هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

تِربُ النَدى وَرَبُّ القَوافي
وَسِمامُ العِدا وَغَيظُ الحَسودِ

أَنا في أُمَّةٍ تَدارَكَها اللَــهُ
غَريبٌ كَصالِحٍ في ثَمودِ

......

يا صَاحِ هَلْ يَهَبُ التَّجلَّدَ وَاهِبٌ
أو تُقرِضُ السُّلْوانَ عنهُ مُقْرِضُ

وأبِي لَقَدْ عَزَّ العَزَاءُ وما بَقَى
بِيديَّ من سَيفِ التجلُّدِ مِقْبَضُ

أنْفَضْتُ من زَادِ السُّلُوِّ وما عَسَى
يبقَى عُقَيبَ نَفَادِ زَادٍ مُنْفِضُ.

أبو الطيب المتنبي

أنا ثمرة الاحباب حنظلة العدا
انا غصة في حلق من عاداني

الامام القحطاني

وهبتُها كلَّ غالٍ علَّ مهجتَها
تلينُ لكنَّ ذاتَ الحُسنِ مَغرورَةْ

يا ربّ سلِّط عليهَا وسْطَ حُجرتِها
فأرًا، وأرسلْ لها في اللَّيلِ صرصورَةْ


......

‏تَرَكْتُ ظُنُونَ النَّاسِ عَنّي وَرَأْيَهُمْ
فَقَدْ كَانَ يَكْفِينِيْ صَحِيحُ ظُنُونِي

وَأَعرِفُ مِنْ نَفْسِيْ الّذي يَجْهَلُونَهُ
وَأَفْهَمُ ذَاتِيْ فِيْ جَمِيعِ شُؤْونِي

وَلا أَرقُبُ التَّقْدِيرَ فِيْ عَينِ نَاقِصٍ
إَذَا كَانَ قَدْرِيْ كَامِلاً فِيْ عُيُونِي

إبراهيم حمدان

و يُقالُ للدُّنيا عجائبُ سبعةٌ
بِبَرِيقِ "عيناها" تكونُ ثمانيةْ

فتغَايظَ الحُسَّادُ حين سماعِهم
شِعراً يُؤذِّنُ بالجمالِ و قافيةْ

ما بالُ شعرِك قد تجاوز قَدرَهُ
اخطاؤُهُ علتِ القصيدَ علانيةْ

ما بالُ "عيناها" تكونُ مُضافةً
و لكسرِها كلُّ الدلائلِ آتيةْ

فتقولُ "عينيها" بيَاءٍ صَرفَةٍ
هذا المُثنَّى و القواعدُ شافيةْ

فأجبتُ أنَّ الشعرَ نبضٌ لم يزل
و مشاعرٌ تحتَ الفصاحةِ خافيةْ

و قواعدُ الإعرابِ أُتقنُ حِفظها
و أَجُوبُها خَوضاً كماءٍ صافيةْ

لكنَّ عُذرِي في المقالةِ أَنني
لم استطع كسراً ل عينٍ حانيةْ

و اقولُ "عيناها" بِرَفعٍ دائمٍ
خوفاً على تلك العيونِ و عافيةْ

ف ل "هَائها" عند الغيابِ مَزيَّةٌ
بالرفعِ دوماً و الضرورةُ كافيةْ

و إذا أتت بعد المُخاطَبِ لم تَجد
بفصاحةِ البُلغاءِ حَرفاً نافيةْ

و إذا أتى ذِكرٌ لبعضِ حُروفِها
كالشمسِ تبحرُ في الاقاصي عاليةْ

خجِلت حروفُ الجَرِّ تَخفِضُ اسمَها
أَوَ يخفِضُ الإعرابُ شمساً ذَاكِيةْ

ف لِذِكرِها التَّوكيدُ يصبحُ واجباً
و قواعدُ التحريكِ تصبحُ لاغيةْ

و الجزمُ و التسكينُ يصبحُ بدعةً
فالرفعُ فيها و الوجوهُ سواسيةْ

فبِذا قضى البصريُّ مع كُوفيِّهم
فأمامَها كلُّ الجوازمِ خاويةْ

هذا جوابي إن أردتُم حُجَّةً
في قولِ "عيناها" بمَدٍّ صافيةْ

فلتنكِروا ولتغضبُوا ولترفُضوا
فقواعدي في الشعر دوما ها هيةْ

ولئِن تساءلَ في المعاني ناقدٌ
عن كَونِ "عيناها" عجائبَ دانيةْ

أتقيسُها حقّاً بأهرامٍ سمَت
في السُّحبِ تمخرُ في الاعالي عاتيةْ

و ببابلٍ فيها الحدائقُ عُلِّقَت
وكأنَّها سُرُجٌ ذَكَت أو آنيةْ

و بِسُورِ أرضٍ لا يحاطُ بناؤهُ
في الصينِ امسى يستطيلْ ك رابيةْ

و بأرضِ رُوما و العجائبِ كُلِّها
زُوراً أتيتَ من القصائدِ باليةْ

فأجبتُهُ و الحرفُ يَقطِرُ نَصلهُ
كُلَماً تطايرُ للعواذلِ كاويةْ

أَوَلم يقُل ربُّ السمواتِ العُلى
والآيُ تشهدُ و الدَّلائلُ آتيةْ

فيِ آيةِ التكريمِ في إسرائِنا
سبعوُنَ تشهدُ بالقرائنِ شافيةْ

و بأنَّ خالِقَنا يُفضِّلُ نوعنا
فوق الخلائقِ والمعاني هاديةْ

و رسولُنا قد قال يمدحُ أَعيُناً
من خشيةِ الرحمنِ أمست باكيةْ

هذِي رُدُودِي يا عواذلُ فاسمعُوا
في نَقضِ دعواكُم قصيدي القَاضيةْ

.......

لا تأمن تقلب البشر ما داموا أحياء فكم من خل تبدل وكم من قريب تنكر وصدق ابن الرومي حين قال:

وزهّدَني في الناسِ معرفتي بهم
وطول اختباري صاحبًا بعد صاحبِ

فلم تُرِني الأيامُ خِلًّا يسرُّني
بَواديه إلا ساءني في العواقبِ

ولا صِرتُ أدعوهُ لدفعِ مُلمّةٍ
من الدهر إلّا كان إحدى النوائبِ

لقدْ ذَلَّ مَنْ يَبغِي مِنَ الناسِ ناصِراً
وقد خابَ مَنْ يَجنِي مِنَ الأرقَمِ الشَّهدَا

فَإيَّاكَ أنْ تُخدَعْ بِشِيمَةِ صاحبٍ
فَمَنْ ظَنَّ خَيراً بِالزمانِ فَقَدْ أكدَى

فَقَدْ طَالَمَا جَرَّبْتُ خِلاً فَمَا رَعَى
وَحِلْفاً فَمَا أوْفَى وَعَوْنَاً فَما أجدَى


البارودي

أُلاَمُ على التَفـــردِ كُلّ حِـــينٍ
ولي فيــما إلامُ عَليـــهِ عُـــذر

وكـُــل أذى فَمصـــبورُ علـــيه
وليسَ على قرين السوءِ صبر

......

لاتستهن بامرئ بين الأنام لها
حتى ولو كان كالعجفا من الفرق

فليس كل الورى عزا ومن ذهبٍ
فبعضهم خشب يحمي من الغرق


عايد بن عاقل الشراري