هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ركنتَ إلى السباع خمارويهِ
ولم تركن الى أحد سواها

تحوطك نائماً وتبيت تخشى
قلوب الناس أن يطغى أذاها

أليس من العجائب أن ليثاً
يذود رعية عمن رعاها

وأن يحمي ابن آدم من أخيه
سباعٌ جلَّ أن يدعى اخاها

وثقت بذي حفاظٍ ليس يُرشى
ولا ينسى الحقوق لمن حباها

وهم قتلوك حين وثقت منهم
وكم حفظ العهود فما اعتداها

ولو شهد اغتيالك في دمشق
لضرج بالجناية من جناها


العقاد

أمبتعدٌ وما اقترب الصباح
كأنّ الدهر شيمتهُ السماح

أراعك صائح الطير المغنّي
فخلت الليل ينعاه الصياح

ترفّق لا عدمتك من حبيب
فليس عليك من رفق جُناح

فذاك البلبل المسكين يبكي
فيطربُه كما شاء النواح

يرفُّ له وجنح الليل داجٍ
على رمان دوحتنا جناح

أكنت حسبتها الورقاء هبّت
لقد والله جدَّ بك المزاح

قليلاً ما أقمت فقف مَلياً
قُبَيل الفجر لا طلع الصباح


العقاد

يا غرير الدموع أين الدموع
كم تريد البكا وما تستطيع

كيف سلواك والفؤاد بما يس
ليه في فاجعاته مفجوع

لهف نفسي عليك يا قلب يأبى
فيك إلا الكمون داء وجيع

عبراتٌ برءُ الجوى لو أريقت
وسمامٌ حتى تراق نقيع

كمنت فيك لا تفيض ولا تب
رد فالصدر من شجاها صديع

لو جرت في السحاب أجفل أو يأ
زم عن سبحه الفضاء الوسيع

نضب الدمع أم مجاريه سدّت
أم فؤادي تاموره مقطوع

كلما رمت في الجوانح ماءً
هاج للنار بينهنّ سطوع

من يذق غصة الشراب فما بي
غصة غير أن تفيض الدموع

إنما الحزن ريّضٌ ما استقى الد
مع وأندى الأحزان حزن رضيع

يحرق الجمرُ يابسَ الحطب الجز
ل ويأبى الحريق لدنٌ مريع

فيك يا حب كل هذا فبعداً
لك داءً ترياقه ممنوع

غمرات وخدعة وجهاد
وسهاد وحسرة وولوع


العقاد

راحة كلها الحياة فما أعجب
إلا من راغب في ازدياد

ما ابتغاء المزيد من يوم أمنٍ
عاطل لا يزاد بالتعداد

فالزمان المريح تكرار شيء
واحد واطَّراد حال معاد


العقاد

من جانب القبر لسان بذا
يكذب ما شاء ولا يستحي

هذا هو التاريخ لو أنني
صورته يومًا على المسرح


العقاد

أعطيتهم لؤلؤًا حرًّا فحين رأوا
صغيرةً منه صاحوا أي إفلاس

وجادهم بالحصى غيري فحين رأوا
خُريزةً فيه قالوا أكرم الناس


العقاد

إذا خفت ظن الناس ظنوا وأكثروا
وإن لم تَخفْه أكرموك عن الظن

فإن شئت هبهم ألف عين وإن تشأ
فدعهم بلا عين تراك ولا أذن


العقاد

من عوَّد الناس خيرًا طالبوه به
كأنه الدَّين يُلوى بالمعاذير

ومن تعقَّبهم شرًّا فأمهلهم
يومًا تقبَّل منهم أجر مشكور

لا رأي للناس في نفع ولا ضرر
وما لهم قط من حكم وتقدير


العقاد

أتهتم بالدنيا فتلك حبيبة
إليك فما تخليك يومًا من الهم

أليس لها همٌّ فهاتيك خلة
صداقتها أضنى من الهم للجسم

وما بين همٍّ دائم أو سآمة
خيارٌ لمختار وحكمٌ لذي حكم

فخذها على علاتها والْقَ عيشها
شقيًّا بعلم أو شقيًّا بلا علم


العقاد

الطيش أن تعمل ما تشتهي
وقد يساوي النفع فيه الضرر

والحزم أن تحذر ما تتقي
وقلَّما يغنيك فيه الحذر

كفئان إن وازنت حظيهما
يا صاح فاختر منهما ما حضر


العقاد