هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا غارس الحب بين القلب والكبد
هتكت بالهجر بين الصبر والجلد

إذا دعا اليأس قلبي عنك قال له
حسن الرجاء فلم يصدر ولم يرد

يا من تقوم مقام الموت فرقته
ومن يحل محل الروح من جسدي

قد جاوز الشوق بي أقصى مراتبه
فإن طلبت مزيداً منه لم أجد

واللَه لا ألفت نفسي سواك ولو
فرقت بالهجر بين الروح والجسد

إن توف لي لا أرد ما دمت لي بدلاً
وإن تعزيت لم أركن إلى أحد

......

نظرت إليه نظرة مستهامٍ
فأثر ناظري في وجنتيه

فلا حظني وقد أثبت وجداً
فأثر في الفؤاد بمقلتيه

......

‏يا مَنْ يلومُ فؤادي في محبته
الريحُ تجري بلا إذْنٍ من السُّفُنِ
.
ما حيلتي وهو بعضٌ مِنْ دمي وله
أحداقُ عيني وصوتُ الحبّ في أُذُني

ما استأذن القلبُ يومًا في محبّتَه
وليسَ إنْ جئتُ أشكو الحبّ يَسْمعُني

عقلي إذا قلتُ:لا فورًا يطاوعني
والقلبُ إن قلتُ لا يمضي ويتركُني

......

وسألتُها عمّا يُكدّرُ صفْوَها
فبَكتْ وفاضتْ بالأسى عيناها

إنّي لأحزنُ إن شَعُرتُ بحُزنها
كيف احتمالي إن سمِعتُ بُكاها

قبّلْتُها ومسَحتُ دمعةَ عينها
علّي أُبدّد حُزنها وأسَاها

قالت وأدْمُعُها تسابقُ صوتها
إنّ الذي خلقَ القلوب كفاها

دعني فماءُ العينِ يروي أضلُعي
إن جفّ فيها عِطرُها ونَداها

بعضُ البكا إن حلّ بعدَ مَواجعٍ
رَحِم القلوبَ من الأسى وشفاها

......

حبيب الروح ما ألهاك عني
خطوب الدهر ام حبٌ جديدُ

سألت عليك حرفي قال بهراً
متى يخلو وتينك والوريدُ

فجاوبت المآقي عن فؤادي
وسال الدمعُ وابتلّت خدودُ

فيا ليت القوافي لي رسولٌ
وليت هواهُ في قلبي خلودُ

فتخبره بآهاتي وشـوقي
وبالخبر اليقين لنا تعودُ

بكيت وشاهدي دمعات عيني
على خِلِّ لهُ قلبٌ ودودُ

بلاني بالهوى وسعى لغيـري
فوا أسفي أيا قلبي الغريدُ

سأشرب من قطوف الحب كأساً
على ظمئي أجود وأستزيدُ

لعل زهور أضناها التنائي
تعُود وعطرها أرجٌ جديدُ

وتورق للصبا بربوع قلبي
خمائـل طلحها النادي نشيدُ

سئمت من التنائي طول عمري
ومن قيدٍ تولّى لا يبيدُ

سموتُ على الجراح بقلب أنثى
يحاكي العشق في دمِها الوريدُ

واكتب للهوى دستور عشق
عليه قد أنطوى القلب العميدُ

......

هاتي يديك اريد ان اتعطّر
واعطني شفتيك لأفطر

فانا عاشق مولع سيدتي
ابدا لست اتلاعب وأتبطر

فكوني لي شمسا تدفئني
وبالليل قمرا يتبختر

فقلبك مدينتي المفقودة
ارجو سكناك فأنا مضطر

......

حسناءُ باهرةُ المحاسنِ عيبُها
أن اكتمال جمالها جبّارُ

لمّا بدت هتف الزمانُ مكبراً
ثم انحنتْ لجلالها الأزهارُ

ورمى الهواءُ المستفزُّ لثامَها
فتلألأتْ مِن وجهها الأنوارُ

هذي الجميلةُ في مساء ظهورِها
جعلتْ عيونَ الناظرين تحارُ

الوقتُ ليلٌ غير أن ضياءها
أوحى لهمْ أن الزمان نهارُ

......

مَن جرَّبَ الكَيَّ لا يَنسىٰ مواجِعهُ
ومَنْ رأىٰ السُّمَّ لا يَشقَىٰ كَمَنْ شَربَا

حَبْلُ الفَجيعةِ ملتَفٌّ علىٰ عُنقِي
مَن ذَا يُعاتِبُ مَشنُوقًا إذَا اضطرَبَا

......

كلُّ المحاسن في الحبيب تجمعتْ
وبِحسنـهِ زاد الجمال مَـعانِي

يَــاليتـهُ رَحـمَ الــفُؤَاد بـوصلـهِ
إنَّ الحَبيبَ بِهجرهِ أَعيانِـي

......

‏وقد تلقىٰ الحفاوة مِن غريبٍ
ويخذلك المُؤمَّلُ والقريبُ

وما عجبي مِن الغرباء لكن
جفاءُ الأقربين هو العجيبُ

......