هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

فهل تُداوينَ قَلبي باللّقا كرمًا
‏فمَا لقَلبي دواءٌ غيرَ لُقياك

‏لمَ تَهجُر مُحبًا لم يكُن أبدًا
‏يَهوى سِواك ومَن بالهَجرِ أغرَاك

....

وَكيفَ أصْبرُ عَنكُمْ بَعْدَ مَعرفَتي
أنْ ليسَ لِي عِوضٌ مِنكُمْ وَلا بَدَلُ

....

‏لِمَا لَمْ تعُدْ عيناكَ ملجأَ وحشتي
‏قد صرتُ بعدهما بقايا من فُتاتْ

‏أيجفُّ نبعٌ أنتَ مورد فيضهِ
‏إن سالَ لم يُذكَرْ بجانبهِ فُراتْ

‏عُدْ ولو طَيفاً يمرُّ بناظري
‏عُدْ ولو حُلْما تسلَّلَ في سُباتْ

....

‏فتمنّعنا وفينا رغبةٌ
‏وجَفلنا رغم أنّا في انجذاب

‏وخشينا تعترينا لهفةٌ
‏ثمّ نكبو فصددنا كلّ بابْ

‏وجفا القلب الذي لو كنتَ من
‏موتهِ ناديتهُ لبّى وآبْ

....

وَكُلُّ شَجَاعَةٍ فِي المَرءِ تُغنِي
وَلَا مِثلَ الشَّجَاعَةِ فِي الحَكِيمِ


المتنبي

إنا لَقومٌ أبَت أخلاقُنا شَرفاً
أن نَبتَدي بالأذى من ليسَ يُؤذينا

....

رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ
أَسَفاً وَأَيُّ عَزيمَةٍ لَم تُغلَبِ

لَو كُنتَ شاهِدَنا وَما صَنَعَ الهَوى
بِقُلوبِنا لَحَسَدتَ مَن لَم يُحبِبِ

....

‏ماذا أزيدُكِ يا دمشقُ قصيدا
أنتِ القصيدُ قلائداً وعقودا

ياقبلةَ الشرفاءِ لم تتغيري
رغمَ البلاءِ يظلُ وجهُكِ عيدا

فيكِ الأصالةُ والحضارةُ توأمٌ
وبحِضنِكِ التاريخُ نام رغيدا

....

عَجَباً لِقَومي وَالعَدُوِّ بِبابِهِم
كَيفَ اِستَطابوا اللَهو وَالأَلعابا

وَتَخاذَلَت أَسيافُهُم عَن سَحقِهِ
في حينِ كانَ النَصرُ مِنهُم قابا

تَرَكوا الحُسامَ إِلى الكَلامِ تَعَلُّلاً
ياسَيفُ لَيتَكَ ماوَجَدتَ قِرابا

دُنياكَ ياوَطَنَ العُروبَةِ غابَةٌ
حَشَدَت عَلَيكَ أَراقِمًا وَذِئابا

فَاِلبِس لَها ماءَ الحَديدِ مَطارِقاً
وَاِجعَل لِسانَكَ مَخلِباً أَو نابا

لاشَرعَ في الغاباتِ إِلّا شَرعَها
فَدَعِ الكَلامَ شِكايَة وَعِتابا


إيليا أبو ماضي

وأما دمشقُ الشام دار ابن عامرٍ
فتلك بحمدالله صارتْ محرّره

وقد فرّ منها الوغدُ دون ثيابهِ
فطابت لأهلِ الحق ذخرا ومفخره

أحمد الحمصي