هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏وأغيبُ لكني أمدُّ حبالي
‏شوقاً إليك ورغبةً لوصالي

‏نحن انتهينا مُذْ وضعنا نقطةً
‏بعضُ النقاطِ تكونُ للإكمالِ

‏زُرني إذا بلغَ اشتياقُك حدَّهُ
‏أو دَع خيالَك كي يزورَ خيالي

‏ما كنتَ مثلَ العابرين فإنَّهم
‏مرُّوا علي وأنتَ سِرتَ خِلالي

......

‏تحتَ القبورِ أحبةٌ كانوا هنا
‏فادعوا لهم بالرَوحِ والريحانِ

‏ياربُ مغفرةٌ تُضيء محلَّهم
‏يا مَن تُجيبُ لدعوةِ الإنسانِ

......

أحبكِ واحةٌ هدأتْ
‏عليها كلُّ أحزاني

‏أحبكِ نسمةٌ تروي
‏لصمتِ الناسِ ألحاني

‏أحبكِ نشوةٌ تسري
‏وتشعلُ نارَ بركاني

‏أحبكِ أنتِ يا أملاً
‏كضوءِ الصبحِ يلقاني

......

لا تحسبي أني لغيرك أكتبُ
أو أنني في غير كاسك أسْكبُ

ماغابَ طيفك عن عيوني لحظة
هذا لأنك مِن عيوني أقرَب

والله ما طاف الحنينُ بخاطري
إلا وطيفُك مِن دمي يتسربُ

لا ينبغي للشمس إدراكُ الندى
هذا المسافرُ في دمي لا يتعب

أنا إنْ نظرت إلى عيونك أرتجي
ديوان شعر في دقائقَ يُنجب

......

أغيبُ عنك لعلّ الشوقَ ينطفِئُ
فلستُ أَسْكُبُهُ إلاَّ ويَمتلئُ

من بعد أن سِرْتُ عن عينيكَ مُبتعداً
أراني اليومَ في عينيكَ أخْتَبِئُ

ما فُزتُ منكَ بغيرِ الضَّيْقِ في نفْسِي
يا من تحومُ على صَدري وتتَّكِئُ

أغيبُ عنكَ بلا جدوى فأنتَ أنَــا
لو ينتهِي فِيَّ شَوْقٌ فيكَ يبتدئُ

......

يا وردة الحُب هل تبكين مُرتحلَا
أم أنهُ الشوقُ قد أضناكِ مُشتعلَا

أم من فراق حبيب خلتهِ أملاً
فخيبَ الظن حتى لم يدع أملَا

قالت تركتُ فؤادي عند مُحتبسٍ
عني ظلومٍ بماءِ الوصلِ قد تجلَا

وكُنتُ أحسبُهُ يوماً سيبعثني
حباً يُعيدُ ربيع العمرِ مُكتملَا

فأيقظتني من الأحلامِ قسوتُهُ
كأنه لم يكُن بالحب مُنشغلَا

......

مضى قلبي إليكَ بغير أمري
ويأبَى أن يبيتَ هنا بصــدري

ففيهِ هواكَ إن تهواهُ يرضَى
بأن يأتيكَ يمشي فوقَ جمرِ

سألتكَ بالذّي أعطاك وجهاً
يـفوق بحسنهِ إشـراق بدرِ

ترفّق بالفؤادِ وكـن رقيـقـاً
وددّتُ بأنني أعطيك عمري

......

مِنْ عُيُونِكِ تَكْتَسي صَفَحاتي
فَجْرَ حُبًّ وَتَنْجَلي لَمَحاتي

وَيُضِيءُ الصَباحُ فَوْقَ عُروشي
تُشْرِقُ الشَمْسُ في دُجى خَاطِراتي

في حِمَاها أَتَـيْتُ أُسْكِنُ قَلْبي
وأُغَذّي العُروقَ بالثَمِراتِ

مِنْ عُيونِكِ كَمْ نَهَلْتُ المَعاني
وَرَسَمْتُ الحُروفَ بالجَمَراتِ

واحْتَرَفْتُ الضِياءَ لَوْنَ حَياةٍ
دافِـئاً في تَتابُعِ الوَمَضاتِ

كُلَّ يَومٍ إلى عُيونِكَ أَرْسو
وأُناجي البَواخِرَ العائِماتِ

مُبْطِئاتٍ مِنَ المَرافِئِ تَدْنو
مُسْرِعاتٍ في لُـجَّةِ السَفَراتِ

كَمْ تَثورُ البِحارُ بَيْنَ جُفونٍ
وتُقادُ الرِياحُ باللَفَتاتِ

مِنْ خَفايا وَمِنْ ظَواهِرَ فيها
مِنْ عَوالِمَ ما لَها مِنْ صِفاتِ

كَمْ يَغارُ الضِياءُ حَولَ اخْتِصارٍ
لِلصَفاءِ في مَنْبَعِ النَظَراتِ

وبَريقٍ يُبَعْثِرُ الشُهْبَ طَوْعاً
وانْتِشاءِ السَماءِ بالنَجَمَاتِ

مُقْمِراتٌ وَهُنَّ سِحْرُ اللَيالي
مُشْعَلاتٌ مِنْ بَهْجَةِ الزَفَراتِ

كَيْفَ تَغْدو مَراسِمُ الحُبِّ فيها
مُتْرَعاتٍ مِنْ لَهْفَةِ العَبَراتِ

في هُداها أَوْدَعْتُ سِرَّ حَياتي
وسَعَيْتُ أُطاوِلُ السامِقاتِ

ورَمَيْتُ السنينَ مِنْ خَلْفِ ظَهْري
هارِباً مِنْ تَلاحُقِ اللَحَظاتِ

أَسْتَبيحُ مِنَ الزمانِ وَقَلْبي
حَالِمٌ في مَخادِعِ الأمْسِياتِ

......

في وجنتيكِ حديثُ براءةٍ ونقا
قد جمَّل الله هذا الحسُنَ والأَلَقا

هذا المكان فسيحٌ جدُّ متسعٍ
إذا أنا أنتِ كنَّا في الهوى رُفَقَا

أقمتُ عينيَّ في عينيك مبتغيًا
أجر الثواب لمن بالحبِّ قد صدقا

لقد شُدِهتُ وإنَّي قد ثويتُ هنا
هل تسمحين أضمُّ النهد والعُنُقَا

هذا الدلال وشيءٌ منكِ في غنجٍ
باللهِ زيدي فؤادي في الحشى رَهَقا

أسلمتُكِ القلبَ غضًّا غير مهترئٍ
فعانقيهِ جزاءُ البينِ ما سَبَقا

أنَّي أنا أنتِ يا روحي ويا أملي
ويا عبيرًا بذاتِ الروضِ قد عَبَقا

قُصِّي عليَّ حديثَ الشوقِ يا لُغتي
وجمِّلي حرفَكِ الملثوغِ ما نَطَقا

وأودعي في فؤادي ألفَ أغنيةٍ
وأسمعيهِ نشيدًا يعبرُ الأُفُقَا

هنا الدروب وعينُ اللهِ تحرسُنا
هنا حبيبانِ ايمُ اللهِ ما افترقا

هنا الحكاياتُ قلبٌ دافئٌ، ثَمِلٌ
في ساحتَيهِ قطارُ الوصل منطلقا

هنا حروفُك خجلى ترتمي وَلَهاً
ورمشُ عينيكِ لم يُبقِ لنا رمقا

جميلةٌ أنتِ لحنٌ قصَّةٌ نغمٌ
فكم تروِّينَ في جنبيَّ ما عَلِقا

وكم ينوء بأثقال الهوى كَتِفي
وعند وصلكِ يبقى منطقي لَبِقا

فجاوزي حرفي المشبوه واتَئدي
وناظري في شحوب الوجهِ ما خَلِقا

وبابُ حبِّي مفتوحٌ وها أنا ذا
أدخلتُكِ الدارَ ممتنًّا ومرتفقا

عاهدتُكِ اللهَ أيمانًا مغلَّظةً
أن نسقيَ الحبَّ دومًا كلَّما بَسَقا


ماهر فيروز

أَومِض بِبَرقِ الأَضلُعِ
واسكُب غَمامَ الأَدمُعِ

وَاحزَن طَوِيلاً وَاجزَعِ
فَهوَ مَكَانُ الجَزَعِ

وانثُر دِمَاءَ المُقلَتَينِ
تَأَلّما عَلَى الحُسَين

وابكِ بدمعٍ دونَ عَين
إِن قَلَّ فَيضُ الأَدمُعِ


التجيبي