هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وأنا الذي لو طوّقتني كربتـــي
طوّقتها بالدمـــع في الخلواتِ

لي خالق سمع الفـــؤاد بأضلعــي
فهــداه حين بكيت للصلــواتِ

الساجـــدون إذا تتابع حـــزنهم
يهديهــم الرحــمن للبسماتِ

فإذا سجـــدتَ فقد مُلئت سعـــادةً
لم لا وقربــك سامع الدعـــواتِ

....

أدري بأنّك متعبٌ أدري الأسى
‏أدري بأنّك لم تعُدْ تتحمّلُ

‏أوصيك صبرًا فالسّرور مواسمٌ
‏وغدًا سرورك بعد حزنك يكمُلُ

‏إنْ مرّ يومك مُثقلًا لا تبتئسْ
‏فغدًا بإذن اللّٰه يومُك أجملُ

....

ربّاه لا شَيء من شكوايَ يُسعفني
‏ولا القلوب التي حولي تُواسينـي

‏إني بجُودكَ يا مولاي مُلتجئٌ
‏مالي سِواكَ إذا ناديت يكفيني

....

ولي إنْ هاجَتِ الأحقادُ قلبٌ
كقلبِ الطفلِ يغتفِرُ الذُّنوبَا

أودُّ الخيرَ للدّنيا جميعًا
وإن أكُ بين أهْلِيها غريبَا

إذا ما نعمةٌ وافَتْ لغيري
شكرتُ كأنَّ لي فيها نصيبَا

تفيضُ جَوانحي بالحبِّ حتَّى
أظنُّ الناسَ كلَّهُمُ حبيبَا

....

فكُن لي يا خفي الُّلطفِ عونًا
فظنّي فيك يا سنَدي كبيرُ

عليـك توكُّـلي يـاربّ إنـي
لما أنزلتَ إلي من خيرٍ فقيرُ

....

‏طلع الصباح تبسّمتْ
كل الخلائق يا بشر

فتبسموا لصباحكم
كتبسّم الطفل الأغر

لا تعبسوا حتى ولو
كنتم تعانون الضرر

إنّ العبوس لدى الصباح
جريمةٌ لا تغتفَر

....

تُسائلني منْ أنتَ وهي عليمةٌ
وَهَلْ بِفَتًى مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ

فقلتُ كما شاءتْ وشاءَ لها الهوى
قَتِيلُكِ قالَتْ أيّهُمْ فهُمُ كُثرُ

أبو فراس الحمداني

الآن تَرحلُ بعدما استعمرتني
وتقول عذراً إنَّها الأقدار

تمضي ونبضُ القلبِ فيكَ معلّقٌ
وتعي بأن غرامَكَ استعمارُ

الآن تَرحلُ بعدما استعمرتني
وتقول عذراً إنَّها الأقدار

لا عُذرَ يُقنعُني بأنّك مُجبَرٌ
في الحُبِّ لا تُجدي معي الأعذارُ

دارت بنا الدنيا وأنتَ خذلتني
وغداً بها تتبدَّلُ الأدوارُ

....

سَيبعدُ اللّٰهُ همًّا كَان يُشقينا
‏ويملأُ القَلب أفراحًا ويُرضِينا

‏فكُلَّما اشتدَّ هذا اللَّيل مِن ألَمٍ
أتاهُ فَجرٌ جديدٌ مِن أمَانِينا

....

وصاحبٍ لست أدري ماألقبُهُ
ولا تقوم بمعناه الكناياتُ

إن قلتُ أنت أخي شوّهتُ صورته
ففي الأخوة هجر وابتلاءاتُ

أو قلت أنت حبيبي هان منزله
ففي المحبة لا تخفى الخياناتُ

أو قلت أنت أنا روعتُ خافقه
ففيّ ضعف وحزن وانكسارات

بالله هل من معير صاحبي لقبا
حار البيان وخانتني العبارات

....