هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ربّي الذي ناجيتُهُ ما رَدَّني
بَلْ مُذ رَفَعتُ لهُ يَدَيَّ أجابا

قالَ: ادعُني، فدَعَوتُهُ، فأعزَّني
وغَنِمتُ منهُ محَبَّةً وثوابا

......

لا يرسم البسمات فوق شفاهي
مثلُ الذي أحببتهم في اللهِ

أحباب روحي مذ رُزِقت ودادكم
فالشوق في قلبي لكم متناهي

تَنَفَّسَ الصُّبح والإشرَاق يُتبِعُهُ
‏والوَردُ زَيَّنَه بالعِـطـرِ والعَـبَـقِ

‏يا ربِّ من كلِّ هَـمٍّ هَب لنا فَرَجًا
‏يَا خَالِقَ الكَونِ والإنسَانِ مِن عَلَقِ


......

‏واختر لقلبكَ مايليقُ بحسنهِ
‏فالقلبُ مأخوذٌ بكل جميلُ

‏إيّاكَ أن تُعطي فؤادكَ للذي
‏ما إن تغيب إلى البديلِ يميلُ

‏واختر لقلبك ما يليقُ بصدقهِ
‏ما كلّ من يأوي إليكَ خليلُ

‏إنّ المعادنَ إن صقلتَ عرفتها
‏فالماسُ فحمٌ و العقِيقُ نبيلُ

......

ويكتب اللهُ خيراً أنت تجهلـهُ
وظاهرُ الأمرِ حرمانٌ من النعـمِ

ولو علمت مـراد الله من عِـوضٍ
لقلتَ حمداً إلـٰهي واسع الكرمِ

فسلّم الأمرَ للرحمـٰن وارضَ بـهِ
هو البصيرُ بحالِ العبد من ألمِ

......

ما كـانَ ذنبُ الصبحِ أنك نائـمٌ
هـذا الـطـريقُ وتـلكـمُ الآمـال

أتبـيتُ سـهـرانًا وتُصـبحُ نـائمًا
وتريـد نيلَ المجـد ذاك محالُ

......

​​وإذا مددتُ يدي فذاك لأنني
‏بك مؤمنٌ ولما طلبتُ مؤمّلُ

‏كم خاب ظني في سواكَ ولم يخبْ
‏يا ربّ عبدٌ في رحابكَ يسألُ

‏ذلّ السؤال إلى سواك يُِميتني
‏والعزّ عندك للذي يتذللُ

......

‏ولازِم الصمتَ إن سُئِلت فقُل
لا علم عندي وكُن بالجهلِ مستتِرا

ولا تر العيب إلّا فيكَ معتقِداً
عيباً بدا بيناً لكنَّه استتَرا

وحُطّ رأسك واستغفر بلا سببٍ
وقُم على قدم الإنصافِ معتذِرا

وإن بدا منك عيبٌ فاعترف وأقم
وجه اعتذاركَ عمّا فيك منكَ جرا

......

أضحكتُها يومًا فكانت عينُها
بُرهانَ ضحكٍ في فؤادي كامِنا

اثنين يحسبنا الغريبُ إذا رأى
والقربُ يثبت أنها بعضي أنا

......

‏فَانظُر إِلَىٰ عَقْلِ الفَتَىٰ لَا جِسْمِهِ
فَالْمَرءُ يَكبُرُ بِالْفِعَالِ وَ يَصغُرُ

فَلَرُبَّمَا هَزَمَ الكَتِيبَةَ وَاحِدٌ
وَ لَرُبَّمَا جَلَبَ الدَّنيئَةَ مَعشَرُ


البارودي

إلهي إنْ جهلْتُ فأنتَ أدرى
‏بما صنعتْ يدايَ وما كسبْتُ
‏
‏على ثقةٍ بعفوكَ يا إلهي
‏قصدتك أنتَ أرحمُ من قصدْتُ
‏
‏وجئتك أشتكي آلامَ روحي
‏أنا يارب من ذنبي تعبْتُ
‏
‏لو أنَّ الكونَ كل الكون ذنبي
‏وقفتُ أمام بابك ما يئسْتُ

......