هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏وسافرت بعدك في كل أرض
‏وكم كنت أشعر أني غريب

‏وجربت يا حب عمري كثيرا
‏وأسأل قلبي ولا يستجيب

‏فألقاك في كل حلم بعيد
‏وألقاك في كل طيف قريب

....

‏تأتينَ مثل المستحيل تفرّداً
‏تتواضعين لهن وأنتِ مُحالُ

‏ما كان إلا أن تكون أنوثتك
‏شمسٌ وكلّ الأخريات ظلالُ

....

يا مَن ببُعدِكَ قد سلبتَ مشاعري
‏وحنونُ طيفكَ لا يغيبُ ويرحلُ

‏فالعينُ حنّت أنْ تراكَ أمامَها
‏والدّمعُ من حرِّ الصبابةِ مسبلُ

‏والروحُ من بعدِ الفراقِ عليلةٌ
‏والقلبُ في جبرِ اللقاءِ مُؤمّل

‏طالَ الغيابُ وما لوصلِكَ حيلةٌ
‏فمتى بربّكَ بالسعادةِ تُقبلُ

....

‏هَبْ أنكَ الشَّمسُ في الأفلاكِ طالعةً
‏هل تسلمُ الشْمسُ من كَسفٍ وأكدارِ

والشَّمسُ في برجِهـا شمسُ ولو كَسَفت
‏فلا يَحُطُّ عُلاها كسفُ أنوارِ

....

رحلُوا وما أبقى الرَّحيلُ متاعا
تركُوا الحنينَ معَ الأنينِ مشاعا

يا ليتهم قبل الرَّحيلِ تريَّثوا
حتَّى نُعانِقَ أو نقولَ وداعا

....

‏تريدُ وكل ما تهوى
‏أتاك بعكس ما تطمع

‏كأن الكون مقتصر
‏على وجهاتكَ الأربع

‏تحاولُ دائما عبثًا
‏ولا تدري بما تصنع

‏على ما فاتَ لا تحزن
‏ولا تألم ولا تدمع

‏ألا يكفي بأنَّ الله
‏مَن يُعطي ومَن يمنع

....

‏عيناك أَبْرَأُ ما في الكَونِ مِن كَذِبٍ
‏تُبدِي السّلامَ وأَيمُ اللهِ مِن خَطَرِ

‏تَدَثَّرَت فِيهِما أَسرارُ عاصِفَةٍ
‏تَحنِي القُلُوبَ كفِعلِ الرِّيحِ بالشَّجَرِ

....

قاسٍ عليّ وما عهِدتُكَ قاسيًا
لمّا طَوَيتَ سِنينَ حُبِّكَ ناسيًا

وتركتَني وحدي أُكفكِفُ أدمُعي
و أرى الّذي أهْواهُ شخصًا ثانيًا

يا مَنْ بَنَيتَ الحُبَّ أَوَّلَ مَرَّةٍ
حَطَّمْتَ بالأفعالِ حُبّاً غاليًا

....

ومَليحَةٍ أخَذَتْ فُؤادي كلّه
وجَرَتْ بحكمِ غرامِها الأَقْدارُ

فتَّانة باللّحظ ساحرة به
ومن اللّواحظ فاتنٌ سحَّارُ

وَدَّعْتُها يوم الرَّحيل وفي الحشا
نارٌ وفي وَجَناتها أنوارُ

....

‏أينَ اللذانِ تعاهدا أن يَمضِيا
‏في دربِ حُبِّهما بغيرِ رُجوع

‏ كانا إذا افترقا لطَرفةِ خاطِرٍ
‏سفحا على الخدَّينِ بحرَ دُموعِ

‏ كيفَ استطعنا بعدَ كُلِّ الحُبِّ أنْ
‏ننأى بلا دمعٍ ولا توديع

‏كنَّا نموتُ إذا افترقنا ساعةً
‏واليومَ نُحصي الهجرَ بالأسبوعِ

....