هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يطُولُ اللِيلُ وَالذِكرى تَطُولُ
وَقَدّ ذَهَبتْ مِن الشَوقِ العُقُولُ

لَاقَمَرٌ يُنِيرُ ولاْ حَدِيثٌ
يُنسِيْنا ولا هَمٌّ يَزُولُ

....

فداكَ القلبُ لاتحزن لشيءٍ
لأنّك إن حزنتَ فأنتَ مــنّي

ولا تُسبل دُموعكَ كلَّ حينٍ
وخُذ دَمعي وخُذ إن شئتَ عيني

....

رجالٌ كمثل النعلِ في رفِّ بائعٍ
يجربهُ الماشون حتى تغبّرا

اذا أمرأةٌ داست على باب قلبهم
ثمانين غُسلًا من قذاهم لتَطهُرَا

....

بعضُ النساء قلوبهن فنادقٌ
أهلًا وسهلًا سيدي وتغادرُ

يتناوب النزلاء في غرفاتها
يمضي نزيل ثم يأتي اخرُ

....

وأهجُرُكم فيهجُرُني رُقادي
‏ويُضْوِيني الظَّلامُ أسًى وكَرْبا

‏وأشكو مِن عذابي في هَواكُم
‏وأجزيكم عنِ التَّعذيبِ حُبَّا

‏وأَعلمُ أَن دَأْبكُمُ جَفَائي
‏فما بالي جعلتُ الحبَّ دأْبا

....

رجل وما استسلمْتُ قَبْلُ لفارسٍ
مالي أمام عيونها مستسلِمُ

أأعودُ منتصِرا بكل معاركي
وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ

أنا شاعرٌ ما أسعفتْه حروفه
الحبُّ من لغة المشاعر أعظمُ

لي ألف بيتٍ بالفصيح أجدْتُها
لكنني في حبها أتلعثمُ

....

الحمد لله أني لا أحِنُّ لَكُمْ
ولستُ أهفو للقياكمْ وأشتاقُ

فقد طوى الدهرُ ما ألقاهُ من كلفٍ
وحَلَّ من عتمةِ الأشجان إشراقُ

لياليًا كانتِ الأشواقُ مُهلكةً
كأنّ فيها نجومَ الليل أعلاقُ

مانالني قطُّ خيرٌ من وصالِكمُ
بل إنّ شرَّكمُ للقلبِ سَبّاقُ

....

لاتخشَ يانورَ الفؤادِ ونبضهِ
أضغاثُ أحلامٍ تؤرقُ مضجعَكْ

أتُرانِي يومًا قد أسيرُ لوجهةٍ
غيرَ المسيرِ إلىٰ حنايا أضلُعكْ

أتراهُ قلبي قد يرومُ لموطِنٍ
إلا بحُبٍ نحو قلبك قد سلكْ

لاتخشَ يابدرَ التمامِ ونورهِ
سبحانَ مَن خلقَ الجمالَ وجمَّلَكْ

....

تُعَنِّفُني زَبيبَةُ في المَلامِ
‏عَلى الإِقدامِ في يَومِ الزَحامِ

‏تَخافُ عَلَيَّ أَن أَلقى حِمامي
‏بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ

‏مَقالٌ لَيسَ يَقبَلُهُ كِرامٌ
‏وَلا يَرضى بِهِ غَيرُ اللِئامِ

‏يَخوضُ الشَيخُ في بَحرِ المَنايا
‏وَيَرجِعُ سالِماً وَالبَحرُ طامي

‏وَيَأتي المَوتُ طِفلاً في مُهودٍ
‏وَيَلقى حَتفَهُ قَبلَ الفِطامِ

فَلا تَرضَ بِمَنقَصَةٍ وَذُلٍّ
‏وَتَقنَع بِالقَليلِ مِنَ الحُطامِ

‏فَعَيشُكَ تَحتَ ظِلِّ العِزِّ يَوم
‏وَلا تَحتَ المَذَلَّةِ أَلفَ عامِ

....

وَيْلاهُ مِنْ نَارِ الْهَوَى
وَآهِ مِنْ طُولِ الْجَوَى

أَرْسَلْتُ طَرْفِي رَائِداً
فَمَا عَلا حَتَّى هَوَى

وَسَارَ قَلبِي خَلْفَهُ
فَلَمْ يَعْدُ حَتَّى اكْتَوَى

قَدْ طَالَمَا زَجَرْتُهُ
يَالَيْتَهُ كَانَ ارْعَوَى

لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ
وَآفَةُ الْقَلْبِ الْهَوَى

أَمَا كَفَى هَذَا الْجَفَا
حَتَّى أَعَانَتْهُ الْنَّوَى

أَيْنَ اللِّوَى وَعَهْدُهُ
أَيْهَاتَ عَهْدٌ بِاللِّوَى

وَظَبْيِ أُنْسٍ سُمْتُهُ
إِنْجَازَ وَعْدِي فَلَوَى

طَلَبْتُ مِنْهُ قُبْلَةً
فَازْوَرَّ عَنِّي وَالْتَوَى

وَسُمْتُهُ وَعْدَ الْمُنَى
فَانْحَازَ عَنِّي وَانْزَوَى

يَا سَائِلِي عَنْ حَالَتِي
دَعْنِي فَصَبْرِي قَدْ ذَوَى

وَكَانَ قَلْبِي رَاشِدَاً
لَكِنَّهُ الْيَوْمَ غَوَى

أُوقِعَ فِي أَشْرَاكِهِ
لِكُلِّ حَيٍّ مَانَوَى

فَكَيْفَ أَمْضِي فِي الْهَوَى
وَالْجِسْمُ مَحْلُولُ الْقُوَى

وَأَيْنَ أَبْغِي نَاصِرَاً
هَيْهَاتَ وَالْخَيْرُ انْطَوَى

أَصْبَحْتُ فِي تَيْهُورَةٍ
يَسْأَمُ فِيهَا مَنْ ثَوَى

لاصَاحِبٌ وَافَى وَلا
خِلٌّ إِلَى حَالِي أَوَى

فَيَا إِلَهِي رَاعِنِي
وَادْفَعْ عَنِ النَّفْسِ التَّوَى

وَلا تَكِلْنِي لِلَّتِي
لَوْ صَادَفَتْ نَجْمَاً خَوَى

....