الشخصية النرجسية

الشخصية النرجسية
وأثرها عبر مراحل الحياة
تُعد النرجسية من أنماط
اضطرابات الشخصية التي
تتميز بالتركيز المفرط على
الذات والحاجة المستمرة
للإعجاب
وضعف القدرة على التعاطف
مع الآخرين
وعلى الرغم من أن حب الذات
أمر طبيعي وصحي
إلا أن النرجسية تتجاوز ذلك
لتصبح سلوكًا يؤثر سلبًا في
العلاقات الإنسانية
والحياة الاجتماعية

هل النرجسية وراثية أم مكتسبة
تشير الدراسات إلى أن
النرجسية لا تُورث بشكل مباشر
لكنها قد تتأثر بعوامل وراثية
تمنح الفرد بعض الاستعدادات
مثل الحساسية المفرطة
أو الميل للتفوق
غير أن البيئة الأسرية ونمط
التربية يلعبان الدور الأهم
فالإفراط في التدليل
أو المبالغة في المدح
أو على العكس الإهمال
العاطفي والنقد القاسي
جميعها أساليب قد تسهم في
تشكيل شخصية نرجسية لدى الأبناء

الأبناء النرجسيون كيف يتشكلون
الأطفال الذين يُربّون على أنهم
مميزون على نحو استثنائي
أو الذين لم يحصلوا على الحب
غير المشروط قد يسعون لاحقًا
إلى تعويض هذا النقص من
خلال البحث الدائم عن
الاهتمام والتقدير
ومع مرور الوقت تتبلور لديهم
سمات النرجسية كآلية دفاعية
لحماية الذات الهشة من الداخل

سمات وسلوكيات الشخصية النرجسية
تضخيم الإنجازات والتقليل
من قيمة الآخرين

رفض النقد أو عدم تقبّله
الحاجة المستمرة للإعجاب

سطحية العلاقات وضعف التعاطف
الميل إلى السيطرة وفرض الرأي


حياة النرجسي عند الكبر
نفسيًا يعيش بين صورة واثقة
خارجية وهشاشة داخلية
تجعله عرضة للقلق والاكتئاب
عند فقدان التقدير

عاطفيًا يواجه صعوبة في
إقامة علاقات عاطفية عميقة
نظرًا لتركيزه على ذاته
وحاجته المستمرة للإعجاب

اجتماعيًا قد يبدو في البداية
محبوبًا وكاريزميًا
لكن علاقاته غالبًا لا تدوم
بسبب أنانيته وتهميشه
لاحتياجات الآخرين

نظرتهم للحياة
يميلون إلى رؤية العالم كساحة
منافسة مستمرة
ويقيسون نجاحهم بمدى
اعتراف الآخرين بهم
أكثر من شعورهم بالرضا الداخلي


خلاصة
النرجسية إذن ليست مجرد
صفة وراثية
بل هي نتاج تفاعل معقد بين
الجينات والتجارب المبكرة
وأساليب التربية
وحياة النرجسي
رغم ما قد تبدو عليه من ثقة ونجاح
تحمل بداخلها تحديات نفسية
وعاطفية عميقة تجعل
استقرار علاقاته وسعادته
الحقيقية أمرًا صعب المنال