هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

صَبّحتُهُ عندَ المساءِ فقال لي
‏أتهزأُ بقدرِي أم تُريدُ مِزاحَ

‏فأجبتُهُ إشراقُ وجهِكَ غرّني
‏حتى توهمتُ المساءَ صباحَ

....

ولو خيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني

ولو أنساك ياعمري
حنايا القلب تنساني

إذا ما ضعت في درب
ففي عينيك عنواني

....

نَم لاحُرِمتَ لَذيذَ النَّومِ يا سَكَني
وَخَلِّ عَنّي وَما أَلقى مِنَ الوَسَنِ

لا تَحبِسِ الرِّيحَ عَنّي حينَ تَنفُح لي
بِالوَصلِ مِنكَ وَلا تَنهى عَنِ الحَزَنِ

إِن كُنتَ تَكرَهُ ما يُغوى الفُؤادُ بِهِ
فَقُل لعَينِكَ لا تَنفيهِ بِالأَمَنِ

أَهوى هَواكَ يُكَلِّي لا أَخُصُّ بِهِ
بَعضي وَلَو نِمتُ مِن حُبّيكَ في الكَفَنِ

يا مَعدِنَ الحُسن في الدُّنيا وَغايَتهِ
وَيا أَميراً بِعَينَيهِ عَلى الفِتَنِ

....

جَفاني النَومُ من قَلقي عَليكا
فهلْ عن شَقوَتي عِلْمٌ لديكا

يُزلزلُني الحَنينُ وأنتَ ناءٍ
فأهْرُبُ من لظى وَجْدي إليكا

وَلو عرَضوا القصورَ وما حَوَتها
سأترُكُها وَأسكُنُ مُقلَتَيكا

متى ألقاكَ كي أحْيا فإنّي
بلا رُوحٍ فَروحي في يَديكا

....

مازلت أهوى بهذا الكون واحدةً
أسكنتها الروح حبًّا بالهوى وكفى

لايعرف الحب من أزجى بضاعته
نحو العذارى ولكن دون أي وفا

فالحب تسمو بنا في الأفق أنجمه
وفيه نبني على أفيائها غُرفا

ننساق خلف عهود العاشقين وما
ندري بأنّا حملنا في الهوى كلفا

فمن يمد بكل الصدق ساعدهُ
نمد كفًّا إليه في الوفا شرفا

في مقلة الليل أهفو نحو فاتنةٍ
لها فؤادي جثا بالحب واعترفا

تلك التي ما رأت عيني لها شبهًا
اثنانِ في حسنها والله ما اختلفا

....

يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو يعلمون

لأنك عندي زمان قديم
أفراح عمر وذكرى جنون

وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوءا بكل العيون

يهون مع البعد جرح الأماني
ولكن حبك لا لايهون

....

وقد يُبكِيكَ حالُ العسرِ يوماً
وعندَ اليُسرِ تَشعرُ بالسّعادةْ

فإن تكُ في همومٍ أو سرورٍ
تنل بـالصّبرِ والشّكرِ الإفادةْ

سيُكرمكَ الرّحيمُ بذاكَ فضلاً
تنالُ بهِ من الحُسنىٰ زيادةْ

فسلّم ما تَرىٰ للهِ دوماً
ولا تقنط وأحسن في العبادةْ

....

وهل يكفي دليلاً للهيامِ
بأني قد رأيتُكِ في منامي

فقمتُ أقبّلُ الأشياءَ حولي
وفي قلبي أحاديثُ الغرامِ

وفي عينيكِ أسرارٌ وسحرٌ
ومن عينيكِ مُنطلَقُ السِّهامِ

وفي خَدّيكِ يا للهِ نورٌ
يضيئ بنورهِ بدرُ التمامِ

وبينَ الخدِّ والأخرى حُسامٌ
ومن يقوى مقارعةَ الحُسامِ

....

آه يا أمي وأشواكُ الأسى
تُلْهِبُ الأوجاعَ في قلبي المُذابِ

كيف أنساكِ وذكراكِ على
سفر أيامي كتابٌ في كتابِ

إنّ ذكراكِ ورائي وعلى
وجهتي حيثُ مجيئي وذهابي

....

القَلبُ أَعلَمُ يا عَذولُ بِدائِهِ
وَأَحَقُّ مِنكَ بِجَفنِهِ وَبِمائِهِ

فَوَمَن أُحِبُّ لَأَعصِيَنَّكَ في الهَوى
قَسَماً بِهِ وَبِحُسنِهِ وَبَهائِهِ

....