هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أتيتُ نحوكَ لمّا الدّهر أتعبَني
فما لبثتُ وزادَت بي جِراحَاتي

وإنّي أتيتُك بأشتاتِي لتجمَعها
مالِي أراكَ قد شتّتَ أشتاتِي

.....

سِوى بابِكَ المفتوحِ لا بابَ يُفتـحُ
ولا جُـودَ إلَّا منـكَ يُرجى ويُمنـحُ

قدِ استَيأسَت مِن كُلِّ بابٍ أَكُفُّنا
وإلّا إليـكَ الآنَ ليسـت تُلـوِّحُ

فيا جابرَ الأرواحِ إن غُـمَّ كادحٌ
وإن قال مَحزونٌ متى سوف أَفرَحُ

ويا خِلَّ مَن راحَ الأَخِـلّاءُ دونه
ويا أَهلَ مَن يُمسِي وَحيدًا ويُصبحُ

ويا مَن هو اللهُ الذي لا يَؤودُهُ
سَخاءٌ، ولا يُعيِيهِ سُؤلٌ ومَطمَحُ

أغِثنا بلُطفٍ منكَ واقبَل رجوعَنا
فلم يَبقَ مَن يُهجَى لدينا ويُمدَحُ

وكن رِبحَنا منهم جَميعًا لأننا
إذا ما خَسِرنا اللهَ ماذا سَنربَحُ

.....

ورَأيتُها في السوقِ تَبحثُ جُهدها
عَن ما يُناسبُها مِن الأثوابِ

لو تَنطقُ الأثوابُ لَقالَت كُلّها
يا لَيتنا نَحظىٰ علىٰ الأعجابْ

.....

محمد بن علي المعروف بابن الحنفية
رأى وهو يطوف في الكعبة أعرابيًّا عليه ثياب رثة شاخصًا نحو الكعبة لا يصنع شيئًا ثم رآه يدنو من الأستار ويتعلق بها ثم رفع رأسه الى السماء وأنشأ يقول:

أمَا تستحي مني وقد قمتُ شاخصًا
أناجيكَ يا ربي وأنت عليمُ

فإن تعطني ياربِّ خفًّا وفروةً
أصلِّ صلاتي دائمًا وأصومُ

وإن تكن الأخرى على حال ما أرى
فمن ذا على ترك الصلاةِ يلومُ

أترزق أولادَ العُلوجِ وقد طغَوا
وتترك شيخًا والداهُ تميمُ


فدعا محمد به وخَلَعَ عليه فروةً وعمامة وأعطاه عشرة آلاف درهم وحمله على فرس فلما كان العام التالي جاء إلى الحج وعليه حلة جميلة وحال مستقيم فسلّم، فقال له محمد: أنت الأعرابي الذي رأيته في العام الماضي بأسوأ حال، وأراه الآن ذا بزة حسنة وجمالقال إني عاتبتُ كريمًا فأعطى

وَلِلنَفسِ أَخلاقٌ تَدُلُّ عَلى الفَتى
أَكانَ سَخاءً ما أَتى أَم تَساخِيا

المتنبي

أشكو إليكَ أموراً أنتَ تعلمها
ما لي على حملِها صَبرٌ ولا جَلَدُ

وقد بَسطتُ يدي بالذُّلِّ مُفتَقِرًا
إليكَ يا خيرَ مَن مُدَّتْ إليهِ يَدُ

فلا تردَنَّها يا ربِّ خائِبَةً
فبحرُ جودِكَ يروي كلَّ مَن يَرِدُ

يارب

فستانك الازرق يحرر تفاصيلك
وانا اتهجاه واخونك بنظراتي

لو لم يكُن اجمل الالوان أزرقها
ما اختاره الله لون للسمواتي

.....

ما العيدُ إلَّا رَبيعٌ أنتِ زَهرَتُهُ
وأنتِ فيهِ النَّسيمُ النَّهرُ والشَّجَرُ

ما العيدُ إلَّا سَماءٌ أنتِ نَجمَتُها
وأنتِ فيهِ الهِلالُ الغُيمُ والمَطَرُ

نهداكِ والخطُّ الرفيعُ الفاصلُ
وإليهما الشَّعرُ القصيرُ يحاولُ

ويدايَ حالمتانِ أكثر من فمي
ولربَّ تحلمُ بالوصولِ أناملُ

يا من بلغتِ من الجمالِ مراحلاً
هل ظلّ بعدكِ للنساءِ مراحلُ

.....

أُحدِّقُ فيهِ يغمرني خُيالي
فأغرقُ فيكَ من دونِ احتِشامِ

وأرسمُ من ملامحِك احتمالاً
لأحلامي وأوهامي وغمّي

كأنكِ نغمةٌ سُكِبت بلُطفٍ
تُرتِّبُ في فؤادي كلَّ همِّي

إذا ما غبتِ نام الحُسنُ حزناً
وإن جئتِ استفاق على نعيمي

.....