَة مِن صِبَا الأحْبَابِ تَشْفينَا

....

فلولا الحبُّ ما سكرَ الفؤادُ
‏ولا قالوا لقد بانتْ سعادُ

‏إذا وقع الغرامُ على عنيدٍ
‏فلا بقيَ العنيد ولا العنادُ

أهلاً بمن بعد التغيب قد بدا
وسناء طلعته يفوق الفرقدا

عاد الصفاء بعوده من بعد أن
ترك الفؤاد لبعده متوقدا

....

‏أتُحبني بعد الذي كانا
إني أحبّكِ رغم ما كانا

ماضيكِ لا أنوي إثارتهُ
حسبي بأنكِ ها هنا الآنا

....