هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

فهل تلد النور أحلامنا
كما يلد الزهرة البرعمُ

لنا موعدٌ نحن نسعى إليه
ويعتاقُنا جرحنا المؤلمُ

عبدالله البردوني

كَم قَد كَتَمتُ هَواكُم لا أَبوحُ بِهِ
وَالأَمرُ يَظهَرُ وَالأَخبارُ تَنتَقِلُ

وَبِتُّ أُخفي أَنيني وَالحَنينَ بِكُم
تَوَهُّمًا أَنَّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ

كَيفَ السَبيلُ إِلى إِخفاءِ حُبِّكُمُ
وَالقَلبُ مُنقَلِبٌ وَالعَقلُ مُعتَقَلُ

المتنبي

أَولم تكن تدري نوار بِأَنني
وصّالُ عقدِ حبائلٍ جذامها

ترّاكُ أَمكنةٍ إِذا لم أَرضها
أَو يعتلق بعض النفوسِ حمامُها

بل أَنتِ لاتدرينَ كم من ليلةٍ
طلقٍ لذيذٍ لهوها ونِدامُها

قد بت سامرها وغاية تاجِرٍ
وافيت إِذ رفعت وعزَّ مدامُها

لبيد بن ربيعة

كم أظهر العشق من سر وكم كتما
وكم أمات وأحيا قبلنا أُمما

بعض المعارك في خسرانها شرفٌ
من عاد منتصراً من مثلها انهزما

والحب طفلٌ متى تحكم عليه يقل
ظلمتني ومتى حكمته ظلما

إن لم تطعهُ بكى وإن أطعتَ بغى
فلا يُريحك محكوماً ولا حكما

مذ قلتُ دعْ ليَ روحي ظل يطلبها
فقلت هاك استلم روحي فما استلما

تميم الررغوثي

كَم مِن حَزينٍ لاتَرى في وجههِ
إلاّ الَرِّضا وفُؤادُهُ يتمَزَّق

ولَكَمْ بَشوشٍ لو خَبِرْتَ حَياتَه
لَعَرفتَ أهلَ الصَّبرِ كيفَ تخَلَّقوا

ماكلُّ مَنْ ذَرَفَ الدُّموعَ مُعذَّبٌ
أو كلُّ من تَلقاهُ يَضحَكُ يَصدقُ

هي قصَّةٌ أدرى بِها أصحابُها
والله أعلَمُ بالقُلوبِ وأرْفَقُ

.....

أُعادي صَرفَ دَهرٍ لايُعادى
وَأَحتَمِلُ القَطيعَةَ وَالبِعادا

وَأُظهِرُ نُصحَ قَومٍ ضَيَّعوني
وَإِن خانَت قُلوبُهُمُ الوِدادا

أُعَلِّلُ بِالمُنى قَلباً عَليلاً
وَبِالصَبرِ الجَميلِ وَإِن تَمادى

تُعَيِّرُني العِدا بِسَوادِ جِلدي
وَبيضُ خَصائِلي تَمحو السَوادا

عنترة بن شداد

يَاهَاجِرِي ظُلْماً بِغَيْرِ خَطِيئَةٍ
هَلْ لِي إِلَى الصَّفْحِ الْجَمِيلِ سَبِيلُ

مَاذَا يَضُرُّكَ لَوْ سَمَحْتَ بِنَظْرَةٍ
تَحْيَا بِهَا نَفْسٌ عَلَيْكَ تَسِيلُ


محمود سامي البارودي

الأرملة...

لَقِيتُها لَيْتَنِي مَاكُنْتُ أَلْقَاهَا
تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَا

أَثْوَابُهَا رَثَّةٌ والرِّجْلُ حَافِيَةٌ
وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَا

بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا
وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَا

مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا
فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَا

المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا
وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَا

فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَا
وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَا

كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَا
فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَا

وَمَزَّقَ الدَّهْرُ وَيْلَ الدَّهْرِ مِئْزَرَهَا
حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَا

تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا
كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَتْ زُبَانَاهَا

حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً
كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا

معروف الرصافي

‏ماذا تعلّمتِ أنْ أغتالَ أشواقِي
والحبّ غادرَ مذ أدركتُ خفّاقي

والليل صارَ طويلًا بعدَما رحَلُوا
والشعر أفديهِ من آسٍ ومن راقِ

والدمع قلتُ يُداوي بعضَ ما اقْترفُوا
واليأسُ أقسمَ أن يستأصلَ الباقِي

.....

رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ
أحسن الأيام يوم أرجعك

مَرَّ من بُعدِك مارَوَّعَني
أَتُرى ياحُلْوُ بُعدي روّعك

كم شكوتُ البيْن بالليل إلى
مطلع الفجر عسى أن يطلعك

وبعثتُ الشوقَ في ريح الصَّبا
فشكا الحرقة مما استودعك
يانعيمي وعذابي في الهوى
بعذولي في الهوى ماجَمعَك

أَنت روحي ظَلَم الواشي الذي
زَعَم القلبَ سَلا أَو ضيَّعك

مَوْقِعي عندَك لا أَعلمُه
آهِ لو تعلمُ عندي موقِعَك

أَرْجَفوا أَنك شاكٍ مُوجَع
ليت لي فوق الضَّنا ما أوجعك

نامت الأعين إلا مقلة
تسكُب الدمعَ وترعى مضجَعك

أحمد شوقي