مشاهدات يومية !!

الوقوف على الأطلال

وقفت على الأطلال أتحسس مواقع قدمي فلربما كان رائحة عطر لأحد الأحباب ، وقفت مشدوهاً لأستمع لهمس الرياح وهي تروي حكايات الأجداد ممن سكنوا تلك الأطلال ، كانوا هنا ..نعم لقد كانوا هنا وهاأنا استمع الى نداءتهم مع إشراقة الشمس وأنصت الى مناداتهم لإبنائهم مع غروب شمس الأصيل .
هنا تكاد الحجارة أن تتكلم والساحات أن تغني .. يالهذا الصمت القاتل والسكون المميت إنه صمت القبور ذاك الذي أراه يجتاح قلبي قبل أن يصدر أنينه من أعماق جدران تلك الأطلال ومن زوايا أزقة البيوت .
لك الله يازمن .. ذاك الذي فرق الأحبة وأوحش المكان بعد أن كان أنيساً يعج بالأنفس الرقيقة والأوراح النقية .
كلما سارت بي الأقدام على ثرى تلك الأطلال نادتني ساحات المنازل وعتبات البيوت ، يالعجبي إنها لاتزال تعرفني ..!
لم أفقد شيئاً مما أعرفه إلا تلك الشجرة الكبيرة القابعة في وسط المنازل ، لقد ماتت !!
لم تحتمل فراق الأصحاب والأحباب فأسلمت روحها سريعاً لقد أقدمت على الإنتحار . يالهذا الوفاء المتأصل حتى في أوراق الأشجار الندية وفي الجذوع السامقة .
هنا وقفت وعازف الذكرى يصدح بسمفونيته الحزينة على مرابع الأطلال لتخنفني العبرة وتذرف الدمعة ويتلاشى الزمن وتختفي معالم المكان .