هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سل الرماح العوالي عن مخازينا
وسل أهل غزة كم خاب الرجا فينا

سبعون عاماً وأقصانا تدنسه
قمامة الغرب ألقوها بوادينا

أهل غزة كم يرجون نصرتنا
ونحن في الملاهي لا شئ يعنينا

يساق للموت مليونان من رفح
ونحن في العد مليارين تحصينا

جيوشنا وطائرات الحرب صامتةٌ
لم تحمي إلا ملاهينا ووالينا

أين المروءة أين الدين يجمعنا
ونخوة الجار ما عادت تدانينا


.......

لأقعُدّن على الطريق وأشتكي
وأقول مظلوماً وأنت ظلمتني

لأدعيّن عليك في غسق الدُجى
يبليك ربي مثلما أبليتني

......

أنا ميِّتٌه والهمُّ قد أكلَ المدَى
والآكلُ الملهوفُ في حُلُمِي فِدَا

ماذا أقولُ لِقاتلٍ هو مقتَلي؟
مهما فِعَالي واجَهَتْ كانت سُدَى

......

ما زلتُ أسمُو في الإيابِ لِبعضِنا
وهناكَ في نَفسِي لهُ لَبَعِيـــــــدُ

ما حيلتي إلَّا لِأُشغِلَ حيِّزًا
فيهِ امتلاءُ العُمرِ والتَّمدِيدُ

والموتُ جاري في العِبادِ وإنَّمَا
من ماتَ شَوقًا هل يكونُ شهيدُ

......

أتبكر أم أنتَ العشيةَ رائحُ
وفي الصَدرِ من إضمارك الحزنَ قادحُ

لفُرقةِ قومٍ لا أحب فراقهم
كأنَّك عنهم بعد يومين نازحُ


ورقة بن نوفل

وداعٌ أخيرٌ والوداعُ قدِ انقضى
فما بيننا أبلى به الدهرُ مِن عهدِ

وتعلمهُ نفسي ولكن تشبَّثت
بأطرافِ لُطفٍ نسجُها لم يزَلْ جِلدِي

وإني ولم أرضَ الفِراقَ وإنما
بما قدَّر الجبارُ أمضي بلا ردِّ

......

رايتُ بحلمي اننا التقينا
مصادفه بين الزحام

حديثٌ قصير جرى بيننا
سؤال عن الحال ثم سلام

واما العيون فقالت كثيرا
وازهر قلبي لوقع الكلام

فليت اللقاء يكون يقينا
وليت الفراق حديث منام

......

ﻳﺎ ﺑﺎﺋﻊَ ﺍﻟﺼَّﺒﺮِ ﻻ‌ ﺗُﺸﻔِﻖْ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸَّﺎﺭﻱ
ﻓﺪِﺭﻫَﻢُ ﺍﻟﺼَّﺒﺮِ ﻳَﺴﻮَﻯ ﺃﻟﻒَ ﺩﻳﻨﺎﺭِ

ﻻ‌ ﺷﻲﺀَ ﻛﺎﻟﺼَّﺒﺮِ ﻳَﺸﻔﻲ ﺟُﺮﺡَ ﺻﺎﺣِﺒﻪِ
ﻭﻻ‌ ﺣَﻮَﻯ ﻣﺜﻠَﻪُ ﺣﺎﻧﻮﺕُ ﻋَﻄَّﺎﺭِ

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗُﺨﻤِﺪُ ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﻥَ ﺟُﺮﻋﺘُﻪُ
ﻛﺒﺎﺭِﺩِ ﺍﻟﻤﺎﺀِ ﻳُﻄﻔﻲ ﺣِﺪَّﺓَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭ

ﻭﻳَﺤﻔﻆُ ﺍﻟﻘﻠﺐَ ﺑﺎﻕٍ ﻓﻲ ﺳﻼ‌ﻣﺘﻪِ
ﺣﺘﻰ ﻳُﺒَﺪَّﻝَ ﺇﻋﺴﺎﺭٌ ﺑﺈﻳﺴﺎﺭ

ﺇﻥ ﺍﻟﺴَّﻼ‌ﻣﺔَ ﻛَﻨﺰٌ ﻛﻞُّ ﺧﺮﺩﻟﺔ
ﻣﻨﻪُ ﺗﻘُﻮَّﻡُ ﻣِﻦ ﻣﺎﻝٍ ﺑﻘﻨﻄﺎﺭِ

......

وَإِنّي لَنَجمٌ تَهتَدي بِيَ صُحبَتي
إِذا حالَ مِن دونِ النُجومِ سَحابُ

غَنِيٌّ عَنِ الأَوطانِ لا يَستَفِزُّني
إِلى بَلَدٍ سافَرتُ عَنهُ إِيابُ

......

قد كنتُ أحسبُ حين القلب ودّعهم
‏أني سأصبر.. لا دمعٌ ولا أرَقُ

‏لكنني مذ نأوا عني وفي كبدي
‏بركان شوق به الأحشاء تحترقُ

‏أبيتُ والدمع في خدّي كساقية
‏قد استوى في عيوني الليلُ والفلَقُ

‏إليك يارب أشكو ما أكابده
‏فقد براني الأسى والهمُّ والقلَقُ

......