هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏وتشابَكَتْ عندَ اللقاءِ أصابِعي
لا الأرضُ تحمِلُني ولا النبض نبضي

لا شيءَ إلا الارتباكَ أُحِسُّهُ
وكأنني كلِّي أذوبُ بأجمعي

أسْلَمْتُ قلبي كُلَّهُ في لحظةٍ
ونسيتُ فيكَ تدلُّلِي وتَمَنُّعِي

مَرُّوا جَميعاً مثلَ طَيْفٍ عَابرٍ
وبَقيتَ وحدَكَ عَالِقاً فِي أضلُعِي‌

....

مَعِي ما غِبتِ صُبحاً أو عَشِيّا
كأنّكِ أنتِ لِي نَفَسٌ وقُوتُ

وشِبْتُ ولم أزَلْ أَحيَا صَبِيّا
ونَبضُ الحُبِّ ليس لهُ خُفُوتُ

هَواكَ وإن طَواهُ السِّرُّ طَيّا
يُخَبِّرُ عن تَمَكُّنِهُ السُّكُوتُ

سَيبقى فِي حَنايا القَلبِ حَيّا
أمُوتُ أنا وحُبُّكِ لا يَموتُ

فواز اللعبون

قليلٌ من يَدُومُ على الوِدادِ
فلا تخْذُلْ بقرْبٍ أو بُعادِ

إذا كان التَّغيُّرُ في الليالي
فكيفَ يدُومُ ودٌّ في فؤادِ

ومَن لكَ أنْ ترى قلباً تقيَّاً
ولمّا يَخلُ قلبٌ من سوادِ

فلا تَبذُل هَواكَ إلى خليلٍ
تظُنُّ به الوفاءَ ولا تعادِ

وكنْ متوسِّطاً في كلِّ حالٍ
لتَأمَن ما تخافُ من العِنادِ

البارودي

أستخبرُ البدرَ عنكم كلّما طَلَعَا
‏وأسألُ البرقَ عنكم كلّما لَمَعَا

‏أبيتُ والشوقُ يطويني وينشُرُني
‏براحتَيْهِ ولم أشْكُ له وَجَعَا

‏أحبابَ قلبي وإن طال المدى فَلَكَمْ
‏قد قطع الشوقُ قلبي بعدكم قِطَعَا

‏فلو مَنَنْتُم على طَرْفي برؤيتِكم
‏لَكان أحسَنَ شئٍ منكمُ وَقَعَا

لاتحسبوا أنني بالغير منشغلٌ
‏إن الفؤاد لحب الغير ما وسعا
‏
البحتري

أَيا جافِياً ماكُنتُ أَخشى جَفاءَهُ
وَإِن كَثُرَت عُذّالُهُ وَلَوائِمُه

كَذَلِكَ حَظّي مِن زَماني وَأَهلِهِ
يُصارِمُني الخِلُّ الَّذي لا أُصارِمُه

وَإِن كُنتُ مُشتاقاً إِلَيكَ فَإِنَّهُ
لَيَشتاقُ صَبٌّ إِلفَهُ وَهوَ ظالِمُه

أَوَدُّكَ وُدّاً لا الزَمانُ يُبيدُهُ
وَلا النَأيُ يُفنيهِ وَلا الهَجرُ ثالِمُه

ابن زيدون

ويقرأُ الناسُ أحرُفَنا فتعجبُهم
‏ويحسبونَ بأن الحُزنَ إبداعُ

‏سيشهدُ الحرفُ أن الحبرَ أدمُعنا
‏لو يعلمون وأن السطرَ أوجاعُ

‏البوحُ فيضٌ من الآلامِ لو حُبِست
‏ تهشّمت من أزيزِ الصدرِ أضلاعُ

حازم الجبرين

ربي روحي طليقة في مناجاتك
والجسم مصفود مكبول

بعد الفراق بين روحي وجسمي
يُحدِّث العدم المملوء مجهول

احمد المهدوي

شَمسُ النَهارِ بِحُسنِ وَجهِكَ تُقسِمُ
إِنَّ المَلاحَة مِن جَمالِكَ تُقسَمُ

جُمِعَت لِبَهجَتِكَ المَحاسِنُ كُلُّها
وَالحُسنُ في كُلِّ الأَنامِ مُقَسَّمُ

....

‏ربّاهُ إن الروح ترجو رحمةً
‏تـاه الطريقُ فيا إلهي دلّها

‏ضاقت بها الدنيا وبابُك مُشرعٌ
‏إن لم تكن أنت المغيثُ فمن لها

....

اذكرونا مثل ذكرانا لكم
ربّ ذكرى قربت من نزحا

واذكروا صبًّا إذا غنى بكم
شرب الدمع وعافَ القدحا

مبارك العقيلي