هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إيه يا ليل، جلّ من سوّاكا
كم على الشوق، عاشقٍ ناجاكَ

كم يخبّي الصباح لقيا حبيب
سامَرَ النجمَ فيك والأفلاكَ

أنا يا ليلُ ساهرٌ لا أبالي
إن تطُلْ أو تزُلْ فما أقساكَ

رُبّ صبحٍ يجيء بعدك حتما
يجمعُ الشملَ بيننا لولاكَ

ما افترقنا، ولا أناخت خُطانا
ركبها دون وصلنا لولاكَ

أنا يا ليلُ ساهمٌ فيك وحدي
أرقبُ الصبح لائذاً بحماكَ

علّني ألتقي الحبيبَ فأسلوكَ
وأنسى بوصله ممساكَ


جلنبو

دثّريني بهُدب عينيك إني
شفّني الشوق واستحلّ ضلوعي

يا منى الروح، غايتي، ومرادي
ومسيري في غربتي ورجوعي

يا صلاتي في منسكي وابتهالي
ودعائي في سجدتي وركوعي

وابتسامي، ونشوتي، وحنيني
وشجوني، وضحكتي، ودموعي

كم قطعنا في حبّنا من وعودٍ
كم حلمنا بلحظةٍ من هجوعِ

كم كتبنا رسائل الشوق سرّا
وأبحْنا في الحبِّ من ممنوعِ

وانتشينا في عالمٍ من خيالٍ
ورجعنا كطائرٍ مفجوعِ

ثم ها أنتِ، والهوى أمنياتٌ
وأنا منكِ في جوىً وولوعِ


جلنبو

ولقد أخاف عليك من هب النسيم
ومن هواي ونظرتي وجنوني

ومن النجوم الساطعات، ومن ضياء
البدر، والإشراق والتكوين

ومن ارتعاشة خافقي وتأوُّهي
ومن الندى، والجوّ في تشرينِ

وأخاف من خوفي عليك إذا التفتُّ
ولم أجدك بشمألٍ ويمينِ

وأخاف من عينيّ إن غفتا ولم
تحملك بين تلفُّتي وجفوني

ومن الصحاب وصحبهم، ومن الديار
ومن شعاع الشمس في كانونِ

يا وحي إلهامِ القصيد وغايتي
وحروف أشعاري، وفيض حنيني

آمنتُ بالحبّ الخفيّ، رسالةّ
لله في قلب الفتى المسكينِ


جلنبو

كُن عِندَ أَحسَنِ ظَنِّ مَن ظَنّا
وَإِذا ظَنَنتَ فَأَحسِنِ الظَنّا

لا تُتبِعَنَّ يَداً بَسَطتَ بِها ال
مَعروفَ مِنكَ أَذىً وَلا مَنّا

وَالعَتبُ يَنعَطِفُ الكَريمُ بِهِ
وَيُرى اللَئيمُ عَلَيهِ مُستَنّا

وَلَرُبَّ ذي إِلفٍ يُفارِقُهُ
فَإِذا تَذَكَّرَ إِلفَهُ حَنّا

وَلَقَلَّ ما اِعتَقَدَ اِمرُؤٌ هِبَةً
إِلّا رَأَيتَ لَهُ بِها ضَنّا

عَجَباً لَنا وَلِطولِ غَفلَتِنا
وَالمَوتُ لَيسَ بِغافِلٍ عَنّا

سَنَبينُ عَمّا نَحنُ فيهِ لِمَن
سَيَبينُ بَعدُ عَنِ الَّذي بِنّا

يا إِخوَةً خُنّا المُحيطَ بِنا
عِلماً وَأَنفُسَنا الَّتي خُنّا

إِنّا وَإِن طالَ الزَمانُ بِنا
غَرَضُ الحَوادِثِ حَيثُما كُنّا


ابو العتاهية

ولا أتمنّى الشرَّ والشرُّ تاركي
‏
ولكنْ متى أُحمَلْ على الشرِّ أَركَبِ


هدبة بن الخشرم

كَواكب اللّيل قَد لاحَتْ لنَاظرها
وبَدرُ وجَهكِ عنّي اليَوم مَفقود

فهَل تُرانِي أرى من بَرقه خَبراً
أم أنَّ قلِبي بالأوهَام مَوعُود


......

يا قلبُ رِفْقاً بِمنْ أحبَبتهُم فبِهم

خفَقتَ حتَّى اسْتَطعتَ اللَّومَ والعَتَبا


جلنبو

وحقِّ عيوني عزَّ منْ قَسَمٍ
‏وما على جَبْهَتي منْ لًؤلؤ الرَّمَقِ

‏إنّي أحِبُّكَ حباً لا نفادَ لهُ
‏ما دامَ في مُهجتي شيءٌ منَ الرَّمَقِ


لسان الدين بن الخطيب

ما ضرّهُ حين أحترقتُ لأجلِه
و وهبتُهُ مالم أكن أعطيهِ

قلبًا و ذاكرةً و دمع وسادةٍ
سهرًا ترعرع في رُبى ماضيهِ

ما ضرّهُ لو صان بعض وعودِه
نحو الذي بحياتهِ يفديهِ

هيهات أن يلقى السؤال إجابةً
أو يفهم الأشواق من أعنيهِ


......

‏كأنها مِثلَ ما تهواهُ قد خُلقت
في رونق الحُسنِ لا طولٌ ولا قِصَرُ

الوردُ من خدِّها يَحمرُّ من خَجَلٍ
والغصنُ من خدِّها يزهو بهِ الثَّمَرُ

البدرُ طلعتها والمِسكُ نكهتها
والغُصنُ قامتها ما مثلها بَشَرُ

كأنها أُفرِغَت من ماء لؤلؤةٍ
في كلِّ جارِحةٍ من حُسنها قَمرُ


......