هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مضى قلبي إليكَ بغير أمري
ويأبَى أن يبيتَ هنا بصدري

‏ففيهِ هواكَ إن تهواهُ يرضى
بأن يأتيكَ يمشي فوقَ جمرِ

‏سألتكَ بالذّي أعـطاك وجهاً
يـفـوق بحـسنهِ إشـراق بـــدرِ

‏ترفّق بـ الفــؤادِ وكـن رقـيـقـاً
وددّتُ بأنني أعـطـيك عمري

....

أتيتُ وأشـواقـي عليك تسلمُ
وفوقَ فمي شعر الهوى يتلعثمُ

وأعلــم أنـي في هواك مـعذبٌ
وإنك لا تدري ولا انـت تعـلـمُ

وإنك مشغولٌ بـ غـير قصائدي
وحرفي بعينيكِ الجميلةِ مغرمُ

وحقكُ لم تسمع أنين مواجعي
ووحدي بها مستوحشاً أتألمُ

فحاشاكِ أن ألقي عليك ملامتي
وحبك مثل الشعر بالقلب يُنظمُ

....

ورأيتُ أدمُــعَ عــينِها مسكوبةً
تُبدي خَـوافيَ قلبها المَوجـوعِ

فـ ســـألتُـها عَـن حـالِـها لكـنّها
بخِـلَــتْ عليّ بِردِّها المَسـمُوعِ

فعرَفتُ أنّ الحُزنَ أطفأَ نبضَها
زمَنًا ، ولـم يسـمحْ لهُ برجــوعِ

فأتيتُ أمسَحُ دمعَها وبِداخلي
مَوجٌ مِن الأوجاعِ هزَّ ضُلوعي

وكأنّ ما بيني وبينَ شُعورِهَا
صِلَةٌ فإِنْ حَزِنَتْ يَئِنُّ جميعي

وإذا تمادى الهـــمُّ في أعماقِها
تبكي ولكنّ الدُّموعَ دمُـوعي

....

وفاتنةٌ لها في الحسنِ شأنٌ
ومن أحداقها ينسابُ شِعري

إذا لاقيتُها لاقيتُ سَعدي
وإن بَعُدَتْ فقدتُ جميلَ صَبري

....

وتَغار من ذكرِ النساءِ بَـ حضرتي
‏فتقولُ سحقاً لَيتهم لم يُخلقوا

‏فأقولُ لو لم يُخلقوا لم تَعرفي
‏قلباً كَـ قلبــي في هواكِ يُمـزقُ

‏فتقولُ هل فِيهن مِثلَ حَلاوتي
‏فأقولَ لا حَاشا وحُسنكِ يَنطقُ

‏كُلُ النساءِ أمامَ حُسنكِ صورةً
‏وجمالكِ الأصل الأصيل الأصدقُ

....

بِاللهِ أخــبِرْ خَاطِرِي مَاذَا جَرَى
لِتَغِيبَ عَن عَينِي وعَن نَظَرَاتِي

إنِّي أُحِــــــبُّكَ صَادِقًا أوَمَا تَرَى
فِي القَلبِ حُــبُّكَ زَاحِمَ النَّبَضَاتِ

تَبكِيكَ عَينِي والمَدَائِنُ والقُرَى
فَارجِعْ فَدَيتُكَ كَي تَطِيبَ حَيَاتِي

....

أما آن للحــبِ أن ينتـصــر
وللحاجز الصلب أن ينصهر

أما آن للهـجـــر أن ينـتهـي
وللبُــعـــدِ مابـيـنـنا أن يمُـر

لقد بدل البُعد طعم الحياة
فطعم الحلا في فُراقك مُر

وأحزن هجرك قـلبـي فـكاد
من الحزنِ والقهرِ أن ينفطر

ذائقة

تسابقني العــيونُ إليك جَريا
أقــول تمهَّلي وتقولُ هيَّا

وما أدري أعيني من عصتني
أمَ أني كنتُ يا عينـي العصيَّا

فرُوحي والفـؤادُ إليك تجري
ولكني أداري الشوقَ فِيَّا

فإن يكُ ياعيوني البـوحُ إثمًا
وإن يكُ كتمـيَ الأشـواقَ غيَّا

فوِزرُ البـوحِ محسوبٌ عليكم
ووزرُ الكـتمِ محسوبٌ عليَّا

....

حتى مَتى أكتمُ الأوجاعَ مُنكسِراً
ولا يلينُ لـ حالي قَلبُكَ القاسي

أنت الذي قد قتلتَ الحُبَّ مِن زمنٍ
فلا تلُمْنـي إذا أخمدْتُ أنفاسي

دورُ البراءةِ لن يعفيكَ من وجعي
ولا التودّدُ يشفيني من الباسِ

....

نحنُ التقينا وفي أحلامنا أملٌ
ثمَّ افترقنا وفي آمالنا كدَرُ

نُكابرُ الآنَ لكن في دواخلنا
نموتُ شوقًا ولا نأتي فنعتذرُ

للحُبِّ أهلٌ ولسنا أهلُهُ أبدًا
نحــنُ الظّلامُ الذي مازارهُ قمرُ

ذائقة