منتديات قبائل شمران الرسمية


المنقولات الأدبية لكل ما هوا منقول من شعر وخواطر

إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 08-13-2024, 12:55 PM   #13121
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لَو قُلتَ مَا فَوقَ السَّمَاءِ مُدَبِّرٌ
وَالعَرشَ تُخلِيهِ مِنَ الرَّحمَنِ

واللهُ ليسَ مُكَلِّماً لِعبَادِهِ
كَلاَّ وَلاَ مُتَكَلِّماً بِقُرَآنِ

مَا قَالَ قَطُّ ولا يقولُ ولاَ لَهُ
قَولٌ بَدَا مِنهُ إِلَى إنسَانِ

لَحَلَلتَ طَلسَمَهُ وَفُزتَ بكَنزِه
وعَلِمتَ أنَّ النَّاسَ في هَذَيَانِ

لَكِن زَعَمتَ بأنَّ ربَّكَ بَائِنٌ
مِن خَلقِهِ إذ قُلتَ مَوجُودَانِ

وَزَعَمتَ أنَّ الله فَوقَ العرشِ
والكُرسِيُّ حَقًّا فَوقَهُ القَدَمَانِ

وَزَعَمتَ أنَّ الله يَسمَعُ خَلقَهُ
وَيَرَاهُمُ مِن فَوقِ سَبعِ ثَمانِ

وَزَعَمتَ أنَّ كلاَمَهُ مِنهُ بَدَا
وإلَيهِ يَرجِعُ آخرَ الأزمَانِ

ووصَفتَهُ بالسَّمعِ والبَصَرِ الذِي
لا يَنبَغِي إلا لِذِي الجُثمَانِ

ووصَفتَهُ بِإرَادَةٍ وَبِقُدرَةٍ
وكَرَاهَةٍ ومحبَّةٍ وَحَنَانِ

وزَعَمتَ أنَّ الله يعلَمُ كُلَّ مَا
في الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن إعلانِ

والعِلمُ وصفٌ زائِدٌ عَن ذَاتِهِ
عَرَضٌ يَقُومُ بغَيرِ ذِي جُثمَانِ

وَزَعَمتَ أنَّ الله كلَّمَ عَبدَهُ
موسَى فَاسمَعَهُ نِدَا الرَّحمَنِ

أفتسمَعُ الآذانُ غيرَ الحرفِ
وَالصَّوتِ الَّذِي خُصَّت بهِ الأذُنَانِ

وكَذَا النِّدَاءُ فَإنَّهُ صَوتق
بِإجمَاعِ النُّحَاةِ وَأهلِ كُلِّ لِسَانِ

لَكِنَّهُ صَوتٌ رَفِيعٌ وَهُوَ ضِدٌ
لِلنِّجَاءِ كَلاَهُمَا صَوتَانِ

فَزَعَمتَ أنَّ الله نَادَاه وَنَا
جَاهُ وَفِي ذَا الزَّعمِ مَحذُورَانِ

قُربُ المَكَانِ وَبُعدُهُ والصَّوتُ بَل
نَوعَاهُ مَحذُورَانِ مُمتَنِعَانِ

وَزَعَمتَ أنَّ مُحَمَّداً أسرَى بِهِ
لَيلاً إلَيهِ فَهوَ مِنهُ دَانِ

وَزَعَمتَ أنَّ مُحَمَّداً يَومَ اللِّقَا
يُدنِيهِ رَبُّ العَرشِ بالرِّضوَانِ

حَتَّى يُرَى المُختَارُ حَقًّا قَاعِداً
مَعَهُ عَلَى العَرشِ الرَّفِيعِ الشَّانِ

وَزَعَمتَ أنَّ لعرشِهِ أطاً بِه
كالرَّحلِ أطَّ بِراكِبٍ عَجلاَنِ

وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ أبدَى بَعضُهُ
للطُّورِ حتَّى عَادَ كَألكُثبَانِ

لَمَّا تَجلَّى يَومَ تَكلِيمِ الرِّضَى
موسَى الكلِيمِ مُكلَّمِ الرَّحمنِ

وَزَعَمتَ للمعبُودِ وَجهاً بَاقِياً
وَلَهُ يَمِينٌ بَل زَعَمتَ يَدَانِ

وَزَعَمتَ أنَّ يَدَيهِ للسَّبعِ العُلَى
والأرضِ يَومَ الحشرِ قَابِضَتَانِ

وزَعَمتَ أنَّ يمينَهُ مَلأى مِنَ ال
خَيرَاتِ مَا غَاضَت عَلَى الأزمَانِ

وَزَعَمتَ أنَّ العدلَ في الأخرَى بِهَا
رَفعٌ وَخَفضٌ وَهوَ بِالميزَانِ

وَزَعَمتَ أنَّ الخَلقَ طُرّاً عِندَهُ
يَهتَزُّ فَوقَ أصَابِعِ الرَّحمنِ

وَزَعَمتَ أيضاً أنَّ قَلبَ العبدِ مَا
بَينَ اثنَتَينِ مِن الأصَابعِ عَانِ


ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2024, 12:55 PM   #13122
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وإليهِ قَد عَرجَ الرسُولُ فقُدِّرَت
مِن قُربِه مِن رَبِّه قَوسَانِ

وإلَيهِ قَد رُفِعَ المسِيحُ حَقِيقَةً
ولسَوفَ يَنزِلُ كَي يُرَى بِعِيَانِ

وإليه تصعَدُ رُوحُ كلِّ مُصَدِّقٍ
عِندَ المَمَاتِ فَتَنثَنِي بأمانِ

وإليهِ آمالُ العِبَادِ توجَّهَت
نَحوَ العُلُوِّ بِلاَ تَواصٍ ثَانِ

بَل فِطرةُ اللهِ التَي لَم يُفطرُوا
إلاَّ عَليهَا الخلقُ والثَّقَلاَنِ

وَنَظِيرُ هَذَا أنَّهُم فُطِرُوا عَلَى
إقرَارِهِم لاَ شَكَّ بالدَّيَّانِ

لَكِن أولُو التعطيلِ مِنهُم أصبَحُوا
مَرضَى بدَاءِ الجَهلِ والخُذلاَنِ

فَسألَتُ عَنهم رِفقَتي وأحبتي
أصحَاب جَهمٍ حِزبَ جِنكسخَانِ

مَن هؤلاءِ وَمن يُقالُ لهُم فقَد
جَاؤُوا بِأمرٍ مَالِىءٍ الآذَانِ

وَلَهُم عَلينَا صَولَةٌ مَا صَالَهَا
ذُو بَاطِلٍ بَل صَاحِبُ البُرهَانِ

أوَ مَا سَمعتُم قَولَهُم وَكَلاَمَهُم
مِثلَ الصواعِقِ لَيسَ ذَا لِجَبَانِ

جاؤوكُم من فَوقكُم وَأتَيتُم
من تَحتِهِم مَا أنتُم سِيَّانِ

جَاؤُوكُمُ بالوَحي لَكِن جِئتمُ
بِنُحَاتَهِ الأفكَارِ والأذهَانِ

قَالُوا مُشَبِّهَةٌ مَجَسِّمَةٌ فَلاَ
تَسمَع مَقَالَ مُجَسِّمٍ حَيَوَانِ

والعَنهُمُ لَعناً كَبيراً واغزُهُم
بِعَسَاكِرِ التَّعطِيلِ غَيرَ جَبَانِ

وَاحكُم بسَفكِ دِمَائِهِم وَبِحَبسِهِم
أو لاَ فشَرِّدهُم عَنِ الأوطَانِ

حَذِّر صِحَابَكَ مِنهُمُ فَهُمُ أضَلُّ
مِنَ اليَهُودِ وعَابِدِي الصُّلبَانِ

وَاحذَر تُجَادِلَهُم بقَالَ اللهُ أو
قَالَ الرسُولُ فَتَنثَني بِهَوَانِ

أنَّى وَهُم أولًى بِهِ قَد أنفَذُوا
فِيهِ قُوَى الأذهَانِ والأبدَانِ

فإذا ابتُلِيتَ بِهم فَغَالِطهُم عَلَى
التَّأويلِ للأخبَارِ وَالقُرآنِ

وكذَاكَ غَالِطهُم عَلَى التكذِيبِ
للآحَادِ ذَانِ لِصحبِنَا أصلاَنِ

أوصَى بِهَا أشيَاخَنا أشيَاخُهُم
فَاحفَظهُمَا بِيَدَيكَ والأسنَانِ

وإذا اجتَمعتَ وهم بمشهَدِ مَجلِسٍ
فَابدَر بإيرَادٍ وشُغلِ زَمَانِ

لا يَملِكُوهُ عَلَيكَ بالآثَارِ
والأخبَارِ والتفسِيرِ للفُرقَانِ

فَتَصِيرَ إن وَافَقتَ مِثلَهُمُ وإن
عَارَضتَ زِندِيقاً أخَا كُفرَانِ

وإذا سَكَتَّ يُقَالُ هَذَا جَاهِلٌ
فَابدَر ولو بِالفَشرِ والهذَيَانِ

هَذَا الَّذِي أوصَى بِهِ أشيَاخُنَا
في سَالِفِ الأوقَاتِ والأزمَانِ

فرجعتُ مِن سَفَرِي وقلتُ لصَاحِبي
وَمَطِيَّتِي قَد آذنت بِحِرَانِ

عَطِّل رِكَابَكَ وَاسترِح مِن سَيرِهَا
ما ثَمَّ غيرُ هذي الأكوَانِ

لَو كَانَ للأكوَانِ ربٌّ خَالِقٌ
كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ البُرهَانِ

أو كَان رَبٌّ بائنٌ عَن ذِي الوَرَى
كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ الإِيمَانِ


ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2024, 12:55 PM   #13123
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لاَ تَحكُمُوا بالفَضلِ لي أصلاً عَلى
ذِي النُّونِ يُونُسَ ذَلِكَ الغَضبَانِ

هَذَا يَرُدُّ عَلَى المُجَسِّمِ قَولَهُ
اللهُ فَوقَ العَرشِ والأكوانِ

وَيَدُلُّ أنَّ إلَهَنَا سُبحَانَهُ
وبِحَمدِهِ يُلقَى بِكُلِّ مَكَانِ

قَالُوا لَهُ بَيِّن لَنَا هَذَا فَلَم
يَفعَل فأعطَوهُ مِنَ الأثمَانِ

ألفاً مِنَ الذَّهَبِ العَتيقِ فَقَالَ في
تِبيَانِهِ فاسمَع لِذَا التِّبيَانِ

قَد كَانَ يُونُسُ في قَرَارِ البَحرِ تَحتَ
المَاءِ في قُبرِ مِنَ الحِيتَانِ

ومحَمَّدٌ صَعِدَ السَّمَاءَ وَجَاوَزَ
السَّبعَ الطِّبَاقَ وَجَازَ كُلَّ عَنَانِ

وَكِلاَهُمَا في قُربِهِ مِن رَبِّهِ
سُبحَانَهُ إذ ذَاكَ مُستَوِيَانِ

فَالعُلوُ والسُّفلُ اللَذانِ كِلاَهُمَا
في بُعدِهِ مِن ضِدِّهِ طَرَفَانِ

إن يُنسَبَا لِلَّهِ نُزِّه عَنهُمَا
بالإِختِصَاصِ بَلَى سِيَّانِ

فِي قُربِ مَن أضحَى مُقِيماً فِيهمَا
مِن رَبِّهِ فَكِلاَهُمَا مِثلاَنِ

فَلأجلِ هَذَا خَصَّ يُونُسَ دُونَهُم
بالذِّكرِ تَحقِيقاً لهَذَا الشَّانِ

فأتَى النِّثَارُ عَلَيهِ مِن أصحَابِهِ
مِن كُلِّ نَاحِيةٍ بِلاَ حُسبَانِ

فاحمَد إلهَكَ أيُّهَا السُّنِّيُّ إذ
عَافَاكَ مِن تَحرِيفِ ذِي بُهتَانِ

والله مَا يَرضَى بِهَذَا خَائِفٌ
مِن رَبِّهِ أمسَى عَلَى الإِيمَانِ

هَذَا هُوَ الإلحَادُ حَقًّا بَل هُوَ
التَّحرِيفُ مُحضاً أبرَدُ الهَذَيَانِ


واللهِ ما بُليَ المُجَسِّمُ قطُّ ذِي ال
بَلوَى وَلاَ أمسَى بِذِي الخُذلاَنِ

أمثَالُ ذَا التَّأويلِ أفسَدَ هَذِهِ ال
أديَانِ حِينَ سَرَى إلَى الأديَانِ

وَاللهِ لولاَ اللهُ حَافِظُ دِينِهِ
لتهدَّمت منهُ قُوَى الأركَانِ

وأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قَارَبَ وَصفَهُ
هَذَا وَزَادَ عَلَيهِ في الميزَانِ

قَالَ اسمَعُوا يَا قَومُ لا تُلهِيكُمُ
هَذِي الأمَانِي هُنَّ شَرُّ أمَانِي

أتعبتُ رَاحلَتي وَكَلَّت مُهجَتِي
وَبَذَلتُ مَجهُودِي وَقَد أعيَانِي

فَتَّشتُ فوقَ وَتحتَ ثُمَّ أمَامَنَأ
وَوَرَاءَ ثُمَّ يَسَارِ مَع أيمَانِ

مَا دلَّنِي أحَدٌ علَيهِ هُنَاكُمُ
كَلاَّ وَلاَ بَشَرٌ إليهِ هَدَانِي

إلاَّ طَوائِفُ بِالحَدِيثِ تَمَسَّكَت
تُعزَى مَذاهِبُهَا إِلَى القُرآنِ

قَالُوا الَّذِي تَبغِيهِ فَوقَ عِبَادِهِ
فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ

وهو الَّذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى
لَكِنَّهُ استَولَى عَلَى الأكوانِ

وإلَيهِ يَصعَدُ كُلُّ قَولٍ طَيِّبٍ
وَإلَيهِ يُرفَعُ سَعيُ ذِي الشُّكرَانَِ

والروحُ والأملاَكُ مِنهُ تَنَزلَت
وإلَيهِ تَعرُجُ عِندَ كُلِّ أوَانِ

وإليه أيدِي السَّائِلينَ تَوجَّهَت
نَحوَ العُلُوِّ بِفِطرَةِ الرَّحمَنِ


ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2024, 12:56 PM   #13124
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قَالُوا وَلَم يَكُ مُنكِراً مُوسَى لِمَا
عَبَدُوهُ مِن عِجلٍ لِذِي الخَوَرانِ

إلاَّ عَلَى مَن كَانَ لَيسَ بعابِدٍ
مَعهُم وأصبَحَ ضَيِّقَ الأعطَانِ

وَلذَاكَ جَرَّ بِلحيَةِ الأخِ حَيثُ لَم
يَكُ وَاسِعاً فِي قَومِهِ لِبِطَانِ

بَل فَرَّقَ الإِنكَارُ منهُ بينَهُم
لَمَّا سَرَى فِي وَهمِهِ غَيرَانِ

وَلَقَد رَأى إبليسَ عارِفُهُم فَأهب
السُّجُودِ هُوِيَّ ذِي خَضعَانِ

قَالُوا لَهُ مَاذَا صَنَعتَ فَقَالَ هَل
غَيرُ الإِلَهِ وأنتُمَا عِميَانِ

مَا ثَمَّ غَيرٌ فاسجُدُوا إن شِئتُمُ
للشَّمسِ والأصنَامِ والشَّيطَانِ

فَالكُلُّ عينُ اللهِ عِندَ مُحَقِّقٍ
وَالكُلُّ مَعبُودٌ لِذي عِرفَانِ

هَذَا هُوَ المعبُودُ عِندَهُم فقُل
سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ ذا السُّبحَانِ

يَا أمَّةً مَعبُودُهَا مَوطُءُهَا
أينَ الإِلَهُ وثُغرَةُ الطَّعَّانِ

يَا أمَّةً قََد صَارَ مِن كُفرَانِهَا
جُزءٌ يَسيرٌ جُملَةَ الكُفرَانِ

وَأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قالَ وَجَدتُهُ
بالذَّاتِ مَوجُوداً بِكُلِّ مَكَانِ

هُو كالهَواءِ بعينِهِ لا عينُهُ
مَلأ الخُلُوَّ ولا يُرَى بِعِيَانِ

والقَومُ ما صَانُوهُ عن بِئرٍ ولاَ
قَبرٍ ولاَ دَاخِلَ هَذِهِ الأبدَانِ

بَل مِنهُمُ مَن قَد رَأى تَشبِيهَهُ
بالرُّوحِ دَاخِلَ هَذِهِ الأبدَانِ

مَا فِيهُمُ مَن قَالَ لَيسَ بِدَاخِلٍ
أو خَارِجٍ عن جُملةِ الأكوَانِ

لَكِنَّهُم حَامُوا عَلَى هَذا وَلَم
يَتَجَاسَرُوا مِن عَسكَرِ الإِيمَانِ

وَعَليهِمُ رَدَّ الأئِمةُ أحمَدٌ
وَصِحَابُهُ مِن كُلِّ ذِي عِرفَانِ

فهُمُ الخُصُوم لِكُلِّ صَاحِبِ سُنَّةٍ
وهُم الخصُومُ لِمُنزِلِ القُرآنِ

وَلَهُم مقَالاَتٌ ذَكَرتُ أصولَهَا
لَمَّا ذَكَرتُ الجَهمَ فِي الأوزَانِ

وأتى فَرِيقٌ ثُمَّ قَارَبَ وَصفَهُ
هَذَا وَلَكِن جَدَّ في الكُفرَانِ

فأسَرَّ قَولَ مُعَطِّلٍ وَمُكَذِّبٍ
في قَالَبِ التَّنزيهِ للرَّحمَنِ

إذ قَالَ لَيسَ بداخِلٍ فِينَا وَلاَ
هُوَ خَارِجٌ عَن جُملَةِ الأكوَانِ

بل قَالَ لَيسَ ببائِنٍ عَنهَا وَلاَ
فِيهَا ولا هُوَ عَينُهَا بِبَيَانِ

كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمواتِ العُلَى
والعَرشِ مِن رَبٍّ وَلاَ رَحمَنِ

والعَرشُ لَيسَ عَلَيهِ معبُودٌ سِوَى ال
عَدَمِ الذي لاَ شَيءَ في الأعيَانِ

بَل حَظُّهُ مِن رَبِّهِ حَظُّ الثَّرَى
مِنهُ وحَظُّ قَوَاعِدِ البُنيَانِ

لَو كَانَ فَوقَ العَرشِ كَانَ كَهذِهِ ال
أجسَامِ سُبحَانَ العظِيمِ الشَّانِ

وَلَقَد وَجَدتُ لفاضِلٍ مِنهُم مَقَا
ماً قَامَهُ في النَّاسِ مُنذُ زَمَانِ

قَالَ اسمَعُوا يَا قَومُ إنَّ نَبِيَّكُم
قَد قَالَ قَولاً وَاضِحَ البُرهَانِ


ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2024, 12:56 PM   #13125
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

تَعَرَّ مِن ثوبَينِ مَن يَلبَسهما
يَلقَ الرَّدَى بِمَذَمَّةٍ وَهَوانِ

ثوبٌ مِنَ الجَهلِ المُرَكَّبِ فَوقَهُ
ثَوبُ التّعَصُّبِ بِئسَتِ الثَّوبَانِ

وتَحلَّ بالإنصَافِ أفخَرَ حُلَّةٍ
زِينَت بهَا الأعطافُ والكَتِفَانِ

واجعَل شِعَارَك خَشيَةَ الرّحمَنِ مَع
نُصح الرّسُولِ فَحَبَّذَا الأمرانِ

وَتَمسَّكَنَّ بحبلِهِ وَبوَحيِهِ
وَتَوَكَّلَنَّ حَقيقَةَ التُّكلاَنِ

فالحَقُّ وَصفُ الرّبِّ وَهوَ صِراطُهُ ال
هَادِي إليهِ لصَاحِبِ الإيمَانِ

وهُو الصِّراطُ عَلَيهِ رَبُّ العَرشِ أي
يضاً وَذَا قَد جَاءَ في القرآنِ

والحَقُّ مَنصُورٌ ومُمتَحَنٌ فَلاَ
تَعجَب فَهَذِي سُنَّةُ الرَّحمَنِ

وبِذَاكَ يَظهَرُ حِزبُه مِن حَربِهِ
ولأجلِ ذَاكَ النَّاسُ طَائِفَتَانِ

ولأجلِ ذَاكَ الحَربُ بَينَ الرُّسلِ وال
كُفَّارِ مُذ قَامَ الوَرَى سِجلاَنِ

لَكِنَّمَا العُقبَى لأهلِ الحَقِّ إن
فَاتَت هُنَا كانَت لَدَى الدَّيَّانِ

واجعَل لقلبِكَ هِجرتَينِ وَلاَ تَنَم
فهُمَا عَلَى كُلِّ امرِىءِ فَرضَانِ

فالهِجرةُ الأولَى إِلى الرَّحَمنِ
بالإخلاصِ في سٍِّ وفي إعلانِ

فالقصدُ وَجهُ الله بالأقوَالِ
والأعمالِ والطَّاعَاتِ والشُّكرَانِ

فَبِذَاكَ يَنجُو العبدُ مِن إشراكِهِ
وَيَصِيرُ حَقًّا عَابِدَ الرَّحمنِ

وَالهِجرةُ الأخرَى إلى المبعوثِ
بالحَقِّ المُبِين وَوَاضِحِ البرهَانِ

فَيَدُورُ مَع قَولِ الرّسُول وَفِعلِهِ
نَفياً وإثبَاتاً بِلاَ رَوَغانِ

وُيحكِّمُ الوَحيَ المُبينَ عَلى الذِي
قَالَ الشُّيوخُ فَعِندَهُ حَكَمَانِ

لاَ يَحكُمانِ بِبَاطِلٍ أبَداً وكُلُّ
العَدلِ قَد جَاءَت بِه الحَكمَانِ

وَهُما كتابُ اللهِ أعدَلَ حاكِمٍ
فِيه الشِّفا وهِدايةُ الحيرانِ

والحَاكِمُ الثَّاني كَلامُ رَسُولِهِ
مَا ثَمَّ غيرُهُمَا لِذِي إيمانِ

فَإذَا دَعوكَ لغَيرِ حُكمِهمَا فَلا
سَمعاً لِدَاعِي الكُفرِ والعِصيانِ

قُل لاَ كَرَامةَ لاَ ولاَ نُعمَا وَلا
طَوعاً لِمَن يَدعُو إلى طُغيَانِ

وإذا دُعِيتَ إلى الرَّسُولِ فقل لَهُم
سَمعاً وَطَوعاً لستُ ذَا عِصيانِ

وإذا تَكاثَرَتِ الخصُومُ وَصيَّحُوا
فَأثبُت فَصَيحَتُهُم كَمِثلِ دُخَانِ

يَرقَى إلى الأوجِ الرَّفِيعِ وَبَعدَه
يَهوِي إلى قَعرِ الحَضِيضِ الدَّاني

هَذا وإنَّ قِتَالَ حِزبِ اللهِ بالأعمالِ
لا بِكَتَائِبِ الشُّجعَانِ

واللهِ مَا فَتَحوا البلادَ بكَثرَةٍ
أنَّى وأعدَاهُم بِلاَ حُسبَانِ

وَكَذَاكَ ما فتَحُوا القُلُوبَ بهذِهِ
الآراءِ بل بالعِلمِ والإِيمَانِ

وَشَجَاعَةُ الحُكَّامِ والعلماءِ زهدٌ
في الثَّنَا مِن كلِّ ذِي بُطلاَنِ


ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2024, 12:56 PM   #13126
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

الشَّأنُ للأرواحِ بَعدَ فراقِهَا
أبدَانَها وَاللهِ أعظَمُ شَانِ

إمَّا عذَابٌ أو نَعِيمٌ دَائِمٌ
قَد نُعِّمت بِالرَّوحِ والرَّيحَانِ

وتصيرُ طيراً سَارِحاً مَع شكلِهَا
تجني الثِّمارَ بِجَنَّةِ الحَيَوانِ

وَتَظَلُّ وَاردَةً لأنهَارٍ بِها
حَتَّى تَعُودَ لِذَلِكَ الجثمَانِ

لَكِنَّ أرواحَ الذينَ استُشهِدُوا
فِي جَوفِ طَيرٍ أخضَرٍ رَيَّانِ

فلهُم بذَاكَ مزيَّةٌ في عَيشِهِم
ونَعِيمِهِم لِلرُّوحِ والأبدَانِ

بَذَلُوا الجُسُومَ لربِّهِم فأعَاضَهُم
أجسَامَ تلكَ الطَّيرِ بالإحسَانِ

وَلَهَا قَنَادِيلٌ إليهَا تَنتَهِي
مَأوَى لَهَا كَمَسَاكِنِ الإِنسَانِ

فالرُّوحُ بَعدَ الموتِ أكمَلُ حَالَةٍ
منهَا بِهَذِي الدَّارِ في جُثمَانِ

وَعذَابُ أشقَاهَا أشدُّ مِنَ الذِي
قد عَاينَت أبصَارُهَا بِعِيَانِ

والقَائِلُونَ بِأنَّهَا عَرَضٌ أبَوا
ذَا كُلَّهُ تَبًّا لِذِي نُكرانِ

وإذَا أرَادَ اللهُ إخرَاجَ الوَرَى
بَعدَ المَمَاتِ إِلى المَعَادِ الثَّانِي

ألقَى عَلَى الأرضِ التي هُم تحتها
واللهُ مُقتَدِرٌ وذُو سُلطَانِ

مَطَراً غَليظاً أبيضاً مُتَتَابِعاً
عَشراً وَعَشراً بَعدَهَا عَشرَانِ

فَتَظَلُّ تَنبُتُ منهُ أجسَامُ الوَرَى
وَلُحُومُهُم كَمَنَابِتِ الرَّيحَانِ

حَتَّى إذَا ما الأمُّ حَانَ وِلاَدُهَا
وتمخَّضَت فَنِفَاسُهَا مُتَدَانِ

أوحَى لَهَا ربُّ السَّما فتَشقَّقَت
فَبَدَا الجَنِينُ كَأكمَلِ الشُّبَّانِ

وتخلَّتِ الأمُّ الوَلُودُ وأخرَجَت
أثقَالَها أنثَى ومِن ذُكرَانِ

واللهُ يُنشِىءُ خَلقَهُ في نَشأةٍ
أُخرَى كَمَا قَد قَالَ في القرآنِ

هَذا الَّذِي جَاءَ الكتابُ وسنةُ ال
هَادِي بهِ فاحرِص عَلَى الإِيمَانِ

ما قَالَ إنَّ اللهَ يُعدِمُ خَلقَهُ
طُرّاً كقولِ الجاهلِ الحَيرَانِ

وَقَضَى بِأنَّ الله لَيسَ بفاعِلٍ
فِعلاً يَقومُ بِه بِلاَ بُرهَانِ

بَل فِعلُه المَفعُولُ خَارِجُ ذَاتِهِ
كَالوَصفِ غَير الذَّاتِ في الحُسبانِ

والجبرُ مَذهبُهُ الذِي قرَّت بهِ
عَينُ العُصَاةِ وشِيعةُ الشَّيطانِ

كانُوا عَلَى وَجَلٍ مِنَ العِصيانِ إذ
هُوَ فِعلهُم والذَّنبُ للإِنسَانِ

واللَّومُ لا يعدُوه إذ هُوَ فَاعِلٌ
بإرَادةٍ وَبِقَدرَةِ الحَيوَانِ

فَأراحَهُم جَهمٌ وَشِيعتُهُ مِنَ
اللومِ العَنِيفِ وَما قَضوا بِأمَانِ

لكنَّهم حَمَلوا ذُنُوبَهُمُ عَلَى
ربِّ العِبَادِ بِعِزَّةٍ وأمَانِ

وتبرَّؤوا مِنهَا وقالُوا إنَّهَا
أفعالُهُ مَا حِيلَةُ الإنسَانِ

مَا كَلَّفَ الجبَّارُ نَفساً وُسعَها
أنَّى وقَد جُبِرَت عَلَى العِصيَانِ

وَكَذا عَلَى الطَّاعَاتِ أيضاً قَد غَدَت
مَجبُورةً فَلَهَا إذاً جَبرَانِ



ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2024, 12:57 PM   #13127
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

هَذا كِتابُ اللهِ أنَّى قَالَ ذَا
أو عَبدُهُ المبعُوث بالبُرهَان

أو صَحبُه مِن بعدِهِ أو تَابِعٌ
لَهمُ عَلى الإِيمانِ والإِحسَانِ

بَل صَرَّحَ الوحيُ المبينُ بأنهُ
حقًّا عَلى الإِيمانِ والإحسَانِ

بَل صَحبُه من بعدِه أو تَابشعٌ
لَهُم عَلى الإِيمانِ والإحسَانِ

بَل صَرَّحَ الوحيُ المبينُ بأنهُ
حقًّا مُغَيِّرُ هَذه الأكوَانِ

فَيَبَدِّلُ اللهُ السَّمواتِ العُلَى
والأرضَ أيضاً ذَاتَ تَبديلانِ

وهمَا كَتَبديلِ الجُلودِ لِسَاكِني
النِّ يرانِ عِندَ النُّضجِ مِن نِيرَانِ

وَكَذَاكَ يَقبِضُ أرضَهُ وَسَمَاءَهُ
بِيدَيهِ مَا العَدَمَانِ مقبُوضَانِ

وتُحدِّثُ الأرضُ التي كُنَّا بِهَا
أخبَارَها في الحَشرِ للرَّحمنِ

وتَظَلُّ تَشهَدُ وَهيَ عَدلٌ بِالذِي
مِن فَوقِهَا قَد أحدَثَ الثَّقَلاَنِ

أفيِشهَدُ العَدَمُ الذِي هُوَ كاسمِهِ
لا شيءَ هذا لَيسَ في الإِمكَانِ

لَكِن تُسَوَّى ثُمَّ تُبسَطُ ثُمَّ تَش
هَدُ ثم تُبدَل وَهِي ذَاتُ كِيانِ

وتُمدُّ أيضا مِثلَ مَدِّأدِيمِنَا
مِن غيرِ أودِيَةٍ ولا كُثبَانِ

وَتقيءُ يَومَ العَرضِ مِن أكبَادِهَا
كَالأُسطُوَانِ نَفائِسَ الأثمَانِ

كُلُّ يَرَاهُ بِعَينِهِ وعِيَانِهِ
مَا لاِمرىءٍ بِالأخذِ مِنه يَدَانِ

وَكَذا الجبالُ تُفَتُّ فَتًّا مُحكَماً
فَتَعُودُ مِثلَ الرَّملِ ذِي الكُثبَانِ

وتَكُونُ كالعِهنِ الَّذِي ألوَانُه
وصِبَاغُهُ مِن سائِرِ الألوَانِ

وَتُبَسُّ بَسًّا مِثلَ ذَاكَ فَتنثَنِي
مِثلَ الهَبَاءِ لِنَاظِر الإنسَانِ

وَكَذا البِحَارُ فَإِنَّهَا مسجورَةٌ
قَد فُجِّرَت تَفجِيرَ ذِي سُلطَانِ

وكذَلِك القَمَرَانِ يَأذَنُ رَبُّنَا
لَهُمَا فيجتَمِعَانِ يَلتَقِيَانِ

هَذِي مُكوَّرَةٌ وَهَذا خَاسِفٌ
وكِلاَهُمَا في النَّارِ مَطروحَانِ

وَكَوَاكِبُ الأفلاَكِ تُنثَرُ كُلَّهَا
كلآلِىءٍ نُثِرَت عَلَى مَيدَانِ

وَكَذا السَّمَاءُ تُشَقُّ شَقًّا ظَاهِراً
وَتَمورُ أيضاً أيَّمَا مَوَرَانِ

وتصيرُ بَعدَ الانشِقَاقِ كَمِثلِهَ
ذَا المُهلِ أو تَكُ وردةً كَدِهَانِ

والعَرشُ وَالكُرسيُّ لا يُفنِيهمَا
أيضاً وَإنَّهُمَا لَمخلُوقَانِ

والحورُ لا تَفنَى كَذلِكَ جَنَّةُ ال
مأوَى وَمَا فِيهَا مِنَ الوِلدَانِ

ولأجلِ هَذَا قالَ جَهمٌ إنَّهَا
عدَمٌ وَلَم تُخلَق إلَى ذَا الآنِ

والأنبِياءُ فَإنَّهُم تَحتَ الثَّرَى
أجسَامُهُم حُفِظَت مِن الدِّيدَانِ

ما للبَلى بِلُحُومِهِم وجُسومِهِم
أبَداً وَهُم تَحتَ التُّرَابِ يَدَانِ

وَكذاكَ عَجبُ الظَّهرِ لاَ يبلَى بَلَى
مِنهُ تُرَكَّبُ خِلقَةُ الإنسَانِ

وَكَذلِكَ الأروَاحُ لاَ تَبلَى كَمَا
تَبلَى الجُسُومُ وَلاَ بِلَى اللَّحمَانِ



ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2024, 12:57 PM   #13128
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

الناسُ في الإِيمانِ شيءٌ واحدٌ
كالمِشطِ عِندَ تَماثُلِ الأسنَانِ

فاسأل أبا جَهلٍ وشيعتَهُ وَمَن
وَالأهُمُ مِن عَابِدِي الأوثَانِ

وسَلِ اليهُودَ وكُلَّ أقلَفَ مُشرِكٍ
عَبدَ المَسيحَ مُقَبِّلَ الصُّلبَانِ

وَاسأل ثَمُودَ وعادَ بل سَل قَبلَهُم
أعدَاءَ نُوحٍ أُمَّةَ الطُّوفَانِ

واسأل أبَا الجنِّ اللعينَ أتعرفُ ال
خَلاَّقَ م أصبَحتَ ذَا نُكرَانِ

وَاسأل شِرارَ الخلقِ أعني أُمَّةً
لُوطِيَّةً همُ ناكِحُو الذُّكرَانِ

وَاسأل كَذَاكَ إمَامَ كُلِّ مُعطَّلٍ
فِرعَونَ مَع قَارُونَ مَع هَامَانِ

هل كانَ فيهِم مُنكرٌ للخالِقِ
الرَّبِّ العظيمِ مكوِّن الأكوانِ

فليَبشِرُوا ما فيهِمُ مِن كافِرٍ
هُم عندَ جَهمٍ كَامِلو الإِيمانِ

وَقَضَى بِأنَّ اللهَ كَانَ مُعطَّلاً
والفِعلُ مُمتنِعٌ بلا امكَانِ

ثُمَّ استَحَالَ وَصَارَ مَقدُوراً لَهُ
مِن غَيرِ أمرٍ قَامَ بالدَّيَّانِ

بَل حَالُهُ سُبحَانَه في ذَاتِه
قَبلَ الحُدوثِ وَبَعدَهُ سِيَّانِ

وَقَضَى بِأنَّ النَّارَ لَم تُخلَق وَلاَ
جَنَّاتُ عَدنٍ بَل هُمَا عَدَمَانِ

فَإذَا هُمَا خُلِقَا ليومِ مَعَادِنَا
فَهُمَا عَلى الأوقَاتِ فَانِيَتَانِ

وَتلَطَّفَ العَلاّفُ مِن أتبَاعِه
فَأتى بِضِحكَةِ جَاهِلٍ مَجَّانِ

قالَ الفَنَاءُ يكونُ في الحركَاتِ لا
في الذَّاتِ وَاعجَباً لِذَا الهذَيانِ

أيَصيرُ أهلُ الخُلدِ في جَنَّاتهم
وجَحِيمِهِم كحِجَارَةِ البُنيَانِ

ما حَالُ مَن قَد كَانَ يَغشَى أهلَه
عِندَ انقضاءِ تحرُّكِ الحَيَوانِ

وكذاكَ مَا حَالُ الذي رَفَعَت يدَا
هُ أكلَةً مِن صَفحَةِ وخِوَانِ

فَتَنَاهَتِ الحركَاتُ قَبلَ وصُولِها
لِلفَمِّ عِندَ تفتُّح الأسنَانِ

وكذاكَ مَا حَالُ الذِي امتدَّت يَدٌ
مِنهُ إلى قِنوٍ مِن القِنوانِ

فَتنَاهَتِ الحَرَكاتُ قَبلَ الأخذِ هَل
يَبقَى كَذلِكَ سَائِرَ الأزمَانِ

تَبًّا لهَاتِيكَ العُقُولِ فَإنها
واللهِ قَد مُسِخَت على الأبدَانِ

تَبًّا لمِن أضحَى يُقَدِّمُهَا على ال
آثارِ والأخبَارِ والقُرآنِ

وَقَضَى بِأنَّ اللهَ يَجعَلُ خَلقَهُ
عَدَماً ويقلِبُهُ وُجُوداً ثانِ

العَرشُ والكُرسِيُّ والأرواحُ وال
أملاكُ والأفلاكُ والقَمَرَانِ

والأرضُ والبَحرُ المحيطُ وسائِرُ ال
أكوَانِ مِن عَرَضٍ وَمِن جُثمَانِ

كُلٌّ سَيُفنِيهِ الفنَاءَ المَحضَ لا
يَبقَى لَهُ أثَرٌ كَظِلٍّ فَانِ

ويُعِيدُ ذَا المَعدُومَ أيضاً ثانياً
مَحضَ الوجودِ إعَادَةً بِزَمَانِ

هذا المعادُ وَذلِكَ المَبدَا لَدَى
جَهمٍ وقد نَسَبُوه للقرآنِ

هَذا الذِي قَأدَ ابنَ سينَا والألَى
قَالُوا مَقَالَتَه إلى الكُفرَانِ

لَم تَقبَلِ الأذهانُ ذَا وتَوهَّمُوا
أنَّ الرَّسُولَ عَنَاهُ بِالإِيمان


ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2024, 12:57 PM   #13129
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وَرَدَت جِفَارَ الدَّمعِ وَهي غَزِيرَةٌ
فَلِذَاك ما احتَاجَت وُرُودَ الضَّانِ

وَعَلت عَلى مَتنِ الهَوَى وتزودَت
ذِكرَ الحبيبِ وَوَصلَهُ المَتدَانِ

وَعَدَت بِزَورَتِها فَأوفَت بِالذي
وعَدَت وَكَانَ بمُلتَقَى الأجفَانِ

لَم يَفجَأِ المُشتَاقَ إلا وَهي دا
خِلةُ السُّتُورِ بِغَيرِ مَا استئِذَانِ

قَالَت وَقَد كَشَفَت نِقابَ الحُسن ما
بالصَّبرِ لي عَن أن أرَاكَ يَدانِ

وَتَحدَّثَت عِندِي حَديثاً خِلتُه
صِدقاً وَقَد كَذَبَت بِه العينانِ

فَعجِبتُ مِنهُ وقُلتُ من فَرحِي بِه
طَمَعاً ولكنَّ المَنَامَ دَهَانِي

إن كًنتِ كَاذبَةَ الذي حَدَّثتِني
فَعلَيكَ إثمُ الكَاذِبِ الفَتَّانِ

جَهمِ بنِ صفوانٍ وشِيعَتِهِ الأُلَى
جَحَدُوا صِفاتِ الخالِقِ الديَّانِ

بل عَطَّلوا مِنهُ السَّمواتِ العُلَى
والعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرحمن

ونَفَوا كَلامَ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ
وَقَضَوا لَهُ بالخَلقِ والحِدثَانِ

قالوا وليس لِرَبِّنَا سَمعٌ وَلاَ
بَصَرٌ وَلاَ وَجهٌ فَكَيفَ يدان

وكذاك لَيسَ لربّنَا مِن قُدرةٍ
وَإرَادَةٍ أو رحمَةٍ وَحَنَانٍ

كلاَّ ولا وَصفٌ يقومُ به سِوَى
ذَاتٍ مُجَرَّدَةٍ بِغَيرِ معانِ
*
وحياتهُ هي نفسُه وكَلاَمُه
هوَ غيرُه فاعجَب لِذَا البُهتَانِ

وكَذاكَ قَالُوا مَا لَهُ مِن خَلقِه
أحَدٌ يَكُونُ خَلِيلَهُ النَّفسَانِ

وخَليلُهُ المُحتَاجُ عِندهُمُ وفي
ذَا الوصفِ يدخُلُ عابدُو الأوثانِ

فَالكُلُّ مفتقرٌ إليه لذاتِه
في أسرِ قَبضتِهِ ذَليلٌ عَانِ

وَلأجلِ ذَا ضَحَّى بجعدٍ خالدُ ال
قَسرِيُّ يَومَ ذَبائِحِ القُربَانِ

إذ قَالَ إبرَاهِيمُ ليسَ خِليلَهُ
كلا ولا مُوسى الكليمَ الداني

شكَرَ الضَّحِيَّةَ كُلُّ صاحِبِ سُنَّةٍ
للهِ درُّكَ مِن أخِي قُربَانِ

وَالعبدُ عندهُمُ فَليسَ بِفَاعلٍ
بَل فعلُهُ كَتَحرُّكِ الرَّجفَانِ

وهَبُوبِ ريحٍ أو تحرُّكِ نائمٍ
وتحرُّكِ الأشجَارِ للمَيَلاَنِ

واللهُ يُصليهِ على مَا لَيس مِن
أفعالِهِ حَرَّ الحَمِيمِ الآنِ

لَكِن يُعاقِبُهُ على أفعَالِهِ
فيهِ تعالَى اللهُ ذُو الإِحسَانِ

والظُّلمُ عِندَهُمُ المحالُ لذاتِهِ
أنيَّ ينزَّه عَنهُ ذُو السُّلَطانِ

ويكونُ مَدحاً ذَلِكَ التنزيهُ ما
هَذا بِمَعقولٍ لِذِي الأذهَانِ

وَكَذاكَ قالُوا مَا لَهُ مِن حِكمَةٍ
هي غَايَةٌ للأمرِ والإتقَانِ



ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2024, 12:58 PM   #13130
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

حُكمُ المَحَبَّةِ ثَابتُ الأركَانِ
مَا للصُّدُودِ بِفَسخِ ذَاكَ يَدَانِ

أنَّى وَقَاضِي الحُسنِ نفَّذ حُكمَها
فَلِذَا أَقَرَّ بِذَلِكَ الخَصمانِ

وَأتَت شُهُودُ الوَصلِ تَشهَدُ أنه
حَقًّا جَرَى في مَجلسِ الإِحسانِ

فتأكَّدَ الحُكمُ العزيزُ فَلَم تَجِد
فَسخُ الوُشَاةِ إلَيهِ مِن سُلطَانِ

وَلأجلِ ذَا حُكمُ العَذُولِ تَدَاعت ال
أركانُ مِنهُ فَخَرَّ للأذقَانِ

وأتى الوُشاةُ فَصَادَفُوا الحُكمَ الذِي
حَكَمُوا به مُتَيَقَّنَ البُطلانِ

ما صَادَفَ الحُكمُ المَحَلَّ وَلا هُوَ اس
تَوفَى الشُروطَ فَصَارَ ذا بُطلاَن

فَلِذَاكَ قَاضِي الحُسنِ أَثبَتَ مَحضَراً
بِفسَادِ حُكمِ الهَجرِ والسُّلوانِ

وَحكَى لَكَ الحُكمَ المُحالَ وَنَقضَهُ
فاسمع إذاً يا مَن لَهُ أُذُنَانِ

حُكمُ الوُشَاةِ بِغيرِ مَا بُرهَانِ
إنَّ المحبَّةَ والصُدُودَ لِدَانِ

وَاللهِ ما هذَا بِحُكمٍ مُقسِطٍ
أينَ الغَرامُ وصَدُّ ذِي هِجرَان

شتَّان بين الحالتَينِ فَإِن تُرِد
جَمعاً فما الضِّدَّانِ يَجتَمعَانِ

يَا وَالِهاً هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ
إذ بَاعَهَا غَبناً بِكُلِّ هَوَان

أتَبِيعُ مَن تَهواهُ نَفسُك طِائِعاً
بالصَّدِّ والتَّعذيبِ والهِجرَانِ

أجَهِلتَ أوصَافَ المبِيعِ وقَدرَهُ
أم كُنتَ ذا جَهلٍ بِذِي الأثمَانِ

وَاهاً لِقَلبٍ لا يُفَارِقُ طَيرُه ال
أغصَانَ قَائِمةً عَلى الكُثبَان

وَيَظَلُّ يَسجَعُ فوقَهَا وَلِغَيرِهِ
مِنهَا الثِّمَارُ وكُلُّ قِطفٍ دَانِ

ويبيتُ يَبكِي والمواصِل ضَاحِكٌ
وَيَظَلُّ يشكُو وهو ذُو هجرانِ

هَذا وَلَو أنَّ الجَمَالَ مَعلَّقٌ
بالنَّجمِ هَمَّ إليهِ بالطَّيرانِ

لِلَّهِ زائِرَةٌ بِلَيلٍ لَم تَخَف
عَسَسَ الاميرِ وَمَرصَدَ السَّجَانِ

قَطَعَت بِلادَ الشَّامِ ثُمَّ تَيمَّمَت
مِن أرضِ طَيبَةَ مَطلعَ الإِيمان

وأتَت على وادي العَقيقِ فجاوزت
مِيقَاتَهُ حِلاًّ بِلا نُكرانِ

وَأتَت على وَادِي الأرَاكِ وَلَم يَكُن
قَصداً لَها فألاً بِأن سَتَرانِي

وأتَت عَلى عَرفَاتِ ثُمَّ مُحَسِّرٍ
وَمِنًى فَكَم نَحَرَته من قُربَانِ

وأتَت عَلى الجَمَراتِ ثُمَّ تَيمَّمَت
ذاتَ السُّتُورِ وَرَبةَ الأركَانِ

هَذَا وما طَافَت ولا استَلمت ولا
رَمَتِ الجمارَ ولا سَعت لِقِرَانِ

وَرَقَت على أعلَى الصَّفَا فَتَيمَّمَت
دَاراً هنالِكَ لِلمُحِبِّ العَانِي

أتَرَى الدَّلِيلَ أعَارَهَا أثوَابَهُ
والرِّيحَ أعطَتها مِنَ الخَفَقَانِ

واللهِ لَو أنَّ الدَّلِيلَ مَكَانَها
ما كانَ ذلِك مِنهُ في امكَانِ

هذا وَلو سَارَت مِسِيرَ الريحِ مَا
وصَلَت بِه لَيلاً إلى نُعمَانِ

سَارَت وَكان دَليلُها في سَيرِها
سَعدَ السُّعُودِ وَلَيسَ بِالدَّبَرَانِ


ابن قيم الجوزيه



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني شمرانية الروح المطبخ والغذاء الصحي 7 05-28-2021 07:34 PM
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي أبو شريح الشمراني منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني 1 02-10-2021 05:24 PM
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ‏‏( معلومات غائبة عن الكثير ) ساكتون المنتدي الاسلامي 7 04-07-2012 04:45 PM
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور خوفو الضحك والفرفشة 0 08-26-2010 06:05 PM
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ كركر المنتدي الاسلامي 4 02-09-2008 08:17 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية