منوعات رياضية (متجدد)🎾🎯🚵🚴🎯🏆🏒🏑⛹🏋🏀

إنجاز مذهل يراود النيبالي نيما في تسلق الجبال

23 أغسطس 2024AFP (c)



يقترب النيبالي نيما رينجي شيربا، البالغ من العمر 18 عاما فقط، من تحقيق إنجاز مذهل، إذ سيصبح في حال تسلق قمة واحدة بعد، أصغر متسلق يصعد إلى الجبال 14 التي يزيد ارتفاعها عن 8 آلاف متر.

وبعد أن تسلق أعلى 13 جبلا في العالم، سيحاول نيما في أيلول/سبتمبر، الوصول إلى القمة 14 وهي شيشابانجما (8027 متر) الواقعة في التبت، في حال حصل على إذن من السلطات الصينية.

ويشير نيما الذي سبق أن تسلق عشرات الجبال، إلى أنه حدد لنفسه مهمة "إلهام جيل جديد ووضع تصور حديث لتسلق الجبال".


ويُعدّ بلوغ قمم الجبال 14 التي يزيد ارتفاعها عن 8 آلاف متر، ذروة النجاح بالنسبة إلى أي متسلق.

وكان الإيطالي رينولد ميسنر، أول من حقق هذا الإنجاز عام 1986، ولم يتبع خطاه بنجاح سوى نحو 40 متسلقا منذ تلك السنة.

وتقع كل هذه الجبال في النيبال والصين والهند وباكستان، في سلسلة جبال هيمالايا وسلسلة كاراكورام المجاورة، ويتطلب الوصول إلى قممها، المغامرة في "منطقة الموت"، حيث يكون انخفاض مستويات الأكسجين قاتلا بعد فترة زمنية معينة.

ويقول نيما "أكون فوق الجبال معرضا للموت في أي للحظة، وهذا يجعلني أدرك مدى أهمية الحياة"، موضحاً أن الجبال علمته الحفاظ على الهدوء في مختلف الظروف.

وتابع "عندما أرى انهيارا ثلجيا حين يكون الطقس سيئا أو عندما أشهد حادثا، أقنع نفسي ذهنيا بعدم التسرع وعدم الشعور بالتوتر. أقول لنفسي إنّ هذه الأمور من الطبيعي أن تحدث في الجبال. أعتقد أن ذلك ساعدني بشكل كبير".

ووُلد نيما، وهو من أعضاء مجموعة شيربا، في عائلة من متسلقي الجبال البارزين.

فعمّه مينجما جيابو "ديفيد" شيربا، هو صاحب الرقم القياسي الحالي لأصغر شخص يتسلق الجبال 14 التي يزيد ارتفاعها عن 8 آلاف متر، وهو إنجاز حققه عام 2019، عن عمر ناهز 30 عاما.

أما والده تاشي شيربا، فنشأ في منطقة سانجواسابا النائية، وكان يرعى حيوانات الياك في البداية قبل أن يتجه نحو تسلق الجبال.

ويترأس الشقيقان، أكبر شركة للرحلات الجبلية في النيبال "سيفن ساميت تريكس"، وفرعها المتخصص في تسلق الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 8 آلاف متر "14 بيكس إكسبيديشن".

ويقول نيما "أنا أنتمي إلى عائلة مميزة، لكن تسلق الجبال علمني ما هي المشقة والقيمة الحقيقية للحياة".

ونشأ الشاب في العاصمة كاتماندو، وكان في البداية منجذبا أكثر لكرة القدم، ويستمتع بالتنزه في الجبال حاملا كاميرته بدل تسلّق قممها.

ونوه "عائلتي بأكملها من متسلقي الجبال. لقد عشت دائما ضمن أجواء تسلق الجبال والرحلات الجبلية. لكنني لم أكن أرغب في أن أصبح متسلّق جبال".

لكن قبل عامين، غيّر رأيه وقرر أن يسير على خطى والده. وقد سجّل مُذّاك عددا من الأرقام القياسية.

وفي آب/أغسطس 2022، تسلّق نيما رينجي شيربا أول جبل ضمن الجبال التي يزيد ارتفاعها عن 8 آلاف متر، هو ماناسلو الذي يشكل ثامن أعلى جبل في العالم (8163 مترا)، وكان في سن 16 عاما، أصغر مَن يحقق ذلك.

وفي حزيران/يونيو الماضي، نجح في تسلق كانشينجونجا، ليصبح مرة جديدة أصغر متسلق جبال يتسلق ثالث أعلى قمة في العالم (8586 مترا).

وتابع "لقد تعلمت الكثير عن الطبيعة، والجسم البشري، وعلم النفس... وكل ما تعلمته، أدين به للجبال".

ويعتبر والده الذي ساعده لسنوات في الاستعداد لتحقيق هذا الإنجاز، أنه "سيُلهم الوافدين الجدد" إلى عالم تسلق الجبال.

ويشكل المرشدون النيباليون، ومعظمهم من مجموعة شيربا العرقية، العمود الفقري لمجال تسلق الجبال التجاري في هيمالايا، إذ يتولّون تثبيت الحبال والسلالم وحمل الجزء الأكبر من المعدات والإمدادات للزبائن، إذ يكلف تسلق جبل إيفرست أكثر من 45 ألف دولار.

ويحلم نيما رينجي شيربا بمستقبل يعتبر فيه النيباليون بدورهم أن تسلق الجبال رياضة، ويقول "هدفي هو جعل تسلق الجبال رياضة احترافية" في النيبال.

أما مثله الأعلى فهو تنزينج نورجاي شيربا، أول شخص يتسلق جبل إيفرست الأعلى في العالم (8848 مترا)، إلى جانب النيوزيلندي إدموند هيلاري عام 1953.

ويؤكد أنّ نورجاي يمثل بالنسبة إلى متسلق الجبال، ما يمثله ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو في كرة القدم.