هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وَهَاجَ لِي الشَّوْقُ أَسىً كَامِناً
فَلَمْ أَزَلْ أَبْكي عَلَى كُلِّ مِيلْ

فَكِدْتُ أَنْ أَغْرَقَ في دَمْعَتي
وَأَجْعَلَ الذَّنْبَ لِيَوْمِ الرَّحِيلْ

.....

وَكَرِيمَةٍ سَقَتِ الرّيَاضَ بِدرِّها
فَغَدتْ تَنُوبُ عَنِ السَّحَابِ الهَامِعِ

بِلِبَاسِ مَحْزُونٍ وَدَمْعَةِ عَاشِقٍ
وَحَنِينِ مُشْتاقٍ وَأَنَّةِ جَازعِ

فَكأَنَّهَا فَلَكٌ يَدورُ وَعُلْوُهُ
يَرْمِي القَرار بِكُلِّ نَجْمٍ طَالِعِ

.....

يا سَادَتي هذِهِ رُوحي تُوَدِّعُكُمْ
إِذْ كَانَ لا الصَّبْرُ يُسْلِيها وَلا الجَزَعُ

قَدْ كُنْتُ أَطْمَعُ في رَوْحِ الحَياةِ لَها
فَالآنَ مُذْ غِبْتُمُ لَمْ يَبْقَ لِي طَمَعُ

لا عَذَّبَ اللَهُ رُوحي بِالبَقاءِ فَما
أَظُنُّها بَعْدَكُمْ بِالعَيْشِ تَنْتَفِعُ

.....

شَرِبْنا عَلَى النَّهْرِ لَمَّا بَدَا
بِمَوْجٍ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ

كَأَنَّ تَكَاثُفَ أَمْواجِهِ
مَعَاطِفُ جَارِيَةٍ تَرْقُصُ

.....

قَدْ جَاءَتِ البَغْلَةُ السَّفْوَاءُ يَجْنُبُها
لِلْبَرْقِ غَيْثٌ بَدَا يَنْهَلُّ مَاطِرُهُ

عَرِيقَةٌ نَاسَبَتْ أَخْوالَها فَلَها
بِالْعِتْقِ مِنْ أَكْرَمِ الجِنْسَيْنِ فَاخِرُهُ

مِلءُ الحِزَامِ وَمِلءُ العَيْنِ مُسْفِرَةٌ
يُرِيكَ غَائِبَها فِي الحُسْنِ حَاضِرُهُ

أَهْدى لَها الرَّوْضُ مِنْ أَوْصَافِهِ شِيَةً
خَضْراءَ نَاضِرَةً إِنْ زَالَ ناضِرُهُ

لَيْسَتْ بِأَوَّلِ حُمْلانٍ شَرَيْت بِهِ
حَمْدِي وَلا هِيَ يَا ذَا الجُودِ آخِرُهُ

كَمْ قَدْ تَقَدَّمَها مِنْ سَابِحٍ بِيَدِي
عِنَانُهُ وَعَلى الجَوْزَا حَوَافِرُهُ

.....

تَرَشَّفْتُ مِنْ شَفَتَيْهِ العُقَارَا
وَقَبَّلْتُ مِنْ خَدِّهِ الجُلَّنارَا

وَشَاهَدْتُ مِنْهُ كَثِيباً مَهِيلاً
وَغُصْناً رَطِيباً وَبَدْراً أَنارَا

وَأَبْصَرْتُ مِنْ وَجْهِه في الظَّلامِ
بِكُلِّ مَكانٍ بِلَيْلٍ نَهَارَا

.....

يَا مَنْ نَفَتْ عَنِّي لَذِيذَ رُقَادِي
مَالِي وَمَالَكِ قَدْ أَطَلْتِ سُهادِي

فَبِأَيِّ ذَنْبٍ أَمْ بِأَيَّةِ حَالَةٍ
أَبْعَدْتِني وَلَقَدْ سَكَنْتِ فُؤَادي

وَصَدَدْتِ عَنِّي حِينَ قَدْ مَلَكَ الهَوى
رُوحي وَقَلْبِي وَالحَشا وَقِيادي

مَلَكَتْ لِحَاظُكَ مُهْجَتِي حَتَّى غَدا
قَلْبِي أَسِيراً مَا لَهُ مِنْ فَادِ

لاَ غَرْوَ إِنْ قَتَلَتْ عُيُونُكِ مُغْرَماً
فَلَكَمْ صَرَعْتِ بِها مِنَ الآسَادِ

.....

وَلَقدْ ذَكَرْتُكِ وَالنُّجُومُ كَأَنَّها
دُرٌّ عَلى أَرْضٍ مِنَ الفَيْرُوزَجِ

يَلْمَعْنَ مِنْ خَلَلِ السَّحابِ كأَنَّها
شَرَرٌ تَطايَرُ عَنْ يَبيسِ العَرْفَجِ

وَالأُفْقُ أَحْلَكُ مِنْ خَواطِرِ كَاسِبٍ
بِالشعر يَسْتَجْدي اللِّئامَ وَيَرْتَجِي

.....

تَكَبَّرَ لَمَّا رَأَى نَفْسَهُ
عَلَى هَيْئَةِ الشَّمْسِ إِذْ صُوِّرَتْ

سَيَنْدَمُ أَلْفاً عَلَى فِعْلهِ
إِذا الشَّمْسُ فِي خَدِّهِ كُوِّرَتْ

.....

يا حُسْنَهَا مِنْ وَرْدَةٍ
بَيْضاءَ جَاءَتْ بِالعَجَبْ

كَجَامِ بِلَّوْرٍ بِهِ
قُرَاضَةٌ مِنَ الذَّهَبْ

.....