هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏وُلِدْتُ بينَ أُناسٍ لستُ أعرِفُهُمْ
أنا القديمُ وعصري عصرُ أجدادي

شعرت أنَّ وجودي، ها هنا خطأٌ
لا الأرضُ أرضي ولا الميلادُ ميلادي

......

أشتاقُ يا ربي إليه كأنني
أمٌّ أضاعتْ في الزحام صغيرا

يا من أقرّ لأمّ موسى عينها
عُدْ بي إليه لكي أعودَ قريرا

هذي بقايا الذكريات يضمُّها
قلبٌ من الأشواقِ زاد سعيرا

أرجوكمُ ألْقُوا عليَّ قميصه
لأعودَ من ظُلَمِ الحنين بصيرا

......

‏نسائم الصبح هبت تحمل البشرى
وتنشر الفال في الأرواح والبشرا

وتخبر اليائس المحزون أن له
ربا يبدل عسرًا مسه يسرا

ألا ترى كيف شق الصبح من ظلم
وكيف من صم صخر فجر النهرا

فثق بربك قم في الصبح مبتهجا
ودع همومك في أوكارها حسرى

غدًا سيهطل غيث البشريات أخي
وسوف تغدو رياضك للهنا مسرى

......

لٍي في مًحَبَّتكُم شُهودٌ أربَعٌ
وَشُـهودُ كـلِّ قضِـيَّةِ إثنَـانِ

خَفَقانُ قَلبي واضِّطرابُ جَوانٍحي
ونُحولُ جسمِي وانعِقادُ لسانِي

......

مَولايَ إِنَّ الشَمْسَ في عَليائِها
‏أُنثى، وَكُلُّ الطَيِّباتِ بَناتُ

‏مَولايَ إِنَّ الأُمَ في إِحسَانِها
‏أُنثى، وكُلُّ المَاجِداتِ بَنات

......

عــسى الأيــام تــهطل بالأماني
كــغيثِ الــدّيم يروي اليابسينـا

وأفـــرحُ كــلما أبــكتْ عــيوني
جروحٌ في الحشا أمضت سنينا

عَــطَايَا الله فــي الآفــاق تترىٰ
وجــــبــر الله يــمــلؤنا يــقــينا

ســيــدهشنا الإلــه بــكل جــبـرٍ
لأن الله ربّ الــــجــــابــــريــنَ

......

أنا لست أهلاً للفصاحة إنّما
أسعى لنشر الحبّ في الأوطان

فكتبت في أهل الجزائر أحرفاً
في حسنها كالدّرّ والمرجان

ورقيق شعري في دمشق كتبته
فلها فؤادي دائم الخفقان

درّ القصيد نظمته لعراقنا
زيّنته باللطف والتّحنان

حبّرت لليمن السعيد قصائدي
عطّرتها بنسائم الرّيحان

ونظمت للسودان حرفاً رائعاً
في حسنه كشقائق النعمان

ولتونس الخضراء بحت بأحرفٍ
من خافقي مسبوكة الأوزان

والشعر في تطوان زاد جماله
فلأجلها غرّدت كالكروان

وغدوت حين ذكرت مصر حبيبتي
كفراشةٍ ورديّة الألوان

والشعر في لبنان يقطر رقّةً
إنّي أراها أجمل البلدان

ولأرض شيخ جهادنا من خافقي
أهديتها درراً بلا نقصان

في مدح أردننا الحروف تسابقت
يحميه ربّي خالق الأكوان

أمّا فلسطين الحبيبة في دمي
وبها فؤادي دائم الهذيان

ربّاه وحّد يا كريم صفوفنا
وقلوبنا يا واسع الإحسان

......

لَا اليَأسُ ثَوبِي وَلَا الأحزانُ تَكسِرُنِي
جُرحي عَنِيدٌ بِلَسعِ النَّارِ يَلتَئِمُ

اشرَب دُمُوعَكَ وَاجرَع مُرَّهَا عَسَلًا
يَغزُو الشُّمُوعَ حَرِيقٌ وَهِيَ تَبتَسِمُ

وَالجِم هُمُومَكَ وَاسرِج ظَهرَهَا فَرَسًا
وَانهَض كَسَيفٍ إذَا الأنصَالُ تَلتَحِمُ

......

كم جئت بابك ســائلاً فأجبتني
من قبلِ حتى أن يقــولَ لساني

واليوم جئتك تائباً مستـغفراً
شيءٌ بقلبي للهدى ناداني

عينايَ لو تبكي بقيةَ عمرها
لاحتجت بعد العمرِ عمراً ثانِ

إن لم أكن للعفو أهلا خالقي
فلأنـت أهلُ العفو والغفرانِ

......

البعضُ من جهلهِ لا يعرفُ الأدبَا
بذيءُ قولٍ وذو فُحشٍ إذا غضِبَا

اغضَب ولكن بعقلٍ لا بحُمقِ هوى
ولُمْ وعاتِبْ ولكن بيَّن السَّببا

إساءةُ القولِ ليست حُجّةً أبدًا
ولا الشَّتائمُ تُعلي القدرَ و الرُّتبا

......