هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أرى لكَ في السما فرَجًا قريبًا
فعُنقودُ البشائرِ قد تدلّى

وغَيْماتُ انفراجِ الهمّ تبدو
بِغيثِ فؤادكَ المحزونِ حُبلى

ستحتضِنُ الأماني عن قريبٍ
وتنسى الأمسَ والعَيشَ المُمِلاّ

وروحكَ سوف تُشرقُ من جديدٍ
وقد كانتَ تبيتُ الليّلَ وجلى

إذا جُرِّعتَ مِن دُنياكَ مُرًّا
فثِق باللهِ أنّ اليومَ أحلى

.....

فلا تركنْ إلى دنيا غرورٍ
فإنّ الدهرَ يغدرُ إن غفوتا

وخذ زادَ التقى فيها ليومٍ
به تلقى الحسابَ إذا سئلتا

ولا تغترَّ باللذاتِ فيها
فإن نعيمَها سيأول سحتا

وكن باللهِ مأمول الرجاءِ
فليس سواه يُعطي لو نظرتا

.....

عاشِرْ بمعروفٍ فإنَّك راحِلٌ
واتركْ قلوبَ النَّاسِ نحوكَ صافِيه

اذكُرْ منَ الإحسانِ كلَّ صغيرةٍ
فاللَّه لا تخفَى عليهِ الخافِيه

لا منصبٌ يبقَى ولا رتبٌ هنَا
أحسنْ فذكركَ بالمحاسنِ كافِيه

واكتبْ بخطِّكَ إنْ أردتَ عبارةً
ربَّاه لا شيء يُساوي العافِيه

.....

هي الأماني تروِّيني شواطئها
مادمت أُبصرها تنأى وتقتربُ

والقلبُ مادام بالرحمن ذا ثقةٍ
فكل شيءٍ بحسن الظن يُجتَلَبُ

.....

خُذني إلى عُمْرِ الصِّغارِ لَعَلَّني
إنْ مَا بَكَيْتُ تَضُمُّني الألعَابُ

أغْفُو فَلا شَيْء يُؤرِقُ خَاطِري
وَالقَلْبُ صَفْوٌ إذْ خَلآهُ عِتَابُ

فِي قِطْعَة الحَلْوى نَسيْتُ قَضِيَّتِي
أقْصَى الأمَانِي مَلْعَبُ وَتُرَابُ

.....

وقد سارَ ذكْري في البلادِ فمَن لهمْ
بإِخفاءِ شمسٍ ضَوْؤها مُتكاملُ

يُهِمّ الليالي بعضُ ما أنا مُضْمِرٌ
ويُثْقِلُ رَضْوَى دونَ ما أنا حامِلُ

وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُه
لآتٍ بما لم تَسْتَطِعْهُ الأوائل

وأغدو ولو أنّ الصّباحَ صوارِمٌ
وأسْرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافل

وإني جَوادٌ لم يُحَلّ لِجامُهُ
ونِضْوٌ يَمانٍ أغْفَلتْهُ الصّياقل

وإنْ كان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له
فما السّيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائل

أبو العلاء المعري

دَعيني لِلغِنى أَسعى فَإِنّي
رَأَيتُ الناسَ شَرُّهُمُ الفَقيرُ

وَأَبعَدُهُم وَأَهوَنُهُم عَلَيهِم
وَإِن أَمسى لَهُ حَسَبٌ وَخيرُ

وَيُقصيهِ النَديُّ وَتَزدَريهِ
حَليلَتُهُ وَيَنهَرُهُ الصَغيرُ

وَيُلفى ذو الغِنى وَلَهُ جَلالٌ
يَكادُ فُؤادُ صاحِبُهُ يَطيرُ

قَليلٌ ذَنبُهُ وَالذَنبُ جَمٌّ
وَلَكِن لِلغِنى رَبٌّ غَفورُ

عروة بن الورد

وقد أغْتَدي والليلُ يَبكي تأسُّفا
على نفْسِهِ والنَّجْمُ في الغرْبِ مائل

بِريحٍ أُعيرَتْ حافِراً من زَبَرْجَدٍ
لها التّبرُ جِسْمٌ واللُّجَيْنُ خَلاخل

كأنّ الصَّبا ألقَتْ إليَّ عِنانَها
تَخُبّ بسَرْجي مَرّةً وتُناقِل

إذا اشتاقَتِ الخيلُ المَناهلَ أعرَضَتْ
عنِ الماء فاشتاقتْ إليها المناهل

وليْلان حالٍ بالكواكبِ جَوْزُهُ
وآخرُ من حَلْيِ الكواكبِ عاطل

كأنَّ دُجاهُ الهجْرُ والصّبْحُ موْعِدٌ
بوَصْلٍ وضَوْءُ الفجرِ حِبٌّ مُماطل

أبو العلاء المعري

أَنُوحُ عَلَى نَفْسِي وَأَبْكِي خَطِيئَةً
تَقُودُ خَطَايَا أَثْقَلَتْ مِنِّي الظَّهْرَا

فَيَا لَذَّةً كَانَتْ قَلِيلًا بَقَاؤُهَا
وَيَا حَسْرَةً دَامَتْ وَلَمْ يَبْقِ لِي عُذْرًا

الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

كان عمران بن حطان شاعرًا من شعراء الخوارج و سيدًا وخطيبًا وقد مدح ابن ملجم لقتله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومما قاله :

يا ضربةً من تقيٍّ ما أرادَ به
إلا ليبلغَ مِن ذي العرشِ رضوانا

فرد عليه أحد الشعراء بقصيدةٍ ومما جاءَ بها ردًا على هذا البيت :

بل ضربةً من غويٍّ أوردته لظى
فَسَوف يَلقى بِها الرحمنَ غضبانا

كأنه لم يرد قصدًا بضربتهِ
إلا ليَصلَى عذابَ الخلدِ نيرانا