هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏إذا الرحمنُ راضٍ عن فعالي
‏فما قد همّني غضبُ الأنامِ

‏وإنْ غيري يميلُ لجمعِ مالٍ
‏فتكفيني مجالسةُ الكرامِ

‏نقيُّ القلبِ مُذ آنستُ رُشْدًا
‏بعيدٌ ما استطعت عن اللئامِ

......

عـزّ اللقاءُ وفاض الشـوقُ بُركانا
والروح تهفو وقلبي صار ولهـانا

ما أصعب الصبر إن ضاقت مسالِكُهُ
وأصعب الخطب ما إن كان حـرمانا

مالي سوى النجم في ليلي أسامِرُهُ
والرفيــق له بالفضـل عرفــانا

فيا نسيم الهوى أبلــغ أحبّتنــا
مــرُّ الصبابة بالأشواق أضنـانا

أدعو من القلب رب الكون يجمعنا
فيأتيَ اليــوم نلقــاهُ ويلقــانا

......

سَيَنْجلي اللّيلُ وَ الأسفارُ تُوقِظُنا
وَيَذبَلُ الوَردُ قَسراً في البساتينِ

وَينقضي الحالُ وَ الأعمارُ تأخذنا
وَيُصْبحُ الحالٌ رِفْقَاً بالمَساكينِ

وَيَنْتَهي العُمْرُ وَ الأجيالُ تَحمِلُنَا
فَيُكْتَبُ العُمْرُ حَرْفَاً في الدّوَاوِينِ

لِتُشْرِقَ الشَّمْسُ وَ النسيانُ يَترُكنا
بِموطنِ التُّربِ في دَفْنٍ وَ تَوطِينِ

نُودِّعُ الأهلَ وَ الأكفانُ تَلْقفنــا
وَيُصْبحُ القَصْرُ لَحْداً قاسِيَ الطّينِ

وَينْهَشُ الدُّودُ اجْساداً تُزَيّننَا
وَكفّةِ الأجـرِ عِنـوَانُ المَوَازيـنِ

فَيَنْطُقُ الكفُّ عما غابَ مِنْ عَمَلٍ
وَيَشْهَدُ السَّمعُ وَ الأجفانُ بالعينِ

وَيُعْرَضُ العُمْرُ فيما كانَ منقضياً
وَيَصْدُقُ القولُ في حَــقٍّ وَ تَظْنينِ

فَلَيـــْتَ في العُمْرِ أخبارٌ تُذَكْرُنا
فَسَاعَةُ الموتِ تَدْنو دون تَبْيينِ

وَليتَ مَنْ غابَ أو مَنْ ماتَ أوعِظَنَا
نِهَايةَ الحَالِ في غُسْلٍ وَ تَكْفينِ

لنَتْركَ الحَقْدَ كي نحيا بِلا زَللٍ
وَنُبْرِئَ القَلبَ مِنْ غِـلِّ الشَّياطينِ

......

صباح الوردِ يا وَردَاً تَهادَى
وَ بَثَّ النورَ في حُسْنٍ وَ أقْبَلْ

وَ فاحَ العِطرُ مِنْ خَدّيهِ يَشْذو
فَأسْقى الوردَ مِنْ خَمرٍ وَ أثْمَلْ

فَغَارتْ رِقَّةُ الأزهارِ حَيــرى
وَ ظَلّتْ عَنْ بَهاءِ الحُسْنِ تَسْألْ

وَ هامَ الطيرُ في الأغصانِ يَشدو
وَ صارَ الشَدوُ وَ التَغْريدُ أجملْ

وَ ذابَ الدربُ في مَشي الهُوينَا
وَ غصنُ الوردِ في سِحرٍ تَدَلّلْ

وَ رَقَّ الزَهرُ وَ الأغصانُ خَجلى
فَغَنّى الصُــبحُ أشْعاراً وَ رَتَّـــلْ

صَباحُ الشوقِ يَا حُسْناً فَقَلبي
يُعاني الوَجْدَ مِنْ شوقٍ تَغَلْغَلْ

تَمَهّلْ أبتغي في بوحِ سِرّي
فداكَ الشعر يَا عُمري تَمَهَّلْ

......

ما الشَّوقُ مُقتنعًا مني بذا الكَمَدِ
حتَّى أكونَ بلا قلبٍ ولا كَبِدِ

ولا الدِّيارُ التي كان الحبيب بها
تشكو إليَّ ولا أشكو إلى أحدِ

ما زال كل هزيمِ الوَدقِ يُنحِلُها
والسُقمُ يُنحِلُني حتى حَكت جَسدي

وكلما فاض دمعي غاضَ مُصطَبَري
كأنَّ ما سال من جفنيَّ من جَلَدي


......

ومن محيّاك أشدو نظمَ قافيتي
‏فإن تَبَسّمت زانَت كُلُّ أشعاري

‏وإن تَقَطَّعَ حَبلُ الوَصلِ من يدنا
‏فَليَنقُلِ الطيرُ من حالي وأخباري

‏بأنّ وِدَّكمُ في القلبِ مَسكَنُهُ
‏ولَو تَبَاعَدَ عَن سُكناكُمُ داري

......

‏أيا لكِ نظرةً أوْدَتْ بقلبي
‏وغادر سَهمُها جسمي جريحَا

‏فلَيتَ أميرتي جادت بأخرى
‏فكانت بعضَ ما يَنْكَا القُروحَا

‏فإِمّا أن يكونَ بها شِفائي
‏وإمّا أن أموتَ فأستريحَا

......

أعد الليالي ربيعًا ربيعًا
ويمضي الزمان ولا ترجعين

وتبقين وحدك نبضًا بقلبي
ويرحل عمري ولا ترحلين

......

‏يكادُ حسنك أنْ يُغوي ملائكةً

فما تظنين بأبنِ الطينِ والماءِ

ألم ترحل وتمضي في مسارِك
‏لماذا لا أكفُّ عن انتظارك

‏لماذا لا تزال الروحُ وَلهَى
‏ومازالت تُعَرِّجُ في مدارِك

‏تسير خُطايَ نحو البعدِ دومًا
‏فيحملني حنيني نحو دارِك

‏ألا تبًا لأشواقي وسحقًا
‏لقلبٍ ذابَ نبضًا في يسارِك

‏أحبكَ لستُ أخفيها ولكن
‏مللت الموت شوقًا في بحارك

......