هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قِف طالِباً فضلَ الإله وسائِلا
واِجعل فواضِلَه إِليكَ وسائِلا

.....

وَدِّعْ هواكَ أيا فؤادي الباكي
واتركْ قباب الحبّ للنُّسَّاكِ

أشركتُ بالحبّ الطهور وبالجوى
أشركتُ فيها غاية الإشراكِ

ما ضلّ قلبي حين ينبذُ كافراً
بالحبّ لكنْ قد غوى بِهُداكِ

لا تستمعْ قولي ولا تترجَّني
يا قلبُ كانت أخبث الأشراكِ

فاصدعْ هناكَ بما أُمِرْتَ وقل لها
إنّي انتويتُ البُعدَ عن مسراكِ

إتركْ ودعْ وابعدْ وخالفْ واجتنبْ
لا تقتربْ مِنْ زهرة الأشواكِ

فأذانها ما زال يا أُذني كفى
لا تسمعي لأذانها حاشاكِ

حتى اسمها أخْفِي بذاكرتي وإن
سَألَتْ فقل اأنا لستُ من أسراكِ

إنّي هدمتُ منابراً للعشق في
قلبي وعاهدني بأن ينساكِ

ويحي على بل ويحها فهي التي
غَدَرَت بقلبي وابتدت بعراكي

كل الذي لك قد جمعتُ من الهوى
بددته في سدرة الإدراك

يا كعبةً كم بتّ في محرابها
مُتعبّداً مُتفكّراً ببهاكِ

فاليوم لا أنساب هذا بعدما
قد كنتُ أمّكِ في الهوى وأباكِ

صلوات قلبي لن تكون لمن أتَتْ
إمراً ومن خَرَقَتْ هناكَ شباكي

جناتُ عَدْني إذ تركتيها فقد
أدخلتِ ناري آآآه ما أغباكِ

فلتخسئي فيها ولا تتكلّمي
أنتِ الغوى أمّا الهوى لملاكي

حَرُمَتْ عليكِ سنابلي وأطايبي
وقصائدي و خُطَىً إلى لُقياكِ

ومشاعرٌ خبأتها في مهجتي
كي لا تُدَنِّسَ طُهْرها بلواكِ

أنا آدم الجنات أنت خطيئتي
لكنني استغفرتُ قبل هلاكي

أغويتِ روحي أنتِ يا تُفّاحتي
ولَكَمْ فؤادي بالغرام هَداكِ

قد تُبتُ منكِ ومِن هواكِ وإنّني
أعطيتُ عرشَ محبتي لسواكِ

لا لستُ مشتاقاً لحضنكِ إنني
ألفيتُ حُضناً من لدى الأملاكِ

أنا لم أعُد غرّاً بحبك والهوى
وتبددّت عندي غيوم سماكِ

الطيب العامري

تأكدتُ أن الوجد للشعر عنوان
ولكن يظل العز أعلى المطالب

.....

أَغارَتْ عَلَيْهِ فاحْتَوَتْهُ بِلَحْظِها
فَتاةٌ لَهَا في السِّلْمِ فَتْكُ الْمُحَارِبِ

محمود سامي البارودي

المسلمون مقسّمون تنالهم
أيدي العُصاة بذلّةٍ وهوانٍ

ما بين مضطرٍ وبين معذّبٍ
ومقتَّلٍ ظُلمًا وآخر عانِ

ابن رشيق القيرواني

فتاة من بني زهر
تحاكي الشمس لمعانا

حجاب الشرع جملها
وكان الخلق إيمانا

كريمات عفيفات
يزدن القوم إحسانا

لشاعر من تشاد

أين الضجيجُ العذبُ والشغبُ
أين التدارسُ شابه اللعبُ

أين الطفولةُ في توقدها
أين الدمى في الأرض والكتب

أين التشاكسُ دونما غرضٍ
أين التشاكي ماله سبب

أين التباكي والتضاحكُ في
وقت معا والحزنُ والطرب

أين التسابقُ في مجاورتي
شغفا إذا أكلوا وإن شربوا

يتزاحمون على مجالستي
والقربِ مني حيثما انقلبوا

يتوجهون بسوْقِ فطرتهم
نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا

فنشيدُهم بابا إذا فرحوا
ووعيدُهم بابا إذا غضبوا

وهتافهم بابا إذا ابتعدوا
ونجيهم بابا إذا اقتربوا

بالأمسِ كانوا مِلءَ منزلنا
واليوم ويح اليوم قد ذهبوا

وكأنما الصمت الذي هبطت
أثقالُه في الدار إذ غربوا

إغفاءةَ المحمومِ هدأتها
فيها يشيعُ الهمُ والتعبُ

ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنُهم
في القلبِ ما شطوا وما قربوا

إني أراهم أينما التفتتْ
نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا

وأحسُّ في خلَدي تلاعبَهم
في الدار ليس ينالهم نصبُ

وبريق أعينهم إذا ظفروا
ودموع حرقتهم إذا غلبوا

في كلِّ ركنٍ منهم أثرً
وبكل زاوية لهم صخب

في النافذات زجاجها حطموا
في الحائط المدهون قد ثقبوا

في الباب قد كسروا مزالجَه
وعليه قد رسموا وقد كتبوا

في الصحن فيه بعضُ ما أكلوا
في علبة الحلوى التي نهبوا

في الشطر من تفاحةٍ قضموا
في فضلةِ الماءِ التي سكبوا

إني أراهم حيثما اتجهتْ
عيني كأسرابِ القطا سرَبوا

دمعي الذي كتمته جَلدا
لما تباكوا عندما ركبوا

حتى إذا ساروا وقد نزعوا
من أضلعي قلبا بهم يجب

ألفيتني كالطفل عاطفةً
فإذا به كالغيثِ ينسكبُ

قد يعجب العذالُ من رَجلٍ
يبكي ولو لم أبكِ فالعجب

هيهات ما كل البكا خَوَر ٌ
إني وبي عزمُ الرجالِ أبٌ


عمر بهاء الدين الأميري .. سوريا

لا تعجَلَنَّ لأمرٍ أنت طالِبُه
فقلَّما يُدرِكُ المطلوبَ ذو العَجَلِ

فذو التَّأنِّي مُصيبٌ في مقاصِدِه
وذو التَّعجُّلِ لا يخلو عن الزَّلَلِ

.....

زعمتْ أميمةُ أنني
عن وصلها أترفّعُ

وتقول أني في الهوى
متلاعبٌ لا أنفَعُ

فأجبتُ إني عاشقٌ
أهوى الوصال وأطمعُ

والحب عندي ثابتٌ
كالطود لا يتزعزع

.....

فِي كُلِّ رُكْنٍ دَمْعَةٌ وَتَأَسُّفُ
وَبِكُلِّ شِبْرٍ رَعْشَةٌ وَتَخَوُّفُ

فَلِمَ الحَيَاةُ تَئِنُّ فِي أَكْتَافِنَا
وَتطِلُّ مِنْ فَوْقِ الضَّبَابِ وَتَذْرِفُ

مَا لِلصَّبَاحِ إِذَا أَتَى بِضِيَائِهِ
يَشْكُو الحَيَاةَ وَلَا يَكَادُ يُخَفِّفُ

يَا أُمَّةَ العَزْمِ الَّذِي فِي قُدْسِنَا
مَا بَالُهُ يَسْقِي الدُّرُوبَ وَيَنزِفُ

فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ يُبَاحُ دَمُ الفِدَى
وَالشَّمْسُ تَخْنُقُهَا الرُّمُوشُ فَتَخْسِفُ

هَذِي فِلَسْطِينُ الشُّمُوخُ بِقَلْبِهَا
وَلَها تُذَلُّ صَوارِمٌ وتُرَجَّفُ

مِنْ غَزَّة الأَبْطَال تَرْفَعُ رَايَةً
مِنْ تَلَّةٍ خَلْفَ الرُّكَامِ تُرَفْرِفُ

من دَمْعَةِ الأَطْفَالِ نَرْسُمُ لَوْحَةً
وَرُؤًى عَلَى كَفِّ الْجِرَاحِ وَأَحْرُفُ

مِنْ كَوْمَةِ الأَحْجَارِ نُرْعِبُ رَايَةً
نَحْنُ الصُّمُودُ إِذَا الجَمِيعُ تَأَفَّفُوا

كُلُّ الأَيَادِي تَحْمِلُ الأَحْجَارَ فِي
وَجْهِ العَدُوِّ إِذَا المَدَافِعُ تَقْصِفُ

سَلْ كُل طِفْلٍ فِي شَوَارِعِ غَزَّةٍ
مَعْنَى الفِدَى وَعَنْ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا

أَمْشي بِوِرْدِكَ فِي شَوَارِعِ غَزَّةٍ
رَتِّلْ عَلَيْهِ فَكُلُّ طِفْلٍ مُصْحَفُ

فَهُم البُطُولَةُ إِنْ أَرَدْتَ بُطُولَةً
وَهُم الجِنَانُ إِذَا الجِنَانُ تُزَخْرَفُ

مِنْ غُصْنِ زَيْتُونٍ نُدَوِّنُ قِصَّةً
مَا بَالُ نَبْضِ العُمْرِ إِذْ يَتَخَفَّفُ

نَسْتَمْطِرُ الأَحْزَانَ مِنْ كُلِّ الجِبَالِ
وَبِالعَزَائِمِ نَرْتَقِي وَنُشرَّفُ

كَيْفَ العَرُوسُ تَمُرُّ فِي شَرَفَاتِهَا
وَالمَوْتُ يَحْمِلُ فِي المَدَى مَا يَعْصِفُ

لِلنَّخْلِ وَالزَّيْتُونِ أَلْفُ رِوَايَةٍ
مِنْ تَحْتِ أَنْقَاضِ الرُّكَامِ تُؤَلَّفُ

مِنْ دَمْعِ أَرْمَلَةِ الشَّهِيدِ تَلُوحُ لِي
كُلُّ البَشَائِرِ فِي المَدَى تَتَكشَّفُ

مِنْ خَلْفِ هَذَا المَحْضِ ثَمَّةَ فَارِسٌ
يَنْسلُّ مِنْ عُمْقِ الرُّكَامِ وَيَهْتِفُ

اللهُ أَكْبَرُ فَالْجُمُوعُ تَوَافَدُوا
مِنْ كُلِّ صَوْبٍ لِلنِّدَا مَا أَخْلَفُوا

اللهُ أَكْبَرُ بِالعَزَائِمِ أَوْقَدُوا
نَارَ الكِفَاحِ وَلِلْعِدَى قَدْ أَنْصَفُوا

جَبُنوا فَنَحْنُ الأُسْدُ فِي سَاحِ الفِدَى
وَالسَّيْفُ فِي أَرْضِ الحِمَى لَا يَرْأَفُ

مِنْ قَصْفِ مِئْذَنَةٍ وَمَنْزِل جَدَّةٍ
يَعْلُو الشُّمُوخُ عَلَى السَّمَاءِ يُرَصَّفُ

يَا قُدْسُ يَا نَبْضَ العُلَى يَا مِحْنَةً
تَسْبِي القُلُوبَ وَتَسْتَرِيحُ وَتُرهِفُ

مَا عَادَ فِي الوَقْتِ ارْتِجَالُ مَشَاعِرٍ
فالأَرْضُ تَشْهَدُ فِي الحُطَامِ وَتَزْحَفُ

كَمْ مِنْ طَرِيقٍ لِلصَّبَاحِ تَشُدُّنَا
فَالأَرْضُ إِنَّا وَالبَقَا فَلْيَعْرِفُوا

محمد علي مختار .. تشاد