محاربة اليأس عبادة

محاربة اليأس عبادة

الأمل فطرة ربانية
من أعظم صور رحمة الله أنه
لم يخلق في قلوب عباده اليأس
بل غرس فيها نور الأمل
حتى في أشدّ لحظات الضيق والابتلاء
الله سبحانه لم يقل:
"بعد العسر يُسرًا"بل قال:
"إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "
أي أن الفرج ليس لاحقًا للعسر فقط
بل هو ملازم له وما من شدة
إلا ويصحبها فرج يسير معها
خطوة بخطوة

1- الأمل قانون كوني:
انظر من حولك الليل مهما طال
فلا بد أن يعقبه فجر مشرق
والشتاء مهما اشتد برده فلا بد
أن يليه ربيع مزهر
تلك سُنّة الله في الكون
ومن يُسلم نفسه لليأس كأنه
يُنكر هذا القانون الرباني

2- اليأس خطيئة والأمل عبادة:
اليأس لا يُري الإنسان إلا السواد
أمّا المؤمن الحق فلا يسمح
لليأس أن يسرق قلبه
قال تعالى:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ
أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
تأمّل جمال النداء: "يا عبادي"
مع أنهم أسرفوا على أنفسهم
أعادهم الله إلى حِماه بكلمة "عبادي"
وهنا نفهم أن محاربة اليأس
عبادة لأنها تصديق بوعد الله
وثقة بكرمه ورحمته

3- الدعاء سلاح ضد اليأس:
قد يدعو الإنسان فيظن أنّه لم
يُجَب لكن الحقيقة أن لكل
دعاء أثره وربما اختار الله له
وقتًا أفضل للإجابة
أو عوّضه بخير أعظم مما طلب
وقد وعد سبحانه فقال:
"ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"
فهل يُعقل أن يُخلف الكريم
وعده حاشاه جلّ وعلا

4- ربّك أرحم بك من نفسك:
قد تتعب وتقول انتهى الأمر
لن تُصلح حياتي بعد الآن
لكنّ ربك الذي خلقك لا ينساك
تذكّر وعده
"سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا "
وهذا وعد لا يتخلّف
والله لا يُخلف الميعاد

- رسالة إلى قلبك:
محاربة اليأس ليست مجرّد
شجاعة نفسية بل هي عبادة
كل مرة ترفع فيها رأسك إلى
السماء وتقول يا رب
رغم انكسارك فأنت تتعبّد الله
بأجمل عبادة عبادة الأمل
بكرمه ولطفه
فابتسم ولا تدع لليأس سبيلًا
إلى قلبك فالمؤمن الحقيقي
لا يعرف طريق القنوط