هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ظَبْيُكَ يا ذا حَسَنٌ وجهُهُ
وما سِوى ذاك جميعاً يُعابْ

فافهمْ كلامي يا أبا مالكٍ
لا يُشبهُ العنوانَ ما في الكتابْ

طرِبتُ إلى المِرَاةِ فروَّعتْني
طوالعُ شَيبتينِ ألمَّتا بي

فأمّا شيبةٌ ففزِعت منها
إلى المِقراض حُبّاً للتصابي

وأما شَيبةٌ فصفحتُ عنها
لتشهَدَ بالبراءَة من خضابي

فأعجِبْ بالدليلِ على مَشيبي
أقمتُ به الدليلَ على شبابي


ابن الرومي

وقد كنت ذا حالٍ أطيلُ ادِّكارها
وإرعاءَها قلبي لأهتزَّ مُعْجبا

فُبدِّلتُ حالاً غير هاتيك غايتي
تناسِيَّ ذكراها لتغرُبَ مغربا

وكنت أُدير الكأس ملأى رَويّةً
لأجذْلَ مسروراً بها ولأَطربا

وكانت مزيداً في سروري ومُتعتي
فأضحتْ مفرّاً من همومي ومَهربا


ابن الرومي

يقول عبدالله بن زويبن

زبون السمان اللي رفع حدّها الجلّاب

لها عام كامل والمربي يضرمها

ويقول

محرق عراقيب الدلال البغاديد

وعوق الخروف اللي مع امه طريده

كذلك يقول

ناحر اللي تأكل الحشو سِكّينه

يوم بعض الناس يبخل على شاته

أفرُّ من وجَعي دوماً إلى وجَعي
والصمتُ يدفنُ في أحشائهِ جزَعي

وأعبرُ الدهرَ يا أمَّاهُ مبتسماً
والضيقُ يقهرُ آفاقي ومتَّسعي

وفي دمي ألمُ الدنيا بأجمعها
كأنها وُلدت يا حسرتاهُ معي

لمن أبوحُ ومن يهتمُّ يا قدَري
مادامَ لم يبقَ لي خلٌ سوى وجعي


.......

وإذا الصَباحُ على الحَياةِ تَنَفّسَا
وكَسَا الطَبيعَة بالنَضَارَة واكتَسَى

فافرَح بآلاءِ المُهَيمِن و ابتَسِم
واطرَح تَكالِيف الكَـآبَة والأسَى

.......

ما كـانَ ذنبُ الصبحِ أنك نائـمٌ
هـذا الـطـريقُ وتـلكـمُ الآمـال

أتبـيتُ سـهـرانًا وتُصـبحُ نـائمًا
وتريـد نيلَ المجـد ذاك محالُ

.......

اكتم جراحَكَ لا تُخبر بها أحداً
ما كان بالبوح تطبيبُ الجراحاتِ

لا شيءَ يُبرِئُ هذي الروحَ إن تعِبتْ
إلا تراتيلُ أذكارٍ وآياتِ


.......

إن مسَّنا الضرُّ أو ضاقت بنا الحِيَلُ
فلنْ يخيبَ لنا في ربِّنا أملُ

وإن أناخت بنا البلوى فإن لنا
ربًّا يُحَوِّلُها عنّا فتنتقلُ

اللهُ في كلِّ خَطبٍ حسبنا وكفى
إليه نرفعُ شكوانا ونبتهلُ

من ذا نلوذُ به في كشف كربتنا؟
ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ

.......

كن بلسما فالجارحون كثيرُ
ومواسيا إنّ الزمانَ مريرُ

كن طيِّبَ الآثارِ إنك راحلٌ
فلعلّها يومَ النشور تُجيرُ

.......