هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مـلـلتُ مــن الـحـياةِ بـلا حـياةِ
فموتُ القلبِ من بعضِ المماتِ

ومـــا دَقَّــاتُـهُ بِـدَلِـيـلِ عَــيـشٍ
إذا ذهـبَ الخشوعُ من الصَّلاةِ

كـنـقرِ الـدِّيـكِ قـد بـتنا نـصلِّي
لِـنـهـرعَ بـعـدها نـحـوَ الـفُـتَاتِ

وأمـــوالٌ تُــبَـذَّرُ فـــي حـــرامٍ
وشــاعَ الـفقرُ مـن مـنعِ الـزكاةِ

سـنينُ العمرِ تمضي دونَ تقوى
ونـطـمـعُ بــعـدَ ذلــكَ بـالـنجاةِ

أيـــا ربَّـــاه بـالـذَّنـبِ اعـتـرفـنا
وعـشـنا نـرتـدي ثـوبَ الـعصاةِ

فـألـبـسنا رداءَ الـعـفـوِ فــضـلًا
فـمـنكَ الـعـفوُ أغـلى الأمـنياتِ


النهمي

يـا ربُّ لا تُـشمِت بـيَ الأعـداءَ
كـم شـامتٍ يـرجو لـيَ اللأواءَ

ما كنتُ يومًا حاقدًا أو حاسدًا
مـا بـالُ مـن يرجو لقلبي الدَّاءَ

سـامـحهُمُ ربَّــاهُ نِــقِّ قـلـوبَهم
لـيسَ الـنقيُّ مـع الـلئيمِ سواءَ


النهمي

أضـحى الـكذوبُ مَقَدَّمًا في قومِهِ
والـصِّدقُ شـقَّ طـريقَهُ نـحوَ العدمْ

قَـتـلٌ وسَـفـكٌ لـلـدِّمَا بِـيَـدِ الـدُّمَـى
لا خــوفَ لا تـقـوى ولا حـتَّى نـدمْ

صـهيونُ يـشمتُ في تشتُّتِ شَملِنَا
صـرنـا بـأرقامِ الـحروبِ ذوي قِـدَمْ

هي ذي العلاماتُ التي ظهرت وقد
دَنَــت الـقيامةُ فـاستفيقي يـا أُمُـمْ


النهمي

يـومـًا سـأرحـلُ عـن دنـيايَ مُـتَّجهًا
نـحوَ الـمصيرِ الـذي حـتمًا يـلاقيني

سـأعلنُ الآنَ أنِّـي قـد صفحتُ وقد
أعـلنتُ حـبِّي لـكم في اللهِ يكفيني

أستسمحُ الكلَّ إنْ أخطأتُ أو بدرت
مـنِّـي الإســاءةُ أو زلَّـت مَـضَاميني

رجـوتُ ربِّـي بـظلِّ الـعرشِ يـَجمَعُنَا
فـالموتُ قـافيتي مـن يـومِ تكويني


النهمي

قـل لي بربِّكَ في حياتِكَ ما الأهمْ
حـتَّـى تُـجَـرِّعَكَ الـلـيالي كـلَّ هَـمْ

إن كــانَ هـمُّـكَ أن تـصـيبَ دَنـيَّـةً
ستعيشُ في ضنكٍ ويسكنُكَ الألمْ

أمَّــــا إذا وجَّــهــتَ قـلـبـكَ لــلـذي
خـلقَ الـحياةَ بـلا لُـغُوبٍ مـن عدمْ

ستعيشُ في روضٍ من الجنَّاتِ لو
سَـكَنَ الـرِّضا منكَ الفؤادَ ولن تُغَمْ


النهمي

شـواهـدُ الـحُـسنِ فــي عـينيكَ تـكتملُ
وحُـمـرَةُ الـخـدِّ كــم تـاقـت لـهـا الـمُقَلُ

الــجــذعُ حـــنَّ ولـــم يـقـبـل مـفـارقـةً
فـكـيـفَ قـلـبـي بــعـادًا عـنـكَ يـحـتملُ

غـمـامـةٌ ظَـلَّـلَت نــورَ الـهـدى فَـسَـمَت
بــيـن الـغـمـامِ ومـنـهـا الـحُـبُّ يـنـهملُ

في غمرةِ الحرب نادى المصطفى أُحُدًا
اُثــبُـت فــكـانَ مـطـيـعًا ذلـــكَ الـجـبلُ

هـــذي الـجـماداتُ لا روحٌ بـهـا فَـهِـمَت
يـا ويـحَ قـومٍ طـريقَ الـحقِّ قـد جهلوا


النهمي

نفسُ ماذا جرى قد زدتِ من ألمي
فـالرُّوحُ تـبكي على ما فاتَ من زمنِ

يـا نـفسُ كـم ظـهرت فـي عمرنا عبرٌ
وكــم مـشينا عـلى دربٍ مِـنَ الـمحنِ

فـمـا اعـتـبرتِ ولـكـن زدتِ مـعـصيةً
وأظـلـمَ الـفـكرُ فــي تـيهٍ مـنَ الـفتنِ

يـا نفسُ أدمنتِ فعلَ السوءِ فانتبهي
مــن سَـيـرِه مَـعَـنَا يـومًا إلـى الـكفنِ

يـا نـفسُ عـودي عـنَ العصيانِ آنَ لنا
أن يـخشعَ الـقلبُ فـي سرٍّ وفي علنِ


النهمي

فـقـيـرًا كـنـتَ فـيـها أم غـنـيَّا
هــي الأيــامُ تـمضي يـا أُخَـيَّا

ألا فـاهجر همومَ النفسِ تغنم
وكــن لـلـهِ فــي الـدُّنـيا ولـيَّـا

وإن تــرَ زيـنـةً فـي دربِ إثـمٍ
فـــلا تـتـبـع شـقـيًّـا أو دعــيَّـا

حـياتُكَ هاهنا محضُ امتحانٍ
فــبـادر بـالـصَّلاحِ وكــن تـقـيَّا

إلـيكَ شـكوتُ يا مولاي أمري
فـكم أذنـبتُ صـبحًا أو عـشيَّا

وروحي دُنِّست بذنوبِ نفسي
أيــــا ربَّـــاهُ فـاجـعـلني نـقـيَّـا


النهمي

ربَّــاهُ قـلـبٌ قــد تـسـوَّرَهُ الـقـلقْ
يـدعوكَ فـاطردْ كلَّ هَمٍّ قد طرَقْ

مِــن شـرِّ مَـكرِ الـحاقدين أعـذتُهُ
وقـرأتُ في الأسحارِ آياتِ الفلَقْ

فاصرف بقدرتِكَ العظيمةِ شرَّهم
وأرح عـيـونًـا قــد تـمـلَّكها الأرَقْ


النهمي

وزيدتْ فوقيَ الأحمالُ حِمْلًا
ولستُ بخير مَن خاضَ التجارِبْ

فيا ربَّاه كن لي كلَّ حينٍ
فإني أستعينك للمآرِبْ


النهمي