هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

تراهُ ساهٍ كفردٍ ما لهُ أحدُ
‏وفي ارتباكٍ كمن في صدرهِ بلدُ

‏إذا تبسّمَ قلنا لم يذق ألمًا
‏وحين يحزنُ قلنا ويحَ ما يجدُ

.....

وأنا الذي لو جئت تطلبُهُ الفؤاد لقلتُ لك
عجبي لهُ من سائلٍ أن جاء يطلب ما مَلَك

.....

‏وقد تلقى الحفاوة من غريبٍ
‏ويخذلك المُؤمَّلُ والقريبُ

‏وما عجبي من الغرباء لكن
‏جفاءُ الأقربين هو العجيبُ

.....

‏تقلبنا السياسة كيف شاءتْ
فيصبح كل دجالٍ سياسي

يبيعون الورى وهماً كبيراً
وغاية سعيهم نيل الكراسي

فإن حكم البلاد قليل أصلٍ
نصفق دون أن نحصي المآسي

وإن ثرنا على الأوغادِ يوماً
سيخطف ثورة الحرِّ السياسي

فيحكم كيف شاء بغيرِ حقٍ
يصفر بالجزاءِ على التماسِ

ابو جيش

‏يابنتَ عمِّ الشَّمسِ من بين الورى
بيني وبوني فانتقي وتخيَّري

عيناكِ أصدقُ من تحدَّثَ فاصمتي
ودعي العيونَ لصدقها وتجوهري

مابين قلبي وابتسامةِ مقلةٍ
مثلُ اشتعالكِ وادِّعاءُ تصبُّري


فايز ابوجيش

‏كالشمسِ رُوحي يُبصِرونَ شُعاعَها
لكنهمْ في ذِروتي جَحَدوني

أنا كالحقيقةِ يَكرهونَ سَماعَها
باقٍ وكلُّهُمُ سيَفْنَى دُوني

ما غَيَّبوا رُوحاً عَشِقتُ صِراعَها
إلا وعُدْتُ كأنني ذو النُّونِ

لي مُهجةٌ لا يَستطيعُ خِداعَها
مُتهافتونَ على سَنَا كانوني

هُمْ كالثعالبِ قد عَرَفتُ طِباعَها
ومتى وَضَعتُ عِمامتي عَرَفوني


د. فواز اللعبون

‏أمضي مع الناسِ والذكرى ترافقُني
وأنثني حاملاً ضِيقاً على ضِيقِ

تكادُ روحي بلا رِفْقٍ تفارِقُني
إذا تذكرتُ مَن خانوا مواثيقي

أَكُلُّ مَن كان في الماضي يعانقُني
أمسى يَغَصُّ به في حاضري ريقي

ما ساءني عارُ جُرحي إذ يلاحقُني
بل ساءني أن جُرحي مِن أصاديقي


د. فواز اللعبون

‏أفيقي فهذا الليل يذرفُ واعدا
وتحت خدودِ العشقِ يلقي سواعدا

وهزّي نهايات الغرامِ أرائِكاً
ومدّي تلاحينَ الفؤادِ موائدا

وغني على البحر الرقيق مشاعرا
وزفي إلى أحضان دفئي قلائدا

حبيبة عمري أنت عمري بكلِّهِ
وإنّي بكِ الدُّنيا وإن كنتُ واحدا

.....

قال هذيل بن ميسر الفزاري
وكان قصيرا :

إذا كنتُ في القوم الطِّوالِ فَضَلْتُهُمْ
بعارفةٍ حتى يقالَ طويلُ

ولا خيرَ في حُسْنِ الجسوم وطولِها
إذا لم يَزِنْ حسنَ الجسوم عقولُ

لسانك لا ترمي به عورة امرئ
فكلك عـوراتٌ وللنـاس ألسـنُ

و عينـاك إن أبدت إليك مَعايبــاً
فدعها وقل يا عين للناس أعينُ

.....