هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

بلى سأنسى جراحًا كنتَ تُتْقنها
وسوف أغفرُ شيئًا ليسَ يُغتفَرُ

لكنْ سأذكرُ دمعًا ما رأفتَ بهِ
وخافقًا كادَ من كفّيكَ ينفطرُ

جبرْتُ ما كسَرَتْ كفّاكَ محتمِلًا
لكنْ بذكراهِ شيءٌ ليسَ ينجبرُ

نَنسى الجِراحَ ولا نَنسى تَذَكُّرها
إذَا بَرا الجُرحُ لَم يبرأْ بِنا الأثرُ

‏د. محمد المقرن

وَلَعَلَّنَا مِنْ بَعْدِ بُعْدٍ نَلْتَقِي
‏وَيَطِيبَ قَلْبِي عِندَمَا أَلْقَاكَ

.....

واحرَّ قَلباهُ مِمَّنْ قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ

مالي أكَتِّمُ حُبًّا قَد بَرى جَسَدي
وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَّوْلَةِ الأمَمُ

إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ

قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
وقد نظرتُ إليه والسُّيوفُ دَمُ

فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ

فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ
في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ

قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ

ألزَمتَ نفسَكَ شيئًا ليس يَلْزَمُها
أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ

سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ

أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ

المتنبي

أيامُ عمري في غيابِكِ تُسحــقُ
ودقائقي في حبلِ بُعدِكِ تُشنقُ

أمِنَ الضروري يا حياتي دائما
إرغامُ أهلِ الحبِّ أن يتفرّقـــوا

ما حيلتي وحدي وبين صحائفي
وبياضها في سود حبري يــغرقُ

سأظلُّ أكتبُ من دَواةِ مدامعــي
حتى أرى صدرَ القصيدةِ يشهقُ

حتى أرى الكلماتِ تلطمُ وجهَهَا
وحروفها تشجي الفؤادَ وتحرقُ

وصحائفي تحت القصيدِ كأنهــا
ثكلى تُولول في البكاءِ وتزعــقُ

.....

‏قالت تُحِبُّ قصائدي ياليْتَها
كرِهَتْ جميعَ قصائدِي لِتُحِبَّني

.....

نَحْنُ الرِّجالُ إِذا عَشِقْنا لَمْ نَخُنْ
لـكنـنـا عِـنْـدَ الـنِـداءِ نُـجـيـبُ

فالْـقَـلْـبُ مَـفْـتُـوحٌ لِـكُـلِّ نَزيلةٍ
تَبْغي الْإقـامَـةَ وَالْمَكانُ رَحيبُ

.....

قالوا إِذا وَصَّفْتَ صِفْ حَالَ الْغُرُورْ
قُلتُ التَّباهي بِالْمَعاصِي وَالشُّرُورْ

فَالظُّلْمُ حَتْمًا سَوْفَ يَمْحَقُ أَهْلَهُ
وَالْجَوْرُ ظُلْمَتُهُ تَزُولُ بِعَدْلِ نُورْ

مَهْما بَقِينا فِي الْحَياةِ فَإِنَّنا
حَتْمًا سَنُلْقى ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْقُبُورْ

هَلَّا وَعَيْنا سُنَّةَ اللهِ الَّتِي
ما اسْتُبْدِلَتْ وَالدَّرْسُ تَشْرَحُهُ الْعُصُورْ

.....

‏أتظنُّ أنّـي فيكَ مُقتَـسـمُ الـهـوى
‏هيهاتَ فقد جمعَ الهوى لكَ جامعُ

‏بصرِي وسمعِي طائعاكَ وإنّما
‏أنا مُبصرٌ بكَ في الحياةِ وسامعُ

.....

‏قد يَبلغُ المَجدَ مَنْ لم يلعَقِ الصَّبِرا
وقد ينالُ العُلا غيرُ الذي سَهِرا

وربما صانَ وُدَّ المرءِ مَنْ بَعدوا
وضاع في الأقرَبِينَ الودُّ وانْحَسرا

فَحكمةُ الأمس باتتْ يا لحَسْرتها
غريبةً في زمانٍ يُخجِلُ الحَجَرا

.....

‏‎يا إلهي تجاوُزاً عــن ذُنوبي
فَلَقَدْ سوَّرَتْ بَياضَ مشيبي

غافرَ الذَّنبِ قابلَ التّوبِ كُنْ لي
عندَ ظَنّي فأنتَ خيــــرُ مُجيبِ

.....