هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ألَم تَرَ أَنَّ الوَردَ عَرَّدَ صَدرُهُ
وَحادَ عَنِ الدَعوى وَضَوءِ البِوارِقِ

وَأَخرَجَني مِن فِتيَةٍ لَم أَرِد لَهُم
فِراقاً وَهُم في مَأزِقٍ مُتَضايِقِ

وَقَضَّ عَلى فاسِ اللِجامِ وَعَزَّني
على أمره إِذ رَدَّ أَهلُ الحَقائِقِ

فَقُلتُ لَهُ لَمّا بَلَوتُ بَلاءَهُ
وَإِنّي بِمَتعٍ مِن خَليلٍ مُفارِقِ

أُحَدِّثُ مَن لاقَيتُ يَوماً بَلاءَهُ
وَهُم يَحسِبونَ أَنَّني غَيرُ صادِقِ

.....

أُلامُ على هِجرانهمْ وهمُ المُنَى
وكيف يُقيمُ الحرُّ وهو يُضَامُ

هُمُ شَرعوا أنَّ الجَفاءَ محلَّلٌ
وهمْ حكموا أن الوفاءَ حَرامُ

بقلبي رَوْحٌ منهمُ وضمانةٌ
وعنديَ بُرءٌ منهمُ وسَقامُ

الطغرائي

وقد أبقت الأيام مني بقية
كخير حسام لم تخنه مضاربه

وكم من كمي قد تركت مجدلاً
تنوح وتبكي معولات قرائبه

.....

وإذا الفتى لاقى الحمام رأيته
لولا الثناء كأنه لم يولد

وأتيت أبيض سابغاً سرباله
يكفي المشاهد غيب من لم يشهد

.....

أَعطَيتُ كُلَّ الناسِ مِن نَفسي الرِضا
إِلّا الحَسودَ فَإِنَّهُ أَعياني

لا أَنَّ لي ذَنباً لَدَيهِ عَلِمتُه
إِلّا تَظاهُرَ نِعمَةِ الرَحمَنِ

يَطوي عَلى حَنَقٍ حَشاهُ لِأَن رَأى
عِندي كَمالَ غِنىً وَفَضلَ بَيانِ

ما إِن أَرى يُرضيهِ إِلّا ذِلَّتي
وَذَهابُ أَموالي وَقَطعُ لِساني

فَسَأَستَعينُ بِخالِقي مَولى الوَرى
يَكفينا بِها مِنَ الشَيطانِ

.....

فَلَو كانَ يَستَغني عَنِ الشُكرِ ماجِدٌ
لِعِزَّةِ نَفسٍ أَو عُلُوِّ مَكانِ

لَما أَمَرَ اللَهُ الحَكيم بِشُكرِه
فَقالَ اِشكُروا لي أَيُّها الثَقلانِ

.....

خير إخوانك المشارك في المر
وأين الشريك في المر أينا

الذي إن شهدت زانك في الناس
وإن غبت كان أذنا وعينا

بشار بن برد

ولقد أقولُ لذي الشَّماتةِ إذ رأى
جَزَعي ومَن يَذُقِ الفجيعةَ يَجزَعِ

اشمَتْ فقد قَرَع الحوادِثُ مَرْوَتي
وافرَحْ بمَرْوتِك التي لم تُقرَعِ

إن تَبْقَ تُفجَعْ بالأحِبَّةِ كُلِّهِم
أو تُرْدِك الأحداثُ إن لم تُفجَعِ

.....

‏واحدة من أجمل الاستثناءات في الشّعر
قول البارودي:

فعودي صلبٌ لا يلينُ لغامزٍ
وقلبـي سَيـفٌ لا يُفَـلُّ لهُ حَدُّ

ثم استثنى من حالة الصلابة تلك
فقال:

نَلِينُ وإِنْ كُنَّا أَشِدَّاءَ لِلْهَوَى
ونَغْضَبُ في شَرْوَى نَقِيرٍ فَنَشْتَدُّ

يا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ ذَنَبُه

كَأَنَّ دَيناً لَكَ عِندي تَطلُبُه

أَما لِهَذا اللَيلِ صُبحٌ يَقرُبُه

.....