هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لأبي نواس :

تمنّاهُ طَيفي في الكَرى ، فتعتّبا
وقبّلتُ يومًا ظِلّهُ ؛ فتَغَيّبا

ولو مرَّ نفْحُ الرّيح من خلْفِ أُذْنِه
بذِكْري لسبّ الرّيحَ ثم تغضّبا

وما زادَهُ عندي قبيحُ فعاله
ولا السّبُّ.. والإعراضُ .. إلا تحبُّبا

مناظرات عبد الحي
قالت


تبّاً لحرفكَ في الهوى ما أعجَمَه
وكأنّ صدرك للغياهبِ أسلَمهْ

‏تبّاً لصوتك كيف يحتدمُ المدى
شوقاً ويخفي بعد ذاك تتيّمه

‏تباً لقلبك يالقلبك ما ارعوى
عن قمعِ ثورات الضلوع المغرمة

‏يا أظلم العشّاق حسبك هل أنا
إلا الشعوب وأنت قهر الأنظمة


قلت
تبت يداك ألم يصيبك تشوقي
وعلمت من وجد المحب تكمده

تبا لعقلك كيف زان وربما
لما أمرت له الفؤاد فأخمده

تبا لعينك كيف تبصر دمعة
عند الوداع وما هممت توسده

تبا لضلعك كيف أسكن زفرة
والقلب في وسط الضلوع فتوصده

تبا لقلبك كيف فيك وما أرعوى
عن سر ذاك الحب عذرا موقده

تبت يداك وقلت تبا مثلما
حكم الزمان وطال فيك تعوده

لِمَا افْتَرَقْنَا كَان غَضًّا عَقْلِهَا
أَوْ كَانَ قَلْبِي طِفْلَهَا وَيُعَانِي

ذَهَبْتُ إِلَى قَاضِي الْغَرَام لفتية
قَدْ أَوْصَى فِي قَتْلِ الْوِصَال كجاني

خَمْسٌ مِنْ الْأَعْوَامِ تَمْضِي سَاعَةً
حَتَّى تُصَاب مِنْ الْهَوَى بِأَمَانِيّ

لَمَّا أُصِيبَتِ بالزهايمر مَرَّة
ومحوت مِنْ عَقْلٍ الْحَبِيب كياني

قُدِّمَت قَلْبِي فِي وِعَاءٍ مَحَبَّتِي
وَرَجَعَت كَالْأَطْفَال فِي توهان

أُخْلِصَت فِي طِبِّي لِعَلِيّ منجدا
قَدَّمَتْ مِنْ ضِلْعِي مَكَانًا حاني

أنشئت وَطَنِي لَيْس تَسْكُن غَيْرِهِ
قَدْ كَانَ مِنْ ذَاكَ الْجَلَاء حَنانَي


......

ثُمّ الْتَقَيْنَا فِي الشِّتَاءِ وَرُبَّمَا
نَسِيتَ مِنَ الْحَرِّ صَهِيد لِسَانِي

أَحْبَبْت ذَاك الدَّاء فِي عليائه
قَدْ كَانَ يَمْحُو مِنْ ذُنُوبِي هَوَانِي

فَظَهَرَت فَارِس حَبُّهَا فِي صَوْلَةٌ
وَرَكِبْتُ فَرَسِي وأمطيت عَنَانِي

راودتها فِي خِدْرِهَا عَن قَلْبُهَا
وَرَجَعَت مَنْ حَلِمَ بِهَا أَرْكَانِي

قَالَتْ أُحِبُّك قُلْت عُذْرًا قلتيها
قَالَت نَسِيَت قُلْت هَلْ تهواني

قَالَت فَدَيْتُك هَلْ طمحت بِغَيْرِهَا
قُلْت أرحميني إنْ أَحَبَّ كياني

قَالَتْ وَهَلْ قَدْ كَانَ شَيْئًا بَيْنَنَا
قُلْت لَعَلَّ الْحُلُمَ مِنْ أشجاني

هَل تقبليني إنْ أَحَبَّ فأسهمت
رَجَعَتْ إلَى النِّسْيَان وَالْأَحْزَان

بِئْس أَلْزْهايْمِر قَد أَطاح بِخَاطِرِي
نَسِيَت فَكَان الْهَجْر لِي عرفاني


......

‏وَغِنى النَفوسِ هُوَ الكَفافُ فإن أبت
‏فَجَميعُ ما في الأَرضِ لا يَكفيها

أَرى العَيشَ كَنزاً ناقِصاً كُلَّ لَيلَةٍ
وَما تَنقُص الأَيّامُ وَالدَهرُ يَنفَدِ


طرفة بن العبد

قال قدموس في هجاء أحمق متعالم:

خَتَمتَ الحُمقَ لو رُشْدٌ تَجَلّى
على اليُمنَى فوِجهَتُكَ اليَسَارُ

تُصِرُّ على التعالُمِ والتذاكي
وجهلُكَ كالفَنَارِ عليهِ نارُ

ولو أن الغباءَ له شِعارٌ
فوجهُكَ شاهَ مِن وجهٍ شِعارُ

نَعَمْ كالناسِ تبدو مِن بعيدٍ
ولكنْ فيكَ يَختبئُ الحمارُ

ليسَ القَريبُ قَريبَ العِرقِ والنَّسَبِ
بَلْ من يَعودُكَ في شِدٍّ وفي تَعَبِ

لا يَخدَعَنَّكَ بعضُ النَّاسِ مَعدَنُهُمْ
فَالكُلُّ في اليُسْرِ فيهِمْ لَمْعَةُ الذَّهَبِ

......

يـا عالـمَ السـرّ همّي أنتَ تــعرفهُ
وأنتَ تعلمُ ما في القلبِ أُخــفِيهِ

قد حـطّمَ اليأسُ آمـالي وبـعثرَها
وبدّدَ الصـمتُ في صـدري أمانـيهِ

ماعھنتُ أشعھو إلى الأحبابِ خافِيَتي
فـلَن يـخفّـفَ شَـعھْوي مـا ألاقــيهِ

رفـعتُ شــكوايَ للآفـاقِ فـي أمــلٍ
إن ماتَ قلبي فربُّ العھَونِ يُحييهِ

......

فتَحتُ قلبي لكلِّ الناسِ محتسِباً
أجري وما كان لي في الناسِ أطماعُ

أرى معايبَ أقوامٍ فأستُرُها
وأشتري بنفيسِ الودِّ مَن باعوا

وما أزالُ أُداري مَن يكايدُني
مُدَّثِّراً بسمتي والقلبُ مُلتاعُ

لي قُدرةٌ في احتمالِ الناسِ كلِّهِمُ
إلا الذينَ لهمْ في الحُمْقِ إبداعُ


قدموس

إلى مولايَ أشكو ظُلْمَ قومٍ
ضَعُفتُ بحُبِّهِمْ فاستضعَفُوني

رَعَيْتُ ودادَهُمْ ونَسِيتُ نَفْسي
وحينَ غلا هواهُمْ أرخَصُوني

سأَرفَعُ راحتي للهِ أَدعو
على مَن بالمَحَبّةِ أَتعَبُوني

إلهي سَلِّطِ الذكرَى عليهِمْ
وحاصِرْهُمْ بها كي يَذْكُرُوني


قدموس