هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏يَا قَابَ شَوقَينِ بَل أَدنَى بِأَعمَاقِي
شَوقٌ يَزُورُ وَشَوقٌ فِي الحَشَا بَاقِ

كَأَنَّمَا القَلبُ كَأسٌ قَد مُلِئتَ بِهِ
وَفَاضَ كَأسِي فَارحَمْ أَيُّهَا السَّاقِي

....

صَباحٌ مِنْ شَذَى العَنْبَرْ
يَذوبُ كـَ حَبَّةِ السُّكَّرْ

يُداعِبُ جَفنَكِ الغَافي
كَــما القدَّاح لو أزْهرْ

صَباحُ النّورِ يا وَجْهَاً
أنارَ الشَّمْسَ إذْ نَوَّرْ

وَ زادَ الصُّبْحَ اشْرَاقاً
وَ فَاحَ العِطْرُ وَ اسْتَقْطَرْ

صَباحُ الشَّهْدِ يا ثَغْراً
أزاحَ الهَمَّ وَ اسْتبْشَرْ

....

سِهَامُكُمْ تِـلْـكَ وَالْأَجـفَـانُ رَامِـيَّـةٌ
مِنْ كِثـرَةِ الْنَّبـلِ ذَاكَ الْقَلْبُ صَبَّـارُ

ضَـجَّ الْحَنِينُ وَأَضْـلَاعِـي تُمَانِـعُـهُ
مِثلَ الْمُحَارِبِ فَوْقَ السَّرجِ مِغوَارُ

تَوَسَّـدَ الْبُعدُ فِي مَهدِ الَهَوَى عَلَنَـاً
شُلَّت يَـدُ الْبُعـدِ بَلْ شَبَت بِـهِ نَــارُ

....

" والقلبُ أضناهُ الحنين بداخلي
يرنو إلى لُقياكَ يمنعهُ الخجلْ

والعينُ أرهقها انسكاب مدامعي
والروحُ حيرى قد تملكها الوجلْ

فأراكَ تقسو يا حبيب ولا تعي
ومن القطيعةِ والقساوةِ ماقتلْ

هبني وصالاً أرتضيه لمهجتي
يخطو بشوقٍ لايجيءُ على عجلْ

فهناكَ تبتهلُ الحروف لعشقنا
وتخِرُ صاغرةً للهفتنا الجملْ

أهواكَ والحب العفيف يصونني
من فرط أشواقي يُجنّبني الزللْ

....

أعَلِمْتَ أنَّ الهجرَ بَعدكَ قاتلي
وَ عليكَ جفني وَ الحشا يَتَسَّهدُ

وَ جَحيمُ بُعْـدِكَ كمْ أذابتْ خَافقي
تَزْدادُ فَتْكاً نَارها لا تَخْمدُ

فَازدَدتَ بُعْداً يا حبيبُ وَ وَصْلُنَا
يَزدادُ بعدَ الليلِ لا بلْ أبْعَدُ

وَ أنا على دربِ اللقاء نَواظري
تَشتاقُ وَصلاً إذ يحينُ الموعِدُ

هَـلَّا رَحمتَ صَبابتي وَ تَلهّفي
وَ مَنَحْتَ للأشوَاقِ وَعْداً يُنشَدُ

لتعانِقَ الحبَّ اليتيمَ عيوننا
و الصمتُ في ذاكَ العناقِ سيشهدُ

وَ أقيمُ في عينيكَ عاصمةُ الهوى
وَ يُقامُ صَـرْحٌ للرموشِ وَ مَعْبدُ

...

افتش الناس بحثا عن شبيهتها
فالله يخلق بين الناس اشباها

عبثاً احاول يامن ليس يشبهها
الا سواها فليت الروح تفداها

....

ياقلب حبيتك ولك حب صافي
خط الوفا حبك وفيه احتريته

حنان قلبك يجعل القلب دافي
ياكنز في دنيا المواجع لقيته

انت الذي للقلب دكتور شافي
وانت الهوا والحب منك طريته

وانت النشيد المنبهر والقوافي
وانت الشرف ذي يلمع اليوم صيته

وانت الوفا في يوم ماعاد وافي
وانت الذي وحدك بقلبي هويته

وانت الشرف والطهر وانت العفافي
بك مكتفي قلبي وفيك اكتفيته

ماهما تـشوف القلب لوا وطافي
يعود لك مادمت له كل بيته

حلق خيالاتك معي في ضفــافي
ياذي نصع قلبي بطلقه رميته

ماعاد من دنيا المواجع نخافي
مادام قلبي وسط قلبك حميته

راحت سنين القهر راح الجفافي
من مثل حبك فا الهوا لاسقيته

حبو وعيشو الحب دامت عوافي
ومن يحبك فا الخفوق احتريته

....

فَلَو طالَ الفُرَاقُ بِنَا سِنينَاً
وَ حَالَتْ بَيْنَنا سُبُل التَّجَافي

سَيَبْقى الشِّعْرُ في عَينَيكِ يُرْوى
وَ يَبْقَى العِشْقُ عِشْقكِ ﻻ تَخَافِي

....

لا تنتقد خجلي الشديد فإنني
بسيطة جدا وأنت خبيرُ

يا سيد الكلماتِ هَبْ لي فرصة
حتى يذاكر درسه العصفورُ

خذني بكل بساطتي وطفولتي
أنا لم أزل أحبو وأنت كبيرُ

من أين تأتي بالفصاحة كلها
وأنا يتوه على فمي التعبيرُ

أنا في الهوى لا حول لي أو قوة
إن المحب بطبعه مكسورُ

إني نسيت جميع ما علمتني
في الحب فاغفر لي و أنت غفورُ

يا واضع التاريخ تحت سريره
يا أيها المُتشاوف المغرورُ

يا هادئ الأعصاب إنك ثابت
وأنا على ذاتي أدور أدورُ

الأرض تحتي دائماً محروقة
والأرض تحتك مًخمَل وحريرُ

فرق كبير بيننا يا سيّدي
فأنا محافظة وأنت جسورُ

وأنا مقيدة وأنت تطيرُ
وأنا محجبة وأنت بصيرُ

وأنا مجهولة جدا وأنت شهيرُ
فرق كبير بيننا يا سيدي
فأنا الحضارةُ والطُّغاة ذكورُ


....

تمادى الحَاقِدونَ عَلى طِبـَاعي
وَ غَير الصَمتِ مَا جَادَ استمَاعي

فَلستُ بِ آبهٍ لِكلامِ غَيري
وَ لستُ أرومُ من غيري اتبَاعي

أحَلّقُ رغمَ كثْرَتِهِمْ بَعيداً
وَ اُشْرِعُ رَغمَ ريحهمُ شِرَاعي

تَعلّمتُ التَجَاهلَ عن حَقودٍ
و آثرتُ التَسامحَ في يَرَاعي

تَعوّدتُ الوثوقَ بِذَاتِ نَفسي
وَ أن أبقى النَزيهَ بِلا قِناعِ

يمانيُ المَلامحِ ذي خِصَالي
بهذا الزَهوِ مَملوءٌ صوَاعي

كطَبعِ الأُسْدِ إن أبدتْ زَئيراً
تَهابُ زَئيرَهَا كلُّ الضِبَاعِ

....