هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إِن كُنتَ تَغدو في الذُنوبِ جَليداً
وَتَخافُ في يَومِ المَعادِ وَعيدا

فَلَقَد أَتاكَ مِنَ المُهَيمِنِ عَفوُهُ
وَأَفاضَ مِن نِعَمٍ عَلَيكَ مَزيدا

لا تَيأَسَنَّ مِن لُطفِ رَبِّكَ في الحَشا
في بَطنِ أُمِّكَ مُضغَةً وَوَليدا

لَو شاءَ أَن تَصلى جَهَنَّمَ خالِداً
ما كانَ أَلهَمَ قَلبَكَ التَوحيدا


الشافعي

إنِّي صَحِبْتُ أناساً مَا لَهُمْ عَدَدُ
وَكُنْتُ أَحْسبُ أنِّي قَدْ مَلأَتُ يدِي

لَمَّا بَلَوْتُ أخِلائي وَجَدْتُهُمُ
كالدَّهرِ في الغَدرِ لَم يُبقوا على أحدِ

إن غِبتُ فَشرُّ الناسِ يَشتُمُني
وَإنْ مَرِضْتُ فَخَيْرُ النَّاسِ لَمْ يَعُدِ

وإن رأوني بخيرٍ ساءهُم فَرحَي
وإن رأوني بِشَرٍّ سَرَّهم نَكدي


الشافعي

ولَمّا أَتَيتُ الناسَ أَطلُبُ عِندَهُم
أَخا ثِقَةٍ عِندَ اِبتِلاءِ الشَدائِدِ

تَقَلَّبتُ في دَهري رَخاءً وَشِدَّةً
وَنادَيتُ في الأَحياءِ هَل مِن مُساعِدِ

فَلَم أَرى فيما ساءَني غَيرَ شامِتٍ
وَلَم أَرَ فيما سَرَّني غَيرَ حاسِدِ


الشافعي

تَمَنّى رِجالٌ أَن أَموتَ وَإِن أَمُت
فَتِلكَ سَبيلٌ لَستُ فيها بِأَوحَدِ

وَما مَوتُ مَن قَد ماتَ قَبلي بِضائِري
وَلا عَيشُ مَن قَد عاشَ بَعدي بِمُخلِدي

لَعَلَّ الَّذي يَرجو فَنائي وَيَدَّعي
بِهِ قَبلَ مَوتي أَن يَكونَ هُوَ الرَدي


الشافعي

لَيتَ الكِلابَ لَنا كانَت مُجاوِرَةً
وَلَيتَنا لا نَرى مِمّا نَرى أَحَدا

إِنَّ الكِلابَ لَتَهدي في مَواطِنِها
وَالخَلقُ لَيسَ بِهادٍ شَرُّهُم أَبَدا

فَاِهرُب بِنَفسِكَ وَاِستَأنِس بِوِحدَتِها
تَبقى سَعيداً إِذا ما كُنتَ مُنفَرِدا


الشافعي

فقيهاً وصوفياً فكن ليسَ واحداً
فَإني وَحَقِّ اللَّهِ إيَّاكَ أَنْصَحُ

فذلك قاسٍ، لم يذق قلبه تقىْ
وهذا جَهولٌ، كَيفَ ذو الجَهلِ يَصلُحُ


الشافعي

ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ
إن سيلَ كيفَ معادهُ ومعاجه

أيقولُ: جاوزتُ الفراتَ ولم أنل
ريَّاً لديهِ وقد طغت أمواجهُ

وَرِقِيتُ في دَرَجِ الْعلاَ فَتَضَايَقَتْ
عمَّا أريدُ شعابهُ وفجاجه

ولتخبرنَّ خصاصتي بتملُّقي
والماء يخبرُ عن قذاهُ زجاجةُ

عنْدِي يَوَاقِيتُ الْقَرِيضِ وَدُرُّهُ
وَعَلَيّ إكْلِيلُ الْكَلاَم وَتَاجُهُ

تربي على روضِ الرُّبا أزهارهُ
وَيَرُفُّ في نَادِي النَّدى دِيبَاجُهُ

وَالشَّاعِرُ المِنْطِيقُ أسْوَدُ سالخٌ
وَالشعْرُ مِنْهُ لُعَابُهُ وَمُجَاجُهُ

وَعَدَاوَةُ الشّعَرَاءِ دَاءٌ مُعْضِلٌ
وَلَقَدْ يَهُونُ عَلَى الْكَرِيمِ عِلاَجُهُ


الشافعي

إِذا رُمتَ المَكارِمَ مِن كَريمٍ
فَيَمِّم مَن بَنى لِلَّهِ بَيتا

فَذاكَ اللَيثُ مَن يَحمي حِماهُ
وَيُكرِمُ ضَيفَهُ حَيّاً وَمَيتا


الشافعي

وَأَنطَقَتِ الدَراهِمُ بَعدَ صَمتٍ
أُناساً بَعدَما كانوا سُكوتا

فَما عَطَفوا عَلى أَحَدٍ بِفَضلٍ
وَلا عَرَفوا لِمَكرُمَةٍ ثُبوتا


الشافعي

ومن هابَ الرِّجال تهيبوهُ
ومنْ حقرَ الرِّجال فلن يهابها

ومن قضتِ الرِّجالُ لهُ حقوقاً
وَمَنْ يَعْصِ الرِّجَالَ فَما أصَابَا


الشافعي