هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سلوا الصبابة عني هل خلوت بمن
أهوى مع الشوق إلا والعفاف معي

تأبى الدناءة لي نفس نفائسها
تسعى لغير الرضا بالري والشبع

وهمة ما أظن الحط يدركها
إلا وقد جاوزت في كل ممتنع

لا صاحبتني نفسٌ إن هممت لما
أرضى بها غمرات الموت لم تطع

على جناب العلا حلي ومرتحلي
وفي حمى المجد مصطافي ومرتبعي

وما نضوت لباس الذل عن أملي
حتى جعلت دروع البأس مدرعي

وكل من لم تؤدبه خلائقه
فإنه بعظاتي غير منتفع


الببغاء

لنا روضة في الدار صيغ لزهرها
قلائد من حمل الندى وشنوف

يطيف بنا منها إذا ما تنفست
نسيم كعقل الخالدي ضعيف


الببغاء

أشقيتني فرضيت أن أشقى
وملكتني فقتلتني عشقا

وزعمت أنك لا تكلمني
عشراً فمن لك أنني أبقى

ليس الذي تبغيه من تلفي
متعذراً فاستعمل الرفقا


الببغاء

ورجاء سيف الدولة الشرف الذي
يتقاصر التفصيل عن تفصيله

ضمنت تأميلي نداه فرده
جذلان من سفر الظنون بسؤله

وأفقت حين بلغت ورد نواله
عن ورد ممتنع النوال بخيله

فالغيث يغبطني على إنعامه
والدهر يحسدني على تاميله


الببغاء

لا تحسبي أن نفسي كالنفوس إذا
حملتها في هواك الضيم تحتمل

وربما بعث التذكار نحوكم
دمعي فتنكره الأجفان والمقل

كوني كما شئت إن هجراً وإن صلة
فليس تنكر صبر البازل الإبل

كم ذقت للدهر خطباً أنت أيسره
فما ثنى عطف حلمي الحادث الجلل


الببغاء

سواي الذي ترمي المطامع نبله
وغيري من بالحرص يسهل ذله

ولو كنت ممن تقبل الضيم نفسه
لجنبت هجري من منى النفس وصله

هوى سمت قلبي أن يطاوع حكمه
فبادرني قبل العواذل عذله

توهمني كالعاشقين يروعني
تجنبه أو يغتال جدي هزله

وإني لألقاه بسلوةِ زاهدٍ
وفي يده عقد الفؤاد وحله

أصارف طرفي في تأمل حسنه
واسخط ما يرضي سواي أقله

ولا خير فيمن يملك الحب رأيه
وإن ملك القلب المتيم حبله


الببغاء

في الحلم ما ينهى ذوي الارحام
عما يخالف عادل الاحكام

يا ناظري ويعز أن أقذى ويا
قلبي وكيف أروعه بملام

لأعاتبنك مبقياً مستصلحاً
قبل الظبا بعبارة الأقلام

أسخطت عمداً في عقوقي دولة
ثبتها نصراً بحسن قيامي

عن كنت ناصرها فإني سيفها
والقتل لا يرضى بغير حسام

وبكفك الصمصام مني فارعه
حفظاً ولا تخدع عن الصمصام

لك في الأباعد من عداتك شاغلٌ
عما تعق به ذوي الارحام


الببغاء

جيش يفوت الطرف حتى لا يرى
ما غاب من أطرافه محدودا

ويجيش حتى لا يظن عديده
أحد لكثرة جمعه معدودا

فكأنما جعل الاله روابي ال
أعلام أعلاماً له وبنودا

يقضي على الأعداء خيفة بأسه
قبل اللقاء تهدداً ووعيدا

وترى وتسمع لمعه وخفوقه
فتخال فيه بوارقاً وروعودا


الببغاء

ذخرت أبي نصر لحظ أناله
فبلغني أقصى المنى ببني نصر

وجدتهم الذخر القديم ولم أكن
علمت بأن الذخر يعزى إلى الدهر


الببغاء

بَكيتُ الدُموعَ حِذارَ الفِراقِ
وَقَبلَ الفِراقِ وَلا أَعلَمُ

فَلَو قَد تَوَلّى وَسارَ الحَبيبُ
لَكانَ مَكانَ دُموعي دَمُ

وَفي العِشقِ كَأسانِ مَسمومَتا
نِ طَعمُهُما الصابُ وَالعَلقَمُ

فَإِحداهُما كَأسُ هَجرِ الحَبيبِ
وَكَأسُ الفِراقِ هيَ الصَيلَمُ


العباس