هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏جاءت مُعذّبَتي في غَيهبِ الغَسَقِ
كَأنّها الكَوكَبُ الدريُ في الأُفُقِ

فَقُلتُ نَورتِني يا خَيرَ زائِرَةٍ
أما خَشيتي مِنَ الحُراسِ في الطُرُقِ

فَجاوَبتني ودَمعُ العَينِ يَسبِقُها
مَن يَركبِ البَحرَ لا يأمن من الغَرَقِ

ابن الخطيب

‏يا آسري بالأمسِ طيفُك زارني
فخلط بينَ حقيقتي وتوهَمي

ودعتهُ ملئ ابتسامةِ عاشقٍ
وكتبتُ إلهامي ليقرأ مُلهمي

.....

‏يا مُبْحرًا في البُعدِ كيف لُقاكَ
قُلْ لي فما يَشفي الفؤاد سِواكَ

مازلت في أملٍ أراكَ وإنني
في كل شيئٍ في الوُجود أراكَ

ثِقْ أن طيفك لايُفارق أعيُني
وكأن صوتكَ غرَّني وصداكَ

.....

‏وعلى الطريق رأيتُ كل حكايتي
هل أترك الدربَ القديم ينادي

وأسير وحدي والحياةُ كأنها
نغماتُ حزنٍ صامتٌ بفؤادي

.....

‏عَشِقتُكِ عِشقاً مَحَىظ° كُلَّ عِشقٍ
وما امتدَّ عِشقٌ كـعِشقِيَّ مدَّا

وصُنتُ العُهودَ وفَاءً وحُبَّاً
وما قيلَ يوماً بأن خُنتُ عهدا

فهاقد علمتِ بنارِ اشْـتَيَاقِيْ
فما بالُ جفنيكِ عنِّي تصَدى

.....

تجـري الرياحُ بما شـاء الإلهُ لـها
لله نحـنُ ومـوجُ البـحرِ والسُـفنُ

.....

‏قال الأديب الكبير الرافعي في كتاب السَّحاب الأحمر
لا يصح الحبُّ بين اثنين إلا إذا أمكن لأحدهم
أن يقول للآخر يا أنا
أخذ هذا المعنى البديع من سعدي الشيرازي
من أبيات بلغت الغاية رِقَّةً وخيالاً :

قال لي المحبوبُ لمَّا زرتهُ
من ببابي قلتُ بالباب أنا

قال لي أخطأتَ تعريفَ الهوى
حينما فرَّقتَ فيهِ بيننا

ومضى عامٌ فلمَّا جِئتهُ
أَطرُقُ البابَ عليهِ مُوهِنا

قالَ لي مَن أنتَ قلتُ انظُر فمَا
ثَمَّ إلا أنتَ بالبَابِ هُنَا

قال لي أحسَنتَ تعريفَ الهَوَى
وعَرَفتَ الحُبَّ فادْخل يا أنَا

يقول ابن القيّم رحمه الله في ميميّته :

‏
‏فَيا ساهِيًا في غمْرَةِ الجهلِ والهوى
‏صريعَ الأماني عن قريبٍ ستندمُ

‏وبالسُّنَّة الغرَّاء كن متمسِّكًا
‏هي العُروةُ الوُثقى التي ليس تُفْصَمُ

‏تمَسَّك بها مَسْكَ البخيلِ بمالِه
‏وعَضَّ عليها بالنواجِذِ تسلَمُ

‏ودَع عنك ما قد أحدثَ الناسُ بعدها
‏فمَرتعُ هاتيكَ الحوادثِ أوْخَمُ

فياليْتَ شِعري كيفَ حالكُ عندما
‏تطايَرُ كُتبُ العالمين وتُقسَمُ

‏أتأخذُ باليمنى كتابك أم تكُن
‏بأخرى وراء الظَّهرِ منك تُسلَّمُ

‏فبادِر إذًا مادام في العمر فُسحةٌ
‏وعدلُكَ مقبولٌ وصرفُكَ قيِّمُ

‏وجِدَّ وسارِع واغتنم زمن الصِّبا
‏ففي زمن الإمكانِ تسعى وتغنمُ

تباً لعمرٍ لغير الله نهدره
وتباً لدنياً سقتنا من مآسيها

ما للحياة نغالبها فتغلبنا
وغيرنا يغلب الدنيا بما فيها

بقلمي

تبقى الأماني ما عشْنا معلَّقةً
حتى وإن أبطأتْ يأتي بها اللهُ

سبحانه