هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أُولَئِكَ جِيلُ المَكرُمَاتِ فمَن يَكُن
لَهُ أثَرٌ بالعَزمِ يَسعَىٰ ويَخطُرُ

تَرَاهُم إلَىٰ الهَيجَاءِ صَاحَ نذِيرُهُم
فأرخَصَ رُوحًا في الوَغَىٰ يتبَختَرُ

ومَاذَا عَسَىٰ الأطرَاسُ تُجدِيكَ عَالِمًا
إذا ضَاعَ مِنكَ الفِعلُ والقَولُ أبْتَرُ

بِسَيـفٍ وإقـدَامٍ وَصَـونِ عَـقِيدَةٍ
بِهَا الدِّينُ يَزهُو والنَّجَائِبُ ضُمَّرُ

......

إِذَا مَاتْ الحَيــــاءِ بِقلبِ أُنّثى
ومَاعرفَتْ حــــراماً مِنْ حـلالِ

ومَالتْ للرِّكُونِ إلى المَـعاَصِي
فتـــباً ثُـــــمٍ تبـــــاً للجَمـــالِ

وإن عاش الفتى للعِرضِ ذِئبٌ
وأوغَــــلْ فِي دَنيّاتِ الفِعـــالِ

ومَاعرفْ المُـــرُوءةِ ذَاتِ يومٍ
فَعـــــارٌ أن يُعـدَّ مِنْ الرِّجـالِ

......

مالي ملاذٌ تهون عنده المحنُ
سوى دعاءٍ بجوف الليلِ ألزمُهُ

ربّاه ذا أملي عند انقضا الأمل
لم يبقَ من بعده شيءٌ أُؤمّلهُ

إنّ الأمورَ وفي تعسيرها فرجٌ
كالصبحِ في إثر ليلٍ طالَ مظلمُهُ

......

فانظُر إلى عقلِ الفتى لا جِسْمِهِ
فالمرءُ يَكْبُرُ بالفِعالِ ويَصْغُرُ

فلرُبَّما هزمَ الكتيبةَ واحدٌ
ولربَّما جَلَبَ الدَّنيئة مَعْشَرُ

فاخترْ لنفسك ما تعيشُ بذكره
فالمرءُ في الدنيا حديثٌ يُذْكَرُ

......

ياغائبين وفي الأعماقِ منزلكُم
مازالَ يملأُ قلبي باللقا أملُ

لا تحسبوا البُعدَ أنساني مودّتكم
فحبلُ وِدّيَ باقٍ ليسَ ينفصلُ

لن يُوحِشَ اللهُ قلبي رغمَ لهفتهِ
لأنكم في دعائي حين أبتهلُ

......

عاشِر من الناسِ من تهوى طبيعتَهُ
وما عليكَ ملامٌ حين تندفعُ

الحُـرُّ للحُرِّ ميالٌ برغبتِهِ
والنذل بالنذلِ مفتونٌ ومقتنعُ

والناسُ للناسِ والآفاقُ شاسعةٌ
والطيرُ قالوا على أشكالِها تقعُ

......

يخبرني الصَّباح بخير بشرى
لمن صنعَ الجميل وفاح عِطرا

لمن نبذ الجَفاء ومَدَّ كفا
لكفٍّ لم تُمدّ إليه دهرا

فبادَرَها .. وسامَحَ من جفاهُ
وعاش يفيضُ بين النَّاس طُهرا

......

يا دار جئتك والأحباب قد رحلوا
فلا جليس و لا صوت و لا مُقل

أمشي وأسأل والجدران تسمعني
وهل يجيب إذا ناديته الطلل

يا راحلين وفي عيني منزلهم
لا، لن تغيبوا إلى أن يحضر الأجل

مواسم السعد جفت بعد غيبتهم
فهل تعيش قلوب هدها الوجل

يا من رحلتم ولم ترحلْ مودتكم
ما زال يسكن في أعماقِنا الأملُ

......

لا تسألِ الدارَ عنْ من كان يسكُنها
البابُ يُخبرُ أن القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمت لمّا جئتُ أسأله
صمتٌ يعاتبُ من خانوه وَ ارتحلوا

يا طارق البابِ رفقاً حين تطرقهُ
فإنَّه لم يعد في الدار أصحابُ

تفرقوا في دروبِ الأرض وَ انتثروا
كأنه لم يكن أنسٌ وَ أحبـــــــابُ

ارحم يديك فما في الدارِ من أحدٍ
لا ترجُ رداً فأهلُ الودِ قد راحوا

وَ لترحم الدار لا تُوقظ مواجعها
للدور روحٌ كما للناس أرواحُ

......

يا بسمة الصبح مُرِّي إنَّهم زَعَموا
‏أن الظلام بهذا الأُفقِ لا يُقهَر

‏أن التفاؤل سيفٌ لا مضاءَ لَهُ
‏وأن حاملهُ في النَّاسِ لا يظفر

‏يا بسمة الصبح قولي إن همهمُ
‏واهٍ كبعضِ الأذى إن مرّ لا يُذكَر

‏فـ(الله أكبرُ) فجرًا من مآذننا
‏تُنبيكَ أن الأسى مهما طغى أصغر

......