هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

نزيلٌ لايزالُ على التنائي
يسوقُ إِلى الردى يوماً فيوما

وكنت أعدُّ لي عاماً فعاماً
فصرتُ أعدُ لي يوماً فيوما


ابو اليمن

صحِبنا الدهرَ أياماً حِساناً
نعومُ بهنَّ في اللَّذاتِ عَوما

وكانت بعد ما ولَّت كأني
لدى نقصانها حلماً ونوما

اناخ بيَ المشيبُ فلا براحٌ
وإن أوسعته عَتباً ولوما


ابو اليمن

إني لأخشى أن أموتَ بغصَّتي
ولا أنني أبقى إِلى أن أراكم

ولو كان قلبي كالقلوب لغيركم
له كان لمّا أن سلوتُم سلاكم


ابو اليمن

أعيدوا لنا عيدَ الوصال على اللوى
سقى الله أيام اللوى وسقاكم

ودادووا بلقياكم فؤادي من الضَّنا
فهيهات أن نلقي طبيباً سواكم

دهاني اشتياق لم تُصبكم سهامهُ
فياليته لمَّا دهاني دهاكم


ابو اليمن

أيا ساكني قلبي على بعد دارِهم
لقد عِيلَ صبري مُذ شطَّت نواكم

سرى معكم نومي فأصبحت بعدكم
ألوم السرى منه وأبكي سراكم

رضيتم بِعادي عنكم فرضيتُه
لأنيَّ أهواكم وأهوى هواكم

شجاني غرامٌ لو وَفيتم ببعضهِ
لقلبِ المعنَّى فيكمُ لشجاكم


ابو اليمن

لبست من الأعمار تسعينَ حجة
وعندي رجاءٌ بالزيادةِ مولعُ

وقد أقبلت إحدى وتسعون بعدها
ونفسي إِلى خمسٍ وستٍ تطلَّع

ولا غرو أن آتي هنيدة سالماً
فقد يدركُ الإنسان ما يتوقع

وقد عاف قبلي عاقل طول عمره
ولالامَهم مَن فيهِ للعقل موضع


ابو اليمن

جزى الله بالحسنى ليالي أحسنت
إلينا بايناسِ الحبيبِ المسافر

لياليَ كانت بالسرور قصيرةً
ولم تكُ لولا طيبها بالقصائر

فيالك وصلاً كان وشك انقضائه
كزروة طيف أو كنغبة طائر


ابو اليمن

ويا رُبَّ ناد قد شهدت وماجد
شهدت دعوته فتلجلجا

صدعتُ بفضلي نقصَه فتركته
وفي قلبه شجوٌ وفي حلقه شجا

كأن ثنائي في مسامع حُسَّدي
وقد ضمَّ أبكار المعاني وأدرجا

حسامُ تقي الدين في كل مأزقٍ
يقدُّ إِلى الأرض الكميَّ المدججا


ابو اليمن

أعارك غيداءَ المعاطف طفلةٌ
وأغيدَ معسولَ المراشفِ أدعجا

تقضَّت لياليها بطيبٍ كأنه
لتقصيره منها مختَطَف الدجا

فإن أُمسٍ مكروبَ الفؤاد حزينَه
أُعاقرُ من دَرِّ الصبابةِ منهجا

وحيداً على أني بفضلي مُتيمٌ
مروعاً بإعداء الفضائل مُزعَجا


ابو اليمن

وِصالُ الغواني كان أورى وأرَّجا
وعصرُ التداني كان أبهى وأبهجا

ليالي كان العمر أحسن شافعٍ
تولَّى وكان اللهو أوضحَ منهجا

بدا الشيبُ فانجابت طماعيةُ الصبا
وقبَّح لي ما كان يستحسنُ الحجا

بُلَهنيةٌ ولت كأن لم أكن بها
أُجلي بها وجهَ النعيم مسرَّجا


ابو اليمن