هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

حَسنَاءُ لَا تَبتَغِي حِليًا إذَا بَرَزَت
‏لِأَنَّ خَالِقَهَا بِالحُسنِ حَلَّاهَا

‏قَامَت تَمَشَّى فَلَيتَ اللهُ صَيَّرَنِي
‏ذَاكَ التُّرَابَ الَّذِي مَسَّتهُ رِجلَاهَا

......

تمنّيتُ لوَ انِّي وإِيّاكَ نلتقي
‏لو انّ المُنَى مَقضِيّةٌ فتكونُ

‏وأن يلتقي طَرفي وطَرفُكَ لحظةً
‏فترتاحَ نفسٌ أو تَقَرَّ عُيونُ

‏وإلّا فطَيْفٌ مِن خيالِكَ طارِقِي
‏إذا جَنّ ليلٌ وٱستُثِيرَ حنينُ

‏فَدَيتُك، ذا قلبي لديكَ أمانةٌ
‏وأنتَ عليها ما حَيِيتُ أمينُ

.....

فإذا رُزقتَ خليقةً مَحمودةٌ
فقدِ اصطَفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ

فالناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا
علمٌ، وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ

والمالُ إن لم تدّخِرهُ محصَّنًا
بالعلمِ كانَ نهايةَ الإملاقِ

والعلمُ إن لم تكتنِفهُ شمائلٌ
تُعليهِ، كان مطيَّةَ الإِخفاقِ

لا تحسبنّ العلمَ يَنفعُ وحدَهُ
ما لَم يتوِّج ربُّه بخَلاقِ

......

يا أجمل الناس في عيني ويا أملًا
لطالما بِتُّ في ليلي أناجيهِ

سأحفظُ العهدَ إن طال البعادُ بنا
وأكتمُ الشوقَ في قلبي وأخفيهِ

لأنّ روحكَ في جنبيّ ساكنةٌ
فليحفظ اللهُ قلبي والذي فيهِ


......

‏أما الرّضا فالرّضا شيءٌ يكونُ بِنا
‏يعيشُ في القلبِ يحييهِ فيُحيينا

‏إنْ لمْ نَجِدْ للرضا في القلبِ مُتسعا
‏فليس في الكون شيء ‏سوف يُرضينا

......

‏ربما مرةً تمرّدَ ظلي
‏حين أبدى لظلِ ظلكَ ميلاً

‏كنتُ وهماً فلا تطيل انتظاري
‏إنني أبعدُ الخرافاتِ نيلاً

......

لَمَّا رَآنِي فِي هَوَاهُ مُتَيَّماً
عَرفَ الحَبِيبُ مَقَامَهُ فَتَدَلَّلاَ

فَلَكَ الدَّلاَلُ وَأنتَ بَدرٌ كَامِلٌ
وَ يَحِقُّ لِلمَحبُوبِ أن يَتَدَلَّلاَ

......

‏هَجْعةُ الليلِ بساتين يقينٍ
‏ظِلّها الوارفُ يشفي كلَّ صَدْرِ
‏

عبدالرحمن العشماوي

ما الموتُ إلا فراقُ الأهلِ والوطَنِ
يا ليتني لم أكُن والبينُ لم يكُنِ

كم من حبيبٍ أراني اللِّينَ في حجَرٍ
وأيُّ قلبٍ لِدَمعِ الوَجدِ لم يَلن

أودَعتُهُ نصفَ روحي يومَ ودَّعني
والنّصفُ باقٍ معي للهمِّ والحزَنِ

الأرضُ آسفةٌ والشمسُ كاسفةٌ
وبهجةُ الرَّوضِ فيها وحشَةُ الدِّمنِ

كأنَّما الكونُ في ثوبِ الحِدادِ بدا
لمّا رأى الرُّوحَ تأبى صحبة البدَنِ

يومَ الوداعِ جَرى دمعي فبرَّدَ مِن
حرِّ الجوانحِ بين الحبِّ والشَّجَنِ

لكنَّهُ غاضَ بعد البُعدِ عن نفَرٍ
أفنى على حبِّهم والدمعُ فيهِ فني

كم بتُّ أرجوهُ تعليلًا وتعزيةً
فما حصلتُ على دمعي من الزَّمنِ

الدّهرَ لم يُبقِ لي حبًّا ولا أملًا
حتى البكاءَ على الأحزانِ أفقدَني

إنَّ العدوَّ لَيَحنُو في البعادِ على
عدوِّهِ وكفَتهُ فرقةُ الوَطنِ

وقد يرقُّ من الجلمودِ أصلبُهُ
يومَ الوداعِ لقلبٍ ذائبٍ وَهِنِ

لا بدَّ للمرءِ من موتٍ ومن سفرٍ
وقد تساوى حجابُ الرَّحلِ والكفنِ

الدَّهرُ فرَّقَ أحبابًا فما اجتَمعَوا
والرِّيحُ نثَّرَتِ الأوراقَ عن فننِ

والطَّيرُ غادَرَ أوكارًا وأفرخَةً
فيمَ الحياةُ بلا سُكنى ولا سكنِ

إنَّ العناقيدَ والقطّافُ ينزَعُها
مِثلُ القلوبِ على الأقتابِ والسُّفُن

سَعدًا لمن عاشَ بينَ الأهلِ في وطنٍ
فراحةُ القَلبِ في الدُّنيا بلا ثمنِ

......

‏الوردُ أنتِ شذاً يفوح ومنظرا
‏بل أنتِ سرُّ جمالِه فيما أرى

‏إني أحبُّ جمالَه وعَبيرَه
‏وأراك أنتِ لكلّ ذلك مَصدرا
‏

العشماوي
‏‌