هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏وَجهٌ إذا انتَسَبَتْ كُلُّ الوُجوهِ إلى
‏حُسنٍ فَما لِسِواهُ الحُسْنُ ينتسبُ

‏سِرٌّ مِنَ الحُسنِ لو يُجلَى سَناهُ عَلى
‏أعْمَى لأبصرَ ما قَدْ وارَتِ الحُجُبُ

.....

‏أتمُّ الناسِ عقلًا مـن تراهُ
عن الأقوام مشغولًا بنفسه

.....

ألذُ فواكهِ الدنيا النساءُ
وأجملُ ما يُضاءُ به المساءُ

ولولا خوف واشٍ بحت سراً
لهنَّ دمي ووجداني الفداءُ

فديتُ الناعماتِ بكل أرضٍ
وهنَّ لكل ذي وجعٍ شفاءُ

.....

أُعلِّلُ النفسَ علّ العينَ تلمَحُهُم
‏والنفسُ تدري يقيناً أنهم رحلوا

‏اللهُ يعلمُ أني ما ذكرتُهُمُ
‏إلا رأيتُ سحابَ العَينِ ينهمِلُ

‏لا تعذلوا العينَ إن فاضتْ مدامِعُها
‏إنّ الفراقَ على مَن ذاقَهُ جَلَلُ

.....

فَقُلتُ لَهُم مَا كَانَ رَأسِي أَشَابَهُ
مُرُورُ سِنِيِّ العُمرِ بَل ذَاكَ مِن جَوَى

فَإِنِّيَ فِي عِزَّ الشَّبَابِ وَإنَّمَا
يُشَيِّبُنِى شَوقٌ وَيَقتُلُنِي النَّوَى

.....

وَإِنَّ كِتَابَ اللهِ أَوْثَقُ شَافِعٍ
وَأَغْنَى غَنَاءٍ وَاهِباً مُتَفَضِّلَا

وَخَيرُ جَليسٍ لَا يُملُّ حَديثُهُ
وَتردَادُهُ يَزدَادُ فِيهِ تَجَمُّلًا

.....

ولم نملكْ زمامَ القلب لمّا
تمرّد شوقُه وعتا وهاجا

وما كانتْ لنا عينٌ يبابٌ
إذاما الشوقُ قد أضحى لجاجا

وذا دمعي بأيامِ اشتياقي
على الخدينِ كم يلقى رواجا

.....

لا خير في صور المعازف كلها
‏والرقص والإيقاع في القضبان

‏إن التقي لربه متنزه
‏عن صوت أوتار وسمع أغان

‏وتلاوة القرآن من أهل التقى
‏سيما بحسن شجا وحسن بيان

‏أشهى وأوفى للنفوس حلاوة
‏من صوت مزمار ونقر مثان

‏وحنينه في الليل أطيب مسمع
‏من نغمة النايات والعيدان

.....

لا تسأل الدارَ عن من كان يسكنها
‏ البابُ يخبر ان القوم قد رحلوا

‏ما ابلغَ الصمت لما جئت اسأله
‏ صمتٌ يعاتب من خانوه وارتحلوا

يا طارق الباب رفقًا حين تطرقهُ
فإنه لم يعد في الدار أصحابُ

تفرقوا في دروبِ الأرض وانتثروا
كأنه لم يكن انسٌ واحبابُ

أرحم يديك فما في الدار من أحدٍ
لا ترج ردًا فأهل الودُ قد راحوا

ولترحم الدار لا توقظ مواجعها
للدور روحٌ كما للناس أرواحُ

.....

وما الفخر إلا أنْ تكون عمامتي
مكورة الأطراف بالصارم الهِنْدِي

عنتره بن شداد