هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـه
ونـزف شريانه ما أسهـل العـتبا

من جــرب الكي لا ينسـى مواجعه
ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا

.....

‏يا رب رحماك واكشف ما ألمّ بنا
‏وامنح ثوابك إكرامًا لمن صبروا

آمين

هجرتُ أحبتي طوعًا لأنِّي
رأيتُ قلوبَهم تهوى فراقي

نعم أشتاقُ لُقياهم ولكنْ
وضعتُ كرامتي فوق اشتياقي

وأرغبُ وصلهم دومًا ولكنْ
طريقُ الذُّلِ لَا تهواهُ ساقي

أحمد شوقي

عاثتْ بساحتِك العِدَا يا دارُ
ومَحَا مَحاسنَكِ البِلَى والنارُ

وإذا تردّد في جَنابِك ناظرٌ
طال اعتبارٌ فيك واستِعبارُ

أرضٌ تقاذفَتِ الخُطوبُ بأهلِها
وتمخَّضَتْ بخرابِها الأقدارُ

كتبتْ يدُ الحِدْثانِ في عَرَصاتِها
لا أنتِ أنتِ ولا الدّيارُ ديارُ

ابن خفاجة

لدمشقَ ما يخفي الهوى ويبوحُ
ولسرها ما تصطفيه الروحُ

من كفها يندى المدى بصلاته
وتفيض بالوجد المنزَّل ريحُ

هي ما أتاح لنا الخلود لنحتمي
من شرفة النسيان حين تلوحُ

فكأنها الأرض التي ما مسها
طوفان بل كانت لينجو نوحُ

.....

لدمشق ما أخفت أساطير الهوى
من حسنها وجه الوجود مليحُ

هي مهبط الرؤيا على أبوابها
وقف المدى هي للطموح طموحُ

عرافة التاريخ مذ أسرى لها
باب الخلود أمامها مفتوحُ

.....

صمتي يحيُّرني والصمتُ مأساتي
والحزنُ من فرطِهِ قد حلَّ في ذاتي

أمضي وقد جمَحتْ في الدربِ أحصنتي
والليل يُطْفِئُني في قلب مشكاتي

لا الحلمُ يعرفني إن أقفرتْ سبُلي
أو غادرتني الرؤى في كل أوقاتي

السرُّ ينكرني في غابةٍ شربتْ
صوتي فأُغرق في نسيانها الآتي

.....

خفيفة الروح لو رامت لخفتها
رقصاً على الماء ما ابتلت لها قدما

هيفاء لو وطات جفناً لذي رمد
لما أحسّ لها من وطئها ألما

.....

لنا نفوس لنيل المجد عاشقة
والمجد يعشقها قِدماً من الأزل

ما إن تسلّت بما يجري لنا شرفا
وإن تسلت أسلناها على الأسل

ونحن والمجد إن شبّهت ألفتنا
كالنوم ليس له مأوى سوى المقل

.....

أيا ربة الخال المقيم بوجنة
أحاط به ماء وجمر توقّدا

وقالت وقد عبث الدلال بعطفها
أتطلب وصلاً دونه السقم والردى

.....