هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ولقد أَدامَ الصَّاحِبُ بنُ مُحمَّدٍ
بَذْلَ القِرَى فى القَفْرةٍ البَيْداءِ

ولو أنَّ فيها حاتِماً مَنَعَ القِرَى
وغَدا ابنُ مَامَةَ باخِلاً بالماءِ


السراج

كَفَى ضعفاءَ مِصْرٍ ظالمِيها
وأَوْرَدَ عَدْ لُهُ ذِيباً وشَاءَ

وأَظهرَ فيهِ سِرّاً من عليّ
أَضاءَ لنا ومَنْ يُخفِي ذُكاءَ

ولم نَعْجَبْ لِفَيْضِ النِّيلِ إنِي
وإبراهيمَ عَلَّمَهُ الوَفاءَ


السراج

يابَني الآدابِ قَدْ ماتَ الرَّجَا
وقد اشْتَدَتْ وعَزَّ النُّجباءُ

سُفُنُ الآمالِ في بَحْرِ المُنَى
وَحَلَتْ مِنَّا فَأَينَ الرُّؤساء


السراج

يَارَبّ صُنْ وجهِي عَنِ الكُرَماءِ
فَضْلاً عَنِ الحاجاتِ لِلْؤُماءِ

فلقَدْ رأيتُ القومَ جَفُّوا أَيدياً
حتَّى كَأَنْ لمْ يُخلقُوا مِن ماءِ


السراج

سَأَلتُهُمُ وقَدْ حَثُّوا المَطايا
قِفُوا شيئاً فَساروا حَيثُ شَاؤُا

وما عَطَفُوا عَليَّ وَهُمْ غُصُونٌ
ولا التفتُوا إليَّ وَهُمْ ظِباءُ


السراج

شَجّتْ جَبينَ مُدامها بالماءِ
فَبَنانُها مِنها خَضِيبُ دِماءِ

زَمَّتْ أَشعِتُها الدُّجَى فمضَى وَقد
سَلَبَ الحَبابُ قِلادَةَ الجَوْزاءِ

وَبَدَتْ على وَجَناتِ مَنَ طافتْ بها
فَرأَيتُ جَذْوَةَ مارِجٍ في ماءِ

حَمراءُ تُسكِرُ مِن جفونِ مُدِيرِها
ما أَشبهَ الحمَراءَ بالحَوْراءِ


السراج

ذكرتك بالريحانِ والراحِ ذِكْرَةً
مُرَدَّدَةً كادت لها النفسُ تُزْهَقُ

فلما تناولن الغِناءَ شوادِيا
وأَتْبَعَ مَزْموماً من الضَّرْبِ مُطْلَقُ

تَتَبَّعتِ العينانِ شَخْصَكِ فِيهم
فلما نأَى ظَلَّتْ دُموعِي تَرَقْرَق

إلى الله أشكو فَقْدَها مِثْلَ ما شَكا
إلى الله فَقْدَ الماءِ عَطْشانُ مُوثَقُ

كأن فؤادي مُنْذُ بان بِها الرَّدَى
جَناحٌ وَهَتْ أَجْزاؤُه فَهْو يَخْفُقُ


تميم

وَجْنةُ من شفّني هواه وَمن
أفنيت فيه دموعَ آماقي

كأنّما الصَّيْرَفِيّ دَنَّرَ ما
يَحْمَرُّ فيها ودَرْهَمَ الْباقي


تميم

لست أنبيك بافتِقادِي لأني
شاغل مهجتي بخلقٍ سِواكا

لا ولا أنني أُفَرّغ قلبي
ساعةً يا نِزار مِن ذِكراكا

غير أَني إذا تَهَيّمني الشوقُ
طلبت الشفاءَ في رؤياكا

لا أراني الإله غَيْرَك مَوْلىً
لا ولا اجتاحني بوشكِ نواكا

أنا لو رُمت شكرَ بعضِ أيادِيك
لأَعْيا عَلَيّ إدراك ذاكا


تميم

أَما تَرَى الرعدَ بكَى فاشْتَكَى
والبرق قد أومض فاستضحكا

فاشرب على غَيْم كَصِبْغِ الدجى
أضحكَ وجهَ الأرضَِ لمّا بكى

وقد حكَى العودُ أَنِينَ الهوى
لكِنّه جوّد فيما حكى

وانظر لماءِ النيلِ في مدّهِ
كأنما صُنْدِل أو مُسِّكا

وهاكها تشبِه فِكَر الذي
نظّمها في لفظِه أو حكى


تميم