هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏مَضَى عُمري وَ رونَقُهُ توَارَى
وَلَيلُ مَوَاجِعي خَطَفَ النَهَارَا

أعَانَ اللهُ قَلبي كيفَ أخفَى
ظلامتَهُ وأضمَرَهَا وَدَارى

يَلوكُ بنَبضِهِ وَجَعٌ عَصِيٌ
على الكِتمانِ مَا خَفَقَ استَثارا

....

‏مَتَى الوُصُولُ فَقَد ضَلَّت مَرَاكِبُنَا
وَقَد صَدَئنَا وَمَا بَانَت مَرَاسِينَا

ذُبنَا اشتِيَاقَاً لِمَنْ نَهوَى وَلَا خَبَرٌ
يُحيِي القُلُوبَ وَلَا صَبرٌ يُدَاوِينَا

....

لو كانَ لِيْ لَفَتحتُ صدري طائعاً
لِتَرَي غرامَكِ راتعاً في أضلعي

ما كنتُ لولا الحُبُّ إلا هيكلًا
عَبَثَ الزمـانُ بسقفِهِ المُتصدِّعِ

يا أنتِ يا روحَ الربيعِ وسِحرَهُ
ما أجملَ الدنيا وأنتِ هنا معي

....

أخاف من عاشق في القلب يحملني
إلى عيون التى أهوى وتسكنني

إني أحبك لكني بلا أمل
فقد خسرت بأرض الحب أكثرني

من طعنة في أقاصي القلب ضاربة
أصيح من ياجراح القلب يسمعني

من يحمل الجرح عن قلبي لأعشقها
فقد تشظيت من جرحي ومن حزني

عشقت منذ بدأت العمر فاتنة
ضاعت فضيعت احلامي مع الزمن

ضيعت في وجه هذا القفر أمتعتي
وجئت أمشي على خيط من الوهن

....

‏يا قاضي الحبِّ لي في البعدِ مَظلمةٌ
فاحكم بوصلٍ يردُّ الروحَ للجسدِ

فالروحُ هائمةٌ والعينُ حائمةٌ
والنارُ دائمةٌ والجمرُ في كبدي

والليلُ طال وشمسُ العدل ِ مظلمةٌ
وصرتُ وحدي غريب الأهلِ والبلدِ

خصمي حبيبي وكلُ الناس ِ لائمةٌ
إن كنتَ خصمي فمن يا منيتي سندي

....

إنَّ الهُمُومَ تَعَاظَمَت هَل تُفرَجُ
والقَلبُ مُنطَفِئٌ فَأنَّى يُسرَجُ

حَتَّى الحُرُوفَ تَمَنَّعَت لا تُلهِجُ
رَبَّاهُ غَوثَك هَل لِهَذَا مَخرَجُ

....

‏لولا الإلهُ لما تزحزح همّنا
ولعاشَ قلبُ المرءِ بالأوهامِ

لكنّما الله الكريمُ يمدُّنا
بالصبرِ عند تراكمِ الأسقامِ

....

وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ

وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ


المتنبي

مَاضَرَّنَا بُعدُ السَّمَاءِ وَإنْ عَلَتْ
مَادُمْتَ يَا رَبَّ السَّمَاءِ قَرِيبُ

أَتَضُرُّنَا أَبوَابُ خَلقٍ أُغلِقَتْ
وَاللَّهُ نَطرُقُ بَابَهُ فَيُجِـيـب

....

وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ

تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ

جميل بثينة