هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كُلُّ الذينَ أحبَّهم قلبي مضوْ
وكأنَّ مأوی العاشقينَ رحيلُ

في الليلِ تأتي الذكرياتُ تهزُّني
للدمعِ في جوف العيونِ صليلُ

ألمُ النوی أدمی حروفَ قصيدتي
ودمُ الحروفِ علی العذابِ دليلُ

إنّي لأكتبُ من دواةِ مدامعي
فالحرفُ في زمن البكاءِ خليلُ

....

ماذا جنيتُ لكي تَمِلَّ وِصالي
إني سألتُك هل تجيبُ سؤالي

حاولتُ أن ألقى لهجرِك حجةً
فوقعتُ بين حقيقةٍ وخيالي

كنتُ القريبَ وكنتَ أنت مُقَرِّبي
يومَ الوِفاقِ وبهجةِ الإقبالي

....

يا طائر الحبِّ طفْ نحوي على عجلٍ
خذني بشوقٍ إلى دار المحبينا

خذ لطفَ قلبي وأنْزلني على مَهَلٍ
وانثر على دربهم عطراً ونسرينا

إنّي أرى طيفَهم في كلّ زاويةٍ
في قربهم ورياح المسك تأتينا

أضحى فؤادي كما ريحانةٍ ظمئتْ
هل من سبيلٍ إلى لقيا ‎فتروينا

....

لما استعارت معطفي فورا تغير موقفي
يا بردُ أينك من دمي أنا شعلة لاتنطفي

الكل من حولي هتف بردٌ مخيفٌ وارتجف
وأنا عن الكل اختلف في داخلي دفء خفي

فهي استعارت معطفي يا معطفي ما أسعدك

قربي وما ما أبعدك حاولت أن لا أحسدك
يا ليتني أنا معطفي

كريم العراقي

أنا المُسافِرُ و الأَحلامُ تَحمِلُني
‏القلبُ بَوصَلَتِي والعقلُ مِصباحي

‏ الأرضُ بَيتي و كلُّ الناسِ عائِلَتي
‏ بالحُبِ أُوصِلُ أرواحاً بِأرواحِ

‏ آمنتُ باليُسرِ بَعدَ العُسر في ثقَةٍ
‏ بِمَن يُحَوِلُ أحزاني لأفراحِ

....

مازال صوتك في ثنايا مسمعي
‏والشوق في صدري يفتت أضلعي

‏والله إنّ الشّوق فاق تحمّلي
‏ياشوق رفقاً بالفؤاد ألا تعي

‏يازهرتي إن مرّ إسمك عابراً
‏يزداد من فرط الحنين توجّعي

‏حاولت أن أخفي هواك وكلّما
‏أخفيته في القلب فاضت أدمعي

‏بالبين قد قضت الليالي بيننا
‏لكنّ روحك لم تغب دوماً معي

....

سَلامَاً لعينيكِ كُلِّ المَنَافي
وَ شوقاً لِوَصلِكِ بينَ الشغَافِ

وَ طيفٌ يُهَدهِدُ في مُقْلَتَيَّ
يُسافِرُ فيكِ كفَرضِ الطَوافِ

سَلامَاً لِنهرِكِ فالروحُ عَطشَى
وَ عَذْبُكِ يروي فصولَ الجَفافِ

فَقد طالَ صَبري وَ هاجَ اشتياقي
وَ طالَتْ سنينُ النَوى وَ التَجافي

وَ تهْتُ بِطيفكِ يا لَهفَ نَفسي
كَ تيهِ النَوارِسِ بينَ الضفافِ

سَلامَاً لِليلِكِ بَأسمك عودي
وَ غَنّي نَشيدَكِ فالبَدرُ غافٍ

سَلامَاً لِهَمسِكِ لو قُلتِ شِعرَاً
تَحجُّ اليكِ جَميعُ القَوافي

شَمَمْتُ نَسيمكِ فَازدادَ شوقي
لكرخِكِ وَ الشِعرِ حيث الرصافي

....

و يلفُّنِي وَجَعُ الحَنِينِ وَ أدَّعِي
صَبرًا وَ جَوفِي بِالأَسَى يَتَقَطَّعُ

وَ أَذُوبُ مِن شَوقِي لَهُم لَكِنَّنِي
مِن فَرطِ حُزنِي أَعيُنِي لَا تَدمَعُ

يَا لَيتَ مَن غَابُوا سَلَونَا بَعدَهُم
أو لَيتَ مَن نَبكِيه يَومًا يَرجِعُ

....

ويقرأُ النَّاسُ أحرفَنا فتعجِبُهم
ويحسبُونَ بأنَّ الحُزنَ إِبداعُ

سَيشهدُ الحرفُ أنَّ الحبرَ أدمُعنا
لو يعلمونَ وأنَّ السَّطر أوجاعُ

البوحُ فيضٌ منَ الآلامِ لو حُبست
تهشَّمتْ مِنْ أزيزِ الصَّدرِ أضلاعُ

....

يَامَنُ سَقَانِي لَذِيذِ الْحُبِّ مِنْ يَدِهِ
إِنِّي ظَمِئْتُ فَمَنْ لِلْقَلْبِ يَرْوِيهِ

قَدْ مَسَّهُ مِنْكَ دَاءٌ لِاشْفَاءٍ لَهُ
وَأَنْتَ وَحْدُكَ دُونَ النَّاسِ تَشْفِيهِ

يَا أَجْمَلَ النَّاسِ فِي عَيْنِي وَيَا أَمْلَآ
لَـطَالَمَا بَتُّ فِي لَيْلِي أُنَاجِيهِ

سَأَحْفَظُ الْعَهْدَ إِنْ طَالَ الْبِعَادُ بِنَا
وَأَكْتُمُ الشَّوْقَ فِي قَلْبِي وَأُخْفِيهِ

لِأَنَّ رُوحَكَ فِي جَنْبَي سَاكِنَةٌ
فَلْيَحْفَظِ اللَّهُ قَلْبِي وَالَّذِي فِيهِ

....